تتدحرج الاوضاع الاقتصادية والنقدية والأمنية ككرة الثلج في لبنان وتكبر بسبب تساقط ثلوج الحكومة دون توقف بحيث تسد الطرقات امام المطالبين بحياة كريمة ولقمة عيش نظيفة وحبة دواء شافية، ومنذ 17 تشرين الاول يوم انطلاقة الثورة ما تزال الاصوات تصدح في كل المناطق والسلطة لا تسمع ولا ترى وبين الحين والآخر يطلع الرؤوساء من على شاشات التلفاز ويطلقون الوعود بالاصلاحات واعداد الخطط لمعالجة الازمة الاقتصادية والمالية، ويرشقون الحراك بتهم التخريب والتآمر المدارة من الغرف السوداء ويدسّون بين المتظاهرين اعوانهم للتخريب والاعتداءعلى الاملاك العامة والخاصة في بيروت وطرابلس، ولم تبادر اجهزة السلطة الى اعتقال ومحاسبة كل مرتكب.
ان اصرار السلطة السياسية حكومة وعهدا ومجلسا نيابيا على رفض مطالب الثوار في الاصلاح وحماية العملة الوطنية واجراء انتخابات مبكرة والحفاظ على العيش الكريم للبنانيين وحماية الوطن والمواطنين من مشاريع الهيمنة والتبعية، فإن لبنان معرّض الى مخاطر تهدده ارضا وشعبا ومؤسسات، ومما يزيد الامر سوءا سلوك بعض احزاب السلطة دفع الامور نحو التطييف والمذهبية لشق الحركة المطلبية وارهابها ومن ثم اخضاعها لقبول ما تقدمه الحكومة وترضاه والاّ فإن لكل حزب شارعه وحركته وتصرفه كما اظهرت التحركات في بيروت مما دفع بالاجهزة الامنية والعسكرية الى التنسيق مع اللجان الامنية الحزبية في اكثر من موقع في العاصمة بيروت، هذا السلوك يضع اللبنانيين امام مرحلة جديدة وخطيرة تدفع بعوامل الحرب الاهلية خطوة الى الامام وتذكرنا بالدور السابق للأجهزة الامنية والعسكرية الذي مارسته والقائم على الفصل بين اطراف النزاع على خطوط التماس منعا للاحتكاك والتصادم.
ومما يضفي على هذه المشهدية رغم خطورتها اصرار الحكومة واحزابها على رفض المطالب الشعبية وادارة الظهر لها. لا سيما بعد انهيار العملة الوطنية امام الدولار مما يهدد المواطن في عيشه وغذائه وحياته اليومية.
اضافة الى استمرار عمليات التهريب الى سوريا من المعابر الجردية من الشمال الى الشرق، معابر غير شرعية محمية من قوى الامر الواقع تجوبها الشاحنات والصهاريج لتهريب المواد المدعومة من اموال اللبنانيين الطحين والمازوت. اضافة الى افراغ السوق من الدولار وترحيله الى النظام السوري وهنا نطرح سؤالا حول تدخل البنك المركزي في السوق هل هذا الاجراء سيحد من ارتفاع سعر الدولار ويعيد للعملة الوطنية بعض التوازن؟ او سيتم سحب الدولار الى سوريا كالسابق؟
إن استمرار حكومة العهد القوي بنهجها يدفع بالتناقضات الداخلية بين مكونات الشعب اللبناني الى الاحتدام مما يهدد السلم الاهلي لا سيما بعد وضع قانون “قيصر” موضع التنفيذ وارتداداته الخطيرة على النظام السوري وعلى اللبنانيين لأن حماية النظام السوري اقتصاديا ليس بمقدور اللبنانيين تحمّله لا سيما في هذه الظروف الصعبة حيث يتعرض الاقتصاد والنقد في لبنان الى التراجع، لذلك على حلفاء النظام السوري ان لا يحمّلوا لبنان اكثر مما يستطيع لأن الشعب اللبناني اصبح بغالبيته تحت خط الفقر وقطاعاته الانتاجية في حالة شلل واقفال.
كرة الثلج التي تكبر مع كل تحرك اذا لم تتم معالجتها بصدق ومسؤولية فإنها ستصيب الجميع وتجعل من لبنان كرة نار ملتهبة.
حسين صلح*
رئيس جمعيةالفداء _بعلبك
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More