وتدق بيغ بن دن .. دن .. أكثر من ” عشرين ألف قتيل” !

(من قصيدة “عشرون ألف قتيل خبر عتيق”
للشاعر العراقي : بلند الحيدري)

صوت المذيع
متخشب
شاؤوا له أن لا يُحس بما يُذيع
لندن
وتدق بيغ بن
… دن … دن !
لندن : عشرون ألفاً
لا … كفى خبر عتيق كالمذيع
وتقول أنت:
ما الحُفاة
وتقول أنت:
من القطيع
وعلى شفاه أخريات
صوت يتمتم في صلاة
رباه …
احفظ لي حياتي
أنا لا أريد سوى حياتي

مقطع من قصيدة تعلمناها في المدرسة منذ أكثر من عقود أربعة للشاعر العراقي بلند الحيدري ، تذكرتها عندما أعلنت وزارة الصحة في فلسطين أمس أن عدد شهداء قطاع غزة وكل فلسطين ارتفع الى أكثر من 22 ألف شهيد بالإضافة الى آلاف الجرحى .
الفرق بين الأمس واليوم أننا لم نعد نسمع دقات ساعة “بيغ بن” في لندن ، هي لن تدق عندنا بعد اليوم لأن بريطانيا أوقفت بث نشرة أخبار إذاعة لندن التي كانت تسمعنا دقاتها قبل نشرات الأخبار ، وكانت غالبيتها عن العالم العربي من وجهة نظر بريطانية .
وتدق بيغ بن : دن … دن ، أكثر من ” عشرين ألف قتيل” (شهيد)
السيء في الأمر أن بريطانيا وحكومتها منحازة الى القاتل وتجلد الضحية كما غالبية بلدان أوروبا والولايات المتحدة الأميركية ، دون شعوبها التي انتصرت للشعب الفلسطيني .
بريطانيا ووكالة أخبارها ال بي بي سي انحازت للجلاد وعاقبت إحدى مراسلاتها المحترفات في بيروت بالإقالة والإقصاء لأنها وصفت في موقف لها ما يجري في قطاع غزة ب ” أعمال مقاومة” .
لا مكان للرأي الآخر على أرض القارة العجوز ولا على أرض قارة أميركا الفتية . الكل يحسب حساباً لسطوة المال الصهيوني ويخاف العقاب .
بالأمس استقالت رئيسة جامعة هارفرد الأميركية بعد توجيه انتقادات لاذعة لها لأن قوانين الجامعة سمحت بقيام تظاهرات في حرمها مؤيدة لنضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الهمجية الصهيونية .
اتهمت رئيسة الجامعة بمعاداة السامية ، هذا السيف المسلط على رقاب الأوروبيين والأميركين بحجة المحرقة النازية .
وتدق بيغ بن : دن .. دن … ولكن دون أن نسمعها ، أكثر من ” عشرون ألف قتيل” (شهيد) ولا يتوقف نهر الدم في فلسطين التي تدفع الفاتورة منفردة عن العالم العربي المتخاذل والعالم أجمع الذي يدعي الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان والمرأة … والحيوان !

[email protected]

لمشاركة الرابط: