الظلم والظلمة يخيمان على سيدة العواصم بيروت الى أجل غير مسمى … ينسحبان كذلك على القراءة والثقافة في زمن طوابير الإذلال وندرة رغيف الخبز ، بحيث بات من نافل القول الكلام عن الثقافة والقراءة والمعرفة .
أحد معالم أسواق بيروت ، مكتبة أنطوان في زاوية السوق ، كانت استراحة ثقافية مميزة أعلنت استسلامها أمس لغول العتمة الجاثم فوق أنفاس المواطن المقهور .
هجر الزوار ” أسواق بيروت ” منذ انفجار الرابع من آب الذي تحل ذكراه الثانية بعد أيام معدودات وسط تجهيل ممنهج للفاعل – المجرم الذي أزهق أرواح الأبرياء ، وزاد وباء كورونا من الطين بلة ، لتأتي الأزمة الإقتصادية والإستعصاء السياسي فتكون ثالثة الأثافي .
لا وقت للثقافة اليوم لأن قراء الكتاب والصحيفة والمجلة يقفون أذلاء أمام الأفران ليحصلوا على رغيف خبز يسدون به جوع أطفالهم .
لا وقت للثقافة اليوم في هذا البلد السيء الطالع ، فالهم المعيشي طاغ ومستحكم برقاب العباد
لا وقت للثقافة اليوم في مكتبة ومطبعة العرب ، أنه عصر سيادة الجهل والتخلف والبلطجة .
بيروت عاصمة الثقافة والكتاب لم تعد تشبه أهلها بل صارت تشبه جلاديها .
بيروت تنتظر من يزيح عنها هذا الكابوس الذي يجثم فوق صدرها ليعيدها الى سابق عهدها عاصمة للعلم والنور والإشعاع .
عاطف البعلبكي
عدسة نبيل اسماعيل