أريده من حصة طرابلس ، إبن المدينة ووجعها .. نائب أو نائبة لا فرق الفرق في أن يكون إبن شوارعها ومجتمعها يشعر بوجعها ويؤلمه ألمها.
أريده حصة لمدينتي المقهورة أم الفقير الذي لم يعد له أما تحنو عليه في هذه الأيام الصعبة .. أريده من أصحاب الدخل المحدود الذي أصبح حدود دخلهم لا يكفيهم أول أسبوع من الشهر … أريده يعرف وجع اَهلها الصامت ويسير بينهم مثلهم من دون كلفة ولا تكلف .. يمشي في شوراعها ويستخدم سرفيسات الخط فيها .. أريده بخط هاتف واحد يعرفه كل أبناء المدينة ، ويحبه كل أبناء المدينة ويتحدون على انتخابه فيوفق بينهم ولا يفرق بينهم .. أريده نائبا لمدينة التضحية يخبط يده على طاولة مجلس النواب ويقول كفى تضحية … لسنا مدينة لجهة ولا مدينة لفئة .. لن ندفع أثمان انتماء ولن نقبل بعزلة ..
أريده نائبا عن أبواب طرابلس المفتوحة للجميع وأريده نائبا عن أبناء طرابلس الأصليين لا يميز بين طرابلسي وآخر ولا يعنيه أبعد من طرابلس بقدر ما تعنيه طرابلس … أريده منتميا لها شاربا من مياهها يعرف اَهلها ويتكلم لغتهم ويفتخر بلهجتهم..أريده نائبا يشبه مدينتي مدافعا عن قضاياها مؤمنا بعروبتها حريصا على التعايش فيها مقيما فيها مع عائلته عاشق لرائحة زهر الليمون يفرز نفايته من مصدرها يؤمن بان جزرها ثروة بحرية وسياحية مقتنع بأن ثروة طرابلس بآثارها وطعامها وروح أهلها.
أريده ذلك القادر أن يجعل طرابلس مقصدا سياحيا وذلك وحده كفيل بان يعالج البطالة والفقر فيها.أريده اقرب من حلم
الى الحقيقة أريده ذلك القادر ان يجعل من حلم طرابلس حقيقة أريده ذلك القادر أن يعيد الامل الى عيون مدينتي ويعيد الحياة الى أهلها .. أريده نائبا عنها فينوب بطرح قضاياها ومشاكلها أريده منتميا لها لها فقط مدينتي المحرومة منذ عشرات السنين المقهورة منذ ابد الابدين .. أريده ذلك القادر على ان يعطيها وبعيد من ان ياخد منها .. أريده بطلا حقيقيا خارج علبة التقليديين والسياسيين المملين .. أريده سيدا لنفسه لا يأتمر الا لربه .. أريده إبن جوامعها ويعرف كنائسها كجوامعها .. أريده مثالا لنائب حصة مدينة في مجلس النواب وليس حصة زعيم في مدينة .. أريده قويا لا يكسره حق ولينا تكسره دمعة طرابلسي وغصة إبن من أبنائها .. أريده نائبا يعيد الاعتبار لمدينتي على حساب كل التيارات والأحزاب والزعماء وليس العكس.
هذه المدينة عشت فيها نصف عمري ونصفه الآخر عشته بعد حدود المدفون وخارج حدود الوطن … اريد مدينتي مثل باقي المدن أريدها تشع بالأنوار وتكتظ بالسياح وتنتعش بالحركة أريد أن أرى أكبر سفن العالم ترسو في مينائها وأن يصل صف زوار القلعة الى برج السباع ومعرضها لا يتوقف وأسواقها لاتهدا.. أريدها مدينة حياة أريد حصتها من الحياة ، أريد مدينة لأولادي مدينة للمستقبل وليست لتيار المستقبل .. مدينة العزم على العمل بها قضية، مع تقديري لتيار المستقبل واحترامي للعزميين فيها .. النائب الذي اريد من خارج الحصص السياسية والمغانم السياسية والصفقات السياسية والتضحيات السياسية .. النائب الذي أريد حصة طرابلس غير السياسية..إرفعوا أصابعكم اذا أردتم ما أريد
هناء حمزة*
إعلامية لبنانية مقيمة في دبي
الأراء الواردة في النص تعبر عن رأي الكاتب
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More