من يوقف غائلة السرطان في البقاعين الأوسط والغربي ؟!

عاطف البعلبكي – nextlb

” وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ” صدق الله العظيم

فقدت بلدة المنارة البقاعية أمس شاباً من خيرة شبابها كان قد أصيب بمرض سرطان الدم ومنذ أسابيع فقدت شاباً آخر بنفس المرض ، وغيره من العشرات الذين ينظمون تباعاً الى قافلة الموت بالتلوث في معظم قرى البقاعين الأوسط والغربي ، من بلدة برالياس الى المرج وكامد اللوز وجب جنين والمنارة وقرى قضاء راشيا .
إنها صرخة وجع علها توقظ ضمائر المسؤولين التي تغط في سبات عميق .
لن نسكت عن هذا الظلم ، ولن نسكت عن تلويث بيئتنا بمخلفات الصرف الصحي ومعامل المواد الكيماوية التي ترمى منذ سنوات طويلة في مجرى نهر الليطاني من منبعه شمالاً مروراً بالمعامل الصناعية في مدينة زحلة وجوارها ، وصولاً الى سد القرعون جنوباً ، هذا النهر الذي يروي بدوره مزروعاتنا ونأكل منها الخضار المروية بمعظمها بالمياه الملوثة بالصرف الصحي والصناعي ، نحن ومعظم الشعب اللبناني السيء الطالع .
نهر الليطاني تحول الى مجرور ضخم يصب سمومه في بحيرة القرعون حيث تنفق مئات الأطنان من الأسماك بسبب المواد السامة والمسرطنة التي تتجمع خلف سد القرعون وتقتل الحياة المائية وتدمر البيئة النهرية والثروة السمكية فيه .
تجري كل هذه البلاوي والمصائب ولا عين ترف لمسؤول ، منذ سنوات عديدة رصدت الحكومة مبلغ الف ومئة مليار ليرة (800 مليون دولار على دولار ال 1500 ليرة طبعاً) لمشروع تنظيف مجرى الليطاني من السموم والصرف الصحي … طارت المليارات أو كادت وبقي الوضع على حاله ، بينما تتفاقم نسب أمراض السرطان والتلوث البيئي في حوض نهر الليطاني وجواره .
إنها صرخة وجع عسى أن تلقى آذاناً صاغية لدى المسؤولين وبعضهم من الأصدقاء الذين نجل عملهم ونحترمه .
أين نواب المنطقة الذين يرفعون الشعارات الرنانة في يوم الإنتخابات ثم يعودون الى سباتهم بعد فرز الصناديق ؟
أين وعود المسؤولين ؟ البلديات تضع اللائمة على شركة الكهرباء التي لا تعطي التيار لتشغيل معامل تكرير الصرف الصحي قبل رميه في مجرى الليطاني ، ومعامل التكرير الصحية غير موصولة بمعظمها على شبكة المجاري وليست مجهزة أصلاً بمولدات كهربائية .
شركة الكهرباء مفلسة وليس معها ثمن الفيول لتوليد الطاقة ، وقد سرقت الأموال منها على مدى ثلاثة عقود ، ومعروف تماماً للقاصي والداني من السارق والحرامي . ومعظم القرى البقاعية لا يزورها التيار الكهربائي الا ساعة واحدة على الغالب يومياً
يجب على كل وزارة من الوزارات المعنية بهذه الكارثة أن تتحمل مسؤولياتها كل في مجال اختصاصه : الأشغال العامة والنقل ، الزراعة ، البيئة ، الصحة ، المالية ، ولا ينفع تقاذف التهم بين المسؤولين وصلاحياتهم ، والوزراء ومن حولهم .
من المسؤول عن هذه الكارثة ؟ هل نأتي بمسؤولين من اليابان أو سنغافورة مثلاً ؟
لعل وضع البقاع الغربي تحديداً هو الأسوأ في كل لبنان .. لعله أسوأ صحياً من منطقة باب التبانة الطرابلسية .
أهل البقاع يموتون بوتيرة مرتفعة ، ونسب الإصابة بمرض السرطان الى ازدياد بحسب الأطباء المختصين بالسرطان والتلوث .
أما من مسؤول سامع يخاف الله فينا ؟

* الصورة المرفقة للفقيد الراحل علي حسين أبو علي

لمشاركة الرابط: