أسلم الكابتن محمد عطوي نجم فريق الأنصار السابق ومنتخب لبنان الروح أمس بعد شهر من المعاناة في مستشفى المقاصد من إصابة برصاصة طائشة في رأسه قيل أنها أطلقت أثناء تشييع أحد شهداء إنفجار مرفأ بيروت ، سقط بالتسديدة القاتلة في الدقيقة الأخيرة في لقاء الموت وهو بعد في ريعان الشباب ، كان يجب أن نفقد نجماً كبيراً كمحمد عطوي بينما نشيع فقيداً آخر ، كم من الجهل يختزن هذا الشعب ؟ وكم نخسر من الأرواح يومياً بسبب هذه العادة الكريهة : إطلاق النار في الأفراح والأحزان ؟
زميلنا المسعف في الصليب الأحمر اللبناني والمصور الرياضي عبد الرؤوف سلام نقل الكابتن عطوي الى مستشفى المقاصد ورآه بالحال السيء حتى قبل إجراء العملية التي كانت محفوفة بالمخاطر لأن الرصاصة اللعينة كانت قد اخترقت الجمجمة واستقرت في الدماغ ، تمنى لو أنه لم ير هذا المشهد المحزن والمبكي
أمس شيع لبنان هذا البطل في بلدته حاروف الجنوبية ، وبكاه رفاقه في فريق الأنصار والفرق الأخرى التي لعب تحت لوائها خلال رحلته المجبولة دائما بالفوز والتألق ، لم يمهل الموت هذا الشاب الثلاثيني الذي كان يخطط للزواج وتشكيل عائلة كما هي حال الإنسان العادي في أي مجتمع يعيش حياته بشكل طبيعي . على المواطن اللبناني دائماً أن يدفع فاتورة الجهل والسلاح المتفلت وتقصير الدولة والمسؤولين في بسط سيطرتها وهيبتها على الأرض . نشعر دائما أننا في دولة السلاح المتفلت ، ونخسر الأرواح يومياً ولا من يتحرك . هل إن دمنا رخيص الى هذا الحد ؟ أمن منفلت كأننا نعيش في غابة .
رحم الله الكابتن محمد عطوي ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
عاطف البعلبكي
[email protected]