لمناسبة عيد المعلّم ، هذه القصيدة للمربي والشاعر الراحل نجيب طالب، الذي ردّ فيها على أجهزة “العسس” (غير اللبنانية )التي حاولت أن تنال منه لإنتقاده لها، بقصيدة طويلة بعنوان “إلى أنصار”، فلبس شخصية “قدموس” الذي “علّم الناس ألفباءَ الأشياء ، ألفباءَ الحكمةِ والناموس.. وألفباءَ النهضة والمدنيّة حتى وطئوا سطح القمر، لكنّ أهله داسوه.. داسوا وجه القمر .. خسفوا وجه القمر”..!*
… يا من تستخبر عن إسمي
سجِلْ إسمي
إسمي قُدْموسْ!
علّمتُ الناس ألفباءَ الأشياءِ ألفباءَ القاموسْ!
علّمتُ الناس ألفباءَ الحكمةِ والناموسْ!
وألفباء الحريةْ!
والديموقراطيةْ!
وألفباء النهضة والمدنيّةْ!
حتى وطِئوا سطحَ القمرْ!
حتى اكتنهوا لغةَ الحجرْ!
حتى اكتشفوا سرَّ القدرْ!
ونقلتُ الدنيا من أوقيانوسِ الديجورْ
حتى شطآن الفجرِ وصوبَ شطوطِ النورْ!
عَبَرَتْ ثجَ اليمِّ المتلاطمِ أشرعتي!
فإلى كلِّ لسانٍ عبرتْ لغتي!
وحضنتُ الأرضَ بأجنحتي
أشعلتُ القلب قناديلا!
ونسجتُ الدمع مناديلا!
وغزلتُ الروح مواويلا!
فبكلّ مكانٍ مدرسةْ!
وبكلّ زمانٍ جامعةْ!
فالكونُ لنا ملعبْ!
والدهرُ لنا مركبْ!
والأرضُ بنا ولنا أكّاديميّةْ!
واليومَ أرى شعبي يرسف في الأغلالْ..!
ويغرق في الأوحالْ..!
ينوح على الأطلالْ..!
ويدلُج في ليل الهمجيّةْ!
هوذا شعبي يلعن أستاذَ البشريّةْ!
ويدوس معلّمها!
ومثقِفِها!
ومربّيها!
ويدوسُ يدوسُ
ملكَ الكلمةْ!
ملكَ النهضةْ!
ملكَ الحكمةْ!
والناموسْ!
هوذا شعبي يتوغّل في أدغال الوحشيّةْ!
ينسى يتناسى أنّي علّمت الحرفَ، اللغةَ،..
الفكرً، العلمَ، الدينَ، الفنَّ..
جميعَ البشرْ!
حتى اكتنهوا لغةَ الحجرْ!
حتى كشفوا سرّ القدرْ!
حتى وطِئوا سطح القمرْ!
لكنْ أهلي- مُذْ داسوني- داسوا وجهَ القمرْ!
خسفوا نورَ القمرْ!
*مقدمة النص للمربي الأستاذ أحمد طالب (بتصرف) .