الى ذكرى طيِّب غاب !

لم أتوقع أن يهزمك المرض ياعم ، كنت لأسابيعَ خلت أستبعدُ هذا الموقف وأنت طريح الفراش ، وأقول : ستنجو بإذن الله فأنت قوي العزيمة مؤمن بربك سبحانه وتعالى ، فأنا عرفتك منذ صغري صلباً عنيداً في مواجهة الشدائد ، لين العريكة طيب القلب مع الصغير والضعيف وصاحب الحق
وعرفتك كذلك في مرحلة شبابك شريكاً لنا في تحصيل الرزق الذي تعجنه بالتعب والكد والعرق والجهد باكراً ، وتساهم في تثقيف أهل بلدتك ليلاً في مدرسة أنت أسستها ، تقرأ كتاباً وتناقش مضمونه مع أهل العلم والمعرفة ، وتسعى الى مجالس العلم والمعرفة أنَّا وُجدًت ، وعَرَفْتك في السنوات الأخيرة مختاراً كبيراً وشيخ صلح في بلدتنا والبلدات الجارة .
لم تتخلف يوماً عن حل مشلكة شائكة ومستعصية بين أهل بلدتك أو البلدات المجاروة … كنت تنهيها غالباً بحلول وسطية ترضي الطرفين بحنكة ولين ممزوجين بجدية وحزم .
اليوم افتقدناك من بيننا وغابت عنا عبارة “تفضل يا طيب “مع الإبتسامة الى الأبد ، حتى في الصورة التي اخترتها لخبر وفاتك وتناقلها الأهل والأصحاب والمحبون ، وكنت قد صورتك إياها منذ فترة ، رأيتك فيها عابساً على غير عادتك ، وها أنذا أختار لك صورة أنت فيها مبتسم راض بما قد كتبه الله لك ولنا ، لأرفقها مع هذه الكلمات .
عزاؤنا أنك يا “شيخ زكريا ” تركت لنا أثراً طيباً في نفس كل من عرفك ، هو رصيدنا الذي راكَمْته لنا بعد من سبقك من ذوينا الى رحمة رب العالمين ، من هذه الدنيا الفانية .
الى جنان الخلد بإذن الله يا عم ، ولا حول ولا قوة الا بالله رب العالمين .
عاطف البعلبكي – المنارة 20-3-2021

لمشاركة الرابط: