المصدر: النهار العربي علي حمادة
كل الأنظار تتجه إلى لبنان وإلى الجبهة الشمالية لإسرائيل التي تفصلها عن الجنوب اللبناني الذي يسيطر عليه “حزب الله” بالكامل. وبالمناسبة، فإن القوات الدولية “يونيفيل” المنتشرة في منطقة عمليات القرار 1701 تكاد فعاليتها تكون أقل من فعالية الشرطة البلدية. إنها مجرد ديكور لا قيمة له متى صدر قرار إما إسرائيلي أو إيراني بإشعال الجبهة.
بالعودة إلى جبهة لبنان، يمكن القول إنه لغاية الآن لا قرار إيرانياً بإشعالها. لكن ثمة تقديرات استخبارية ترجح أن تقوم طهران بإشعال الجبهة في وقت لاحق، بعد أن تكون إسرائيل قد أطلقت عملية الاجتياح البري في غزة. ويمكن أن تكون ساعة الصفر في الجنوب اللبناني مرتبطة بمدى تآكل قدرات حركة “حماس” الميدانية. لكن ثمة تقديرات مختلفة تماماً تعتقد أن طهران لن تجازف بـ“قاعدة” لبنان التي تسيطر عليها بفضل غلبة “حزب الله” فيها، واستسلام أغلب القوى السياسية اللبنانية لموازين القوى التي تصب في مصلحة الحزب المذكور. طهران ليست على استعداد للتفريط بـ“حزب الله” الذي يبقى بمثابة الاحتياط الاستراتيجي للنظام الإيراني متى فُرضت عليها حرب وجودية.
لذلك تذهب التقديرات الاستخبارية العربية في اتجاه ترجيح استخدام إيران الجبهة السورية استخداماً متصاعداً في سياق ترجمة استراتيجية “وحدة الساحات” في إطار الحرب الدائرة في غزة. والسبب في ذلك أن إيران متمكنة مباشرةً وغير مباشرة من الساحة السورية “المفيدة” التي يحكمها “نظرياً” النظام برئاسة بشار الأسد. أضف إلى ذلك أن سوريا هي في الأساس ساحة مفتوحة لصراع دولي وإقليمي يدوم منذ أكثر من عقد من الزمن. وسوريا شبه مهدمة، ونصف سكانها مهجرون، والاشتباك العنيف على مساحتها لا يستدرج ردود فعل عربية أو دولية.
أمس قصفت إسرائيل مطاري دمشق وحلب الدوليين متسببة بإخراجهما من الخدمة. قبل أيام قليلة قام سلاح الجو الإسرائيلي باستهداف قافلة عسكرية تابعة لـ“فيلق القدس” والميليشيات الإيرانية في كل من العراق وسوريا على الطريق الذي يصل بين مدينتي القائم في العراق والبوكمال في سوريا. وتشير مصادر استخبارية عربية إلى أن عملية القصف تسببت بتدمير القافلة بالكامل. وقد جرى التعتيم على الأمر من الجهة المتضررة. وبالنسبة إلى قصف مطاري دمشق وحلب من المهم التوقف عند ما قاله الإسرائيليون الذين أكدوا أنهم سوف يتعرضون لمزيد من الأهداف في سوريا في الأيام المقبلة. بهذا المعنى يمكن القول إن الخطة الأميركية التي كانت معدة للتنفيذ في شهر أيلول – سبتمبر الماضي بهدف التضييق على الممر الإيراني عند الحدود العراقية – السورية، تقوم إسرائيل اليوم بتنفيذها في انتظار أن تتمركز المجموعة الضاربة التي تقودها حاملة الطائرات الضخمة “يواس اس جيرالد فورد” قبالة شواطئ إسرائيل ولبنان.
يمكن القول إن المعلومات التي تشير إلى اختيار سوريا ساحة مكملة للحرب في غزة تستند إلى منطق مفاده أن سوريا ساحة مفتوحة سلفاً، وإن لبنان يبقى محيّداً بتفاهمات غير مكتوبة بين القوى المعنية، في مقابل استخدام سوريا صندوق بريد بين القوى المتصارعة أساساً على أرضها. ولذلك لا نستبعد أن يتم استبدال الجبهة السورية بالجبهة اللبنانية كرديف لحرب غزة في مقبل الأيام.
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More