ليست النبض إنّما الخفقان ، ليست النبع إنّما الشفاه ، ليست الحبّ إنّما القلب. ليست الأرض إنّما هي الحياة ، ليست المطر إنّما الشّتاء ، ليست الأغنية بل الكلمات ، ليست اللحظة إنّما المكان ، ليست الوقت إنّما هي الموعد واللقاء ، ليست السفر إنّما الوصول ، ليست الغربة إنّما هي الوطن ، وليست العمر إنّما الأيّام ، ليست العاصفة إنّما هي الثورة وليست الحنين إنّما هي الذاكرة.
هي ليست الشوق إنّما الإيقاع والموهبة وليست الموجة إنّما الشاطىء بل هي كالقليل منها وكالكثير من كلّ شيء ، شهيّة هي كاللهفة ومتوهّجة كالشغف وكهرمون الحبّ والعاطفة ، والشجرة والثمار والأغصان .
هي الهدنة والفتنة ، والجريمة الكاملة والحنجرة التي ترى ما لا يُرى، وتقول ما لا يُقال وتُحسّ ما لا يُحسّ بالحواس . وهي الغرق بإعتباره قصيدة والنجاة بإعتبارها الغرق ، والهزيمة في الحبّ لا النصر من دونه ، والشموس والأقمار والأمطار والغيوم والنجوم والنوم والأرق والنعاس والأمل والصلاة والتوق والفرح والبحر والنهر والجبل والحبر والظلّ والهواء والضجر والشجر والطريق والجوع والعطش .
هي جناح الخيال الذي لا يكسره نقص ، وشغف الحرّية الذي لا يُشبعه كمال. وهي أوّلاً وأخيراً سلام الزمن القتيل ، والحبّ الذي ينسى دائماً أن يكبر، والقلب الذي يأبى أن يشيخ ، والعناق الذي يأتي بعطر ويذهب بعطرين ، والقبلة التي تولد عندما تلتقي الشفاه بلذّة اكتمال نبيذها. هي الحبّ حتّى آخر قطرة حياة ، والعشق حتّى آخر آهة.
ببساطة هي العشق كلّه، والحبّ كلّه وبكامل التفاصيل.
رجاءً أخبروا ” فيروز مصر” بأنّ صوتها هو خفقة القلب النابضة بكلّ قصّة حبّ.
سيندي أبو طايع