الموت مستوطن في الساحات!
في الطرقات
في الشرفات
في البنايات…
نودّ أن نستمهله بعض الوقت للوداع
كي يكون الرحيل بلا ألم
الدم مسفوح في جهات الأرض الأربع
حيواتنا على قصرها أضحت أقصر
والأماكن مقابر مفتوحه
الأمّ الرؤوم ترتجّ وتئنّ
فاحتضان بنيها قطعًا موجعٌ
وماذا بعد؟
كم عُمْرًا لنا لنصرفه في الحروب؟
كم روحًا لنا لتشيخ في دهاليزها؟
هرِمنا في الوغى ونحن أطفال
لا شيء يدعو للفرح
هو الآخر مات كغيره
الصباحات العابرة تتكرّر
الجنازات في كل مكان
تتغيّر فيها العناوين وأسماء الضحايا
كانت سِنونَ العمر عجافًا
والآن أضحت عجافًا أكثر
ترمّدت أيامنا قبل أن نعيشها خُضْرًا
وما زلنا ننتظر السنوات السِّمان!
نفدت منّا أيامنا
فقد أنهكتها الحروب
كيف يمكن أن نستردّ طفولتنا؟
شبابنا، فتوّتنا، قوتنا؟
كيف نُنجي ما تبقى لنا من رَمَقٍ في الحياه؟
كلَّ يوم لنا موعد مع الموت
لن يُخلف وعده وإن تخطّانا
كيف يمكن أن نكون في ما بعد؟
ماذا تبقّى لنا لنكون؟
وماذا بعد؟
وليد حسين الخطيب
25/ 10/ 2024
حكايةُ قبر أُمّي..
كانت والدتي رحمها الله تقولُ لنا في سهراتنا الطويلة : ” إدفنوني بين أهلي لأنني آنَسُ بهم .. فَلَكَمْ أبصرتُ مقبرةَ قريتنا في شبعا بعدَ ذوبان ثلج حرمون تنقلبُ حديقةً غنّاءَ ، تَنْبُتُ في ثناياها أشجارُ الجوز والحور والبيلسان .. وزهر الياسمين . أوصتني أمي وأنا بعد صغيرة فقالت :” لا تدفنوني بعيداً عن أهلي
Read More