لم أتوقع أن يهزمك المرض ياعم ، كنت لأسابيعَ خلت أستبعدُ هذا الموقف وأنت طريح الفراش ، وأقول : ستنجو بإذن الله فأنت قوي العزيمة مؤمن بربك سبحانه وتعالى ، فأنا عرفتك منذ صغري صلباً عنيداً في مواجهة الشدائد ، لين العريكة طيب القلب مع الصغير والضعيف وصاحب الحق
وعرفتك كذلك في مرحلة شبابك شريكاً لنا في تحصيل الرزق الذي تعجنه بالتعب والكد والعرق والجهد باكراً ، وتساهم في تثقيف أهل بلدتك ليلاً في مدرسة أنت أسستها ، تقرأ كتاباً وتناقش مضمونه مع أهل العلم والمعرفة ، وتسعى الى مجالس العلم والمعرفة أنَّا وُجدًت ، وعَرَفْتك في السنوات الأخيرة مختاراً كبيراً وشيخ صلح في بلدتنا والبلدات الجارة .
لم تتخلف يوماً عن حل مشلكة شائكة ومستعصية بين أهل بلدتك أو البلدات المجاروة … كنت تنهيها غالباً بحلول وسطية ترضي الطرفين بحنكة ولين ممزوجين بجدية وحزم .
اليوم افتقدناك من بيننا وغابت عنا عبارة “تفضل يا طيب “مع الإبتسامة الى الأبد ، حتى في الصورة التي اخترتها لخبر وفاتك وتناقلها الأهل والأصحاب والمحبون ، وكنت قد صورتك إياها منذ فترة ، رأيتك فيها عابساً على غير عادتك ، وها أنذا أختار لك صورة أنت فيها مبتسم راض بما قد كتبه الله لك ولنا ، لأرفقها مع هذه الكلمات .
عزاؤنا أنك يا “شيخ زكريا ” تركت لنا أثراً طيباً في نفس كل من عرفك ، هو رصيدنا الذي راكَمْته لنا بعد من سبقك من ذوينا الى رحمة رب العالمين ، من هذه الدنيا الفانية .
الى جنان الخلد بإذن الله يا عم ، ولا حول ولا قوة الا بالله رب العالمين .
عاطف البعلبكي – المنارة 20-3-2021
عندما “يموت اللبنانيون على قيد الحياة “!
عشنا الحرب الأهلية اللبنانية بكل تفاصيلها وقسوتها وإختبرنا مع أهلنا الحياة في الملاجئ تحت الأرض وعلى أدراج المباني احتماء من القصف والموت نشأت كغيري من أبناء جيلي في عز الحرب الأهلية وتركت آثارها في النفس من أثر المعارك والقصف ندوباً نفسية قاسية يصعب أن تندمل . منذ أن اخترت الصحافة مهنة ، بتّ أعرف أكثر
Read More