قبل مائة عام كان عدد سكان مدينة طرابلس 30 الف شخص ميسور الحال ,يمتلك بعضهم بساتين من الليمون على الساحل والبعض الاخر بساتين من الزيتون بضواحي ابي سمراء وامتدادها الجغرافي الى حدود الكورة في حين يعمل الاخرون بالصناعة وخاصة الصناعات الغذائية ثم المفروشات او التجارة عبر مرفئها المنفتح على العالم ..كنا مدينة ميسورة لاننا كنا مدينة منتجة…السر في الانتاج ..لا شيء يقضي على الفقر غير العمل بالعمل وحده يحيا الانسان..
طرابلس اليوم يسكنها نحو 600 الف شخص من سكان المدينة الأصليين او الأرياف او غير ذلك ..نسبة البطالة بها هائلة ونسبة الفقر حدث ولا حرج اما السبب الرئيسي هو قلة الانتاج ..الميسور في المدينة اودع امواله في المصارف لقاء فائدة اعلى بكثير من اي استثمار في المدينة اغلقت المصانع والمتاجر بعض تقويض حركة المرفأ وإغلاق المصفاة وشل المعرض وتوقيف فتح المطار فغرقت المدينة بقلة الانتاج الذي ترافق مع خطة ممنهجة لتهميش المدينة حتى فقر حالها لتدخل مستنقع البطالة والفقر و لا يخرجها منه الا العودة الى العمل..
لنقلب المعادلة، لنعود الى العمل لنرفع شعار طرابلس بخير اذا الشمال بخير..تطوير مرفا طرابلس ,فتح مطارها,اعادة العمل الى مصفاتها واستغلال معرضها وادراجها على الخارطة السياحية والاستثمار في سياحتها سيتكفل بان تعود طرابلس مائة سنة الى الخلف لتنطلق مجددا الى الامام …اذا اراد الطرابلسي ان يستعيد الحياة عليه ان يستعيد موقعه فيكون مصدر الدخل للشمال وركيزة للاقتصاد اللبناني..ويفاوض من موقع قوة وليس من موقع ضعف..القوة اليوم عالميا في الاقتصاد القوي ونحن في طرابلس لدينا كل المقومات لان يكون اقتصادنا قوي..القوة العاملة ، الموقع الجغرافي ، الأراضي الرخيصة ، الكفاءة لكن تنقصنا الإرادة ..وهذه فرصتنا اليوم مع ازمة المصارف وازمة لبنان الاقتصادية وحاجتنا الى المال للعودة الى العمل.. الحاجة ام الاختراع .. نحن بحاجة علينا بالتصميم على العمل والإنتاج والابتكار لنتحرك جميعا لنعد خطة اقتصادية وبرنامج اقتصادي. لننسى الثورة وزوراريبها والسياسة وخلافاتها ونركز على العمل ..لنتضامن المغترب والمقيم في اطلاق خطة يتكفل فيها المغترب بتقديم خبرته وعلاقاته ويتكفل فيها المقيم بالعمل والضغط على السياسيين لاقرار ما يلزم من وقوانين تنظيمية…علينا ان نبدل بخطابنا الموجه الى الاخر علينا ان نكون على علاقة حسنة مع الجميع ..ان ننسى السياسة كليا..ان نفكر تفكير التاجر والمستثمر ونقوم بما نجد فيه مصلحة الزبون وبالتالي مصلحة مدينتنا الاقتصادية فقط…الازمة اليوم اقتصادية وحلها ياتي بالاقتصاد..انقاذ لبنان اقتصاديا ممكن ان ياتي عبر هذه المدينة المهمشة اذا قررت ان تخلع ثوب التهميش عنها وتشمر على زنود شبابها وشيبها مقيمها والمغترب عنها وتبدا العمل..هيا الى العمل ..
هناء حمزة *
إعلامية لبنانية مقيمة في دبي
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More