بعد طول تعبٍ وسفرٍ منه .. وطول عناء وانتظار منّا ..
يا قاضيَ الأرضِ
نحنُ أهلُ البقاعِ
نعيشُ على هامشِ الوطن
نحرس ثغوره .. ونزرع حقوله
ونحن جنوده يوم المِحَن
يا قاضي الأرض
نحن أهل البقاعِ
نزرعُ الأمل .. ولا نحصد إلا الخيبه
نبذر القمح .. ولا نجني إلا الشوك
نتعب ونشقى ليوم الحصاد
ولا نجد إلا الخسارة والكساد
يا قاضي الأرض
نحن أهل البقاعِ
أهل الرفادة .. والوفادة
نغشى الوغى في الصراعِ
ونعفّ عند المغنم ِ
انتظرنا بديلاً عن زراعة السُكّر
ولم نذُق غير المُرّ والعلقم..
يا قاضي الأرض
نحن أهل الليطاني
يقتلنا النهرُ بالسرطان
وبدل أن يلوذ بالعناية منعونا الحراثة و السقايه
يا قاضي الأرض
نحن أهل البقاعِ
أهل السهل الممتنع
الذي صار غابةً من البنايات
وأهل الجبل الأشم المرتفع
قد شوّهت قممه الكسّارات..
وأهل المروج والحقول والمراعي
يا قاضي الأرض
العائد .. عودة الشراع
نحن أهل البقاع
تعبنا من البرامج والوعود والمساعي
كلما بعثنا لأم الشرائع من رسولْ
نسي الأمانة .. وخان فيما يقولْ
يا قاضي الأرض
نحن أهل البقاع
عشنا شريعة الغاب والسّباع
ولم نخف من الذئابِ والثعالبِ والضباع
لكننا نخشى شريعة من نحبّ
فعدوُّنا غالباً .. هو الرّاعي
بقلم المهندس سليمان سليمان الإمام