بيروت حبيبتي قومي … بقلم الكاتبة المصرية ماجدة محمود *

أيام ويلملم عام 2021 أوراقه استعداداً للرحيل ، أحداث كثيرة وعصيبة مرت على البلاد وشعوبها ، إلا أن الشعب اللبناني أبى وهو يمر بأصعب اللحظات وأقسى الأوقات التى عاشها على مدار العام ، إلا أن يحتفل ، يرقص ويغني للحياة ومن أجلها.
لبنان يحتفي مبكراً بالعيد على نغمات صوت فيروز والجميع يشدو بكلمات “ليلة عيد” فى مهرجاني “بيروت ترنٓم” و” بيروتنا” وسط العاصمة اللبنانية، بحضور حاشد من كل الأعمار والطوائف ، الإحتفال لم يكن ليوم أو يومين بل بدأ مع شهر ديسمبر ، ويستمر حتى ليلة وداع العام ، ليلة رأس السنة، أهلنا في لبنان يرددون في كل ليلة من ليالي المهرجان أغنية “لن تغلق الأبواب، لن تطفأ السماء” فى رسالة واضحة وصريحة ومباشرة لتحدي كل الظروف والصعاب والآلام التي يمر لبنان فيها .
ولم لا فالشعب اللبناني محب للحياة متمسك بها، يتحلى دائما بالصبر والأمل بغد أفضل ، وياما دقت على الرأس طبول : حرب أهلية وأزمات طائفية، ومشاكل سياسية واللبنانيون على العهد باقون ، يغنون “لن تغلق الأبواب”.
أعود إلى مهرجان الموسيقى .. “بيروت ترنٓم” فقد بحثت عن معنى كلمة “ترنٓم “في المعجم وإذا بالمفاجأة ، إنها صوت الحمام ، صوت القوس وصوت العود، الصوت الملحن الذى يحمل كل الطرب ، وهنا يعني اسم المهرجان بيروت الطرب ، بيروت صوت الحمام … صوت السلام.
الفنانة اللبنانية عبير نعمة شدت فى مهرجان “بيروتنا”، بأغنية ” بيروت.. حبيبتي قومي ” ألحان وسام كيروز ، والأغنية هزت المدينة الجميلة .
“يا بيروت يا ست الدنيا.. نعترف أمام الله الواحد نعترف .. أنا كنا منك نغار.. وكان جمالك يؤذينا.. نعترف الآن بأنا لم ننصفك ولم نرحمك.. ولم نفهمك ولم نعذرك.. بأنا جرحناك آه وأتعبناك.. بأنا حرقناك وأبكيناك وأهديناك مكان الوردة سكينا.. الآن عرفنا أن جذورك ضاربة فينا.. الآن عرفنا ماذا اقترفت أيدينا.. قومي.. قومي.. قومي.. قومي من تحت الردم ، كزهرة لوز فى نيسان.. قومي من حزنك قومي ، قومي إكراماً للأنهار وللوديان وللإنسان.. قومي يا بيروت.. قومي “.
المدينة القوية التى تعرضت لكل هذه المآسي ستقوم ، ولن تضيع ما دام خلفها شعب قوي متمسك بالحياة غنى وما زال صوته يهز أرجاء البلاد استعداداً للعيد، مع صوت فيروز الشجي ” ليلة عيد ليلة عيد الليلة ليلة عيد.. زينة وناس صوت جراس عم بترن بعيد.. ليلة عيد ليلة عيد الليلة ليلة عيد.. صوت ولاد تياب جداد وبكرا الحب جديد.. عم يتلاقوا الأصحاب، بهديي خلف الباب.. في سجرة بالدار ويدوروا ولاد صغار.. والسجرة صارت عيد، والعيد اسوارة بأيد.. والأيد تعلق عالسجرة، غنيي وعناقيد.. ”
يارب عام جديد الخير فيه يزيد، وترجع أحلى الأيام، اللمة والصحبة، الأهل والجيران ونغني أحلى الألحان فى ليلة العيد.. آمين

* رئيسة تحرير سابقة لمجلة حواء المصرية

لمشاركة الرابط: