أيها الثوار“لا تشاركوا بإسقاط حاكم المصرف”..بقلم رئيس قسم كلية الإقتصاد في جامعة آخن في ألمانيا

ايها الثوار…
الرجاء الإبتعاد الآن عن فكرة إسقاط حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لأن ودائع اللبنانيين ستعود لهم ولكن بعد فترة من الزمن أما إذا إنهار النظام المصرفي الآن فإن الودائع ستتبخر ويصبح سعر علبة حليب الأطفال أكثر من مليون ليرة لبنانية كما هو حاصل الآن في فنزويلا.
أيها اللبنانيون إقرأوا جيدا الوضع الجيوسياسي في المنطقة.
حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف بطبقون بكل بساطة التوصيات التي استلموها من الإدارة الأميركية حتى يجنبوا لبنان واللبنانيين المصير الأسود الذي ضرب فنزويلا.
لاحظوا جيدا بأن منذ تاريخ 17 تشرين إنهارت الليرة السورية وفقدت 60% من قيمتها وتخطى سعر صرفها في السوق السوداء 1200 ليرة لكل دولار أميركي بعدما كانت 650 ليرة قبل بدء الثورة في لبنان.
وعليه يمكن لأي إنسان عاقل أن يستنتج بأن السوق اللبناني كان الرئة للنظام السوري طوال فترة الأزمة السورية وكان حلفاء النظام في لبنان وعلى رأسهم حزب الله يرفدون النظام المالي السوري بالدولار من أجل الإستمرار ولكن بعد تطبيق الإجراءات الصارمة في لبنان من قبل المصرف المركزي وجمعية المصارف إنخفضت كميات الدولار بشكل حاد التي كانت تشحن لسوريا مما أدى إلى تدهور العملة السورية بشكل دراماتيكي وفقدان مشتقات أساسية من السوق السوري.
قوى السلطة وعلى رأسهم حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر يريدون الآن إقالة حاكم مصرف لبنان من منصبه وتعيين أحد أتباعهم وذلك بناء على أوامر سورية وإيرانية وذلك لإعادة ضخ الدولار في السوق اللبناني ومن ثم تهريبه إلى سوريا وهذا ما يفسر الهجمة الشرسة من قبل أزلام السلطة على مبنى مصرف لبنان في شارع الحمراء في بيروت وعلى فروع المصارف.
هذا المخطط إن حصل لا سمح الله سيضع لبنان في مواجهة مالية وإقتصادية مع الولايات المتحدة الأميركية والعالم وبالتالي سيتم إدراج لبنان على لوائح العقوبات الدولية ويصبح دولة راعية للإرهاب ومركزاً أساسياً لتبييض الأموال.
عندئذ ستتبخر إحتياطات مصرف لبنان من الدولار خلال أسابيع قليلة وسيرتفع الدولار بشكل مخيف وتصبح العملة المحلية ورق لا قيمة لها.
أيها الثوار لا تشاركوا عن غير قصد قوى السلطة في مخططها وابتعدوا عن مهاجمة القطاع المصرفي مع الإشارة إلى أن محاسبة المسؤولين في البنك المركزي وجمعية المصارف ستأتي لا محالة ولكن ليس الآن.

الدكتور جواد خليل صالح المهنا*
رئيس قسم كلية الإقتصاد في جامعة آخن في ألمانيا.

المصدر- وكالات

لمشاركة الرابط: