خسرت بلدة المنارة البقاعية والبقاع الغربي اليوم أحد أركان التربية والتعليم في مدارسها وفي ثانويتها الرسمية ، فقد غادرنا الى رحمة رب العالمين المربي الراحل ابراهيم أيوب بعد معاناة مع المرض .
“أبو وليد” المربي والمثقف العصامي المتواضع حامل هموم التربية والتعليم في البلدة وفي البقاع الغربي وفي كل البقاع لأكثر من نصف قرن من الزمن ، واكب بداية تأسيس ثانوية المنارة كفرع من ثانوية جب جنين الرسمية أولاً ، ثم كثانوية مستقلة ما لبثت أن أخذت مكانها بين أكبر الثانويات الرسمية في لبنان إن لم تكن أكبرها على الإطلاق .
لم يكن – رحمه الله – مديراً تقليدياً يجلس خلف مكتبه ليصدر القرارات والتعليمات ، كان مديراً ومدرساً وعاملاً يشارك بيديه في عمليات الحفر لوضع أساسات وقواعد مبنى الثانوية الوليدة في مطلع الثمانينيات ، هذا الصرح التربوي الذي بني بسواعد أهل البلدة وعلى نفقتهم .
جند إمكانياته المتواضعة مادياً والكبيرة معنوياً وحتى سيارته ال”داتسون”الزرقاء الشهيرة “لإحضار” المدرسين الى الثانوية من بلداتهم البعيدة ساعياً بجدية تامة لإتمام المناهج قبيل مواعيد الإمتحانات الرسمية في أوقات عصيبة قاتلة ، وفي جو من الأزمات والحروب وتقطيع أوصال البقاع خلال الإجتياح الإسرائيلي المدمر للبنان في عام 1982 ، ونال على جهوده التهنئة من العديد من وزراء التربية والتعليم .
اهتم المربي الراحل كذلك بالنشاطات الرياضية والحرفية ، وكان داعماً للنشاط الرياضي في الثانوية وفي البلدة والجوار .
رحم الله ” الأستاذ ابراهيم” الذي ترك بصمة مميزة على مسار التربية والتعليم والعمل الإجتماعي والسياسي في البقاع الغربي وراشيا .
عزاؤنا لعائلته الصغيرة ولأنجاله الأعزاء ، ولعائلته الكبيرة الممتدة لأجيال عديدة من الخريجين (ونحن في طليعتهم) في مجال التربية والتعليم من ثانوية المنارة الرسمية .
عاطف البعلبكي
[email protected]