رشيد كرامي: نحن الأكثرية لكننا نطالب بالمساواة
^ حكم المؤسسات سيجعلهم يتنازلون عن رئاسة الجمهورية وصيغة 1943 لم تعد وافية
^ الجميّل ساكت على الممارسات ضد مرافق الدولة وشمعون الزعيم الأوحد للمسيحيين
في حوار نشرته صحيفة السفير اللبنانية في 17 نيسان ابريل العام 1987 أجراه الكاتب والمحلل السياسي المستشار الإعلامي الحالي للرئيس فؤاد السنيورة الدكتور عارف العبد مع رئيس الحكومة السابق الشهيد رشيد كرامي يعاد نشره هنا ..
أكد فيه رئيس الحكومة رشيد كرامي «أن لبنان كيان أثبت جدواه وقيمته محلياً وإقليمياً ودولياً» وأن وحدة هذا البلد هي الأساس وما عداه استثناء، مشيراً إلى أن الأزمة ستمر وتنتهي «إلى ما يعيد لبنان إلى أصالته ودوره ورسالته، لأن هذا الشعب فيه من الصفات والقيم ما يجعله ضرورة في المنطقة».
وأعلن الرئيس كرامي، في «حوار من أجل الوحدة» أجرته معه «السفير»، «أن الحوار يجب أن يستمر لأن انقطاعه يعني الإفساح في المجال أمام العودة إلى الانفجار الأمني»، وقال إن كل حل لا يولد عن اقتناع لا يكون الحل المطلوب. وإنه بعد 12 سنة من الصراع «لا يمكن العودة إلى نظام كان هو من جملة الأسباب التي أدت إلى المحنة».
وأوضح كرامي أنه «لولا الفرصة التاريخية للحصول على الاستقلال، لم يكن هناك من مبرر للقبول بصيغة 1943»، مؤكداً أن هذه الصيغة لم تعد وافية، وأن الطائفية هي قيد كبير على العيش المشترك وسبب المزايدة بين الناس.
وقال «إن فرض المؤسسات سيجعلهم يتنازلون عن رئاسة الجمهورية لنظام المشاركة»، مشيراً إلى أن التسويات التي تحققت هي مراحل على الطريق «تجعلنا نقترب من الهدف الأساسي، وهو إلغاء الطائفية السياسية وإقامة الديموقراطية على أسس العدالة والمساواة».
وتحدث كرامي عن علاقة رؤساء الجمهورية برؤساء الحكومة ملاحظاً أن تعدد الحكومات «يفسر وجود العلة… ورئيس الحكومة كلما أخذ موقفاً كان يحاسب عليه بإبعاده أو إسقاطه»، ودافع عن مسألة انتخاب رئيس الحكومة من قبل مجلس النواب، لافتاً إلى أن رئيس الجمهورية سيصبح رمزاً كالعلم «يساهم في تسهيل قيام المؤسسات الدستورية حتى تتعاون وتتكامل في حكم البلد».
وعرض لعلاقته مع الرئيس أمين الجميل، وللاتصال الهاتفي الذي تم بينهما مؤخراً وقال «إن القصد من الاتصال هو تحويل الأنظار عما أعقبه من طروحات في لقاءات دمشق… والرئيس الجميل على إلمام بالأمور السريعة والمفاجئة وعنده خبرة بحيث يفاجئنا بين الحين والآخر بمواقف كهذه».
أضاف كرامي قائلاً: إن الرئيس الجميل قريب من القلوب على الصعيد الإنساني ولكنه بعيد عنها على الصعيد السياسي (…) أما الرئيس كميل شمعون فبرهن أنه الزعيم الأوحد اليوم بين المسيحيين «الذي يستطيع رغم سنه أن يتحرك ويعبر عن آرائهم… كلهم خلفه وهو قاطرهم».
واستغرب رئيس الحكومة سكوت رئيس الجمهورية على فرض الخوات ومصادرة مرافق الدولة، واتهمه بأنه «ساكت على ممارساتهم»، وجدد موقفه من موضوع مطار حالات ومن استقالة الحكومة، مشيراً إلى أنه عند اقتراحه بالمداورة بين الرئاسات «ولا مانع من مجلس رئاسي»، وقال: نحن أكثرية، وعندما نطالب بالمساواة فهذا دليل على صدقنا وإخلاصنا لوحدة الشعب ولقيام نظام على أسس العدالة.
عارف العبد، ١٧/٤/١٩٨٧
المصدر جريدة السفير على هذا الرابط
عارف العبد*
كاتب ومحلل سياسي