ي ” صفقة” الطلاق .. تتنازل الأم عن حقوقها المادية مقابل حضانتها لأولادها ، ويتنازل الأب عن أولاده مقابل مستحقات أم أولاده .. إنه عرف الطلاق أو الصفقة التي ينتهي بها الفصل الأخير من فصول شد الحبال بين الوالدين.. إطمئني يقول المحامي ، الرجل لا يريد الحضانة…لكنها وسيلة ضغط ..
أبتسم يومها وكأني انتصرت …وأنا أعلم أنني لم “أنتصر ” يوما منذ ولادتي.. فسلم التنازلات رافق حياتي خطوة خطوة ..ما علينا..لا نصر في تربية طفل من دون أحد والديه…ولا انتصار في انكسار ولد على يدي والديه .
صفقة الطلاق ثمنها أكبر بكثير من حق الحضانة ومستحقات الزوجة…ما زلت حتى اليوم أدفع نفسيا ثمن طلاق أمي وأبي وتدفع إبنتي ثمن طلاقي من أبيها… الطلاق هو أبغض الحلال وصفقته هي أحقرها على الإطلاق … والطفل لا ينسى.. لم أنس … لن تنسى.. وريتا أيضا لم تنس وآدم لن ولن ولن ينسى… سيضع عينه بعين والده يوما ، بعين القاضي يوما ، بضمير السجان يوما…آدم الرافض التنازل عن حقه بأمه …له وحده حق التنازل ، هو المالك الوحيد لأمه وأبيه …آدم ثمرة الزواج وضحية الطلاق…وثمن الصفقة…!
ريتا يا ريتا إنها وسيلة ضغط ..أصمدي … أصمدي يا صغيرتي كما صمدت صغيرة عندما طلق والدك أمك .. وحضنك غصبا عنها…أصمدي وربي آدم أن يكون رجلا من غير صنف هؤلاء الرجال… رجل لا تسيره ذكورته كذاك القاضي ومقدم البرامج وبعض شهود الزور… ربيه أن يكون ضميرا في رجل لا رجلا فقد ضميره… ريتا يا ريتا قرات عنك الكثير ..قاومي ولو من سجنك ..أصمدي ولو خلف قضبان حديدية.. ليسقط هذا العدل الذي يحكم بالحبس على أم لأنها أبت ألا أن تكون أما…ليسقط حكم الحبس الإكراهي أمام حضن أمومتك… جرمك التمنع عن تسليم إبنك… جرمك أمومتك … كل أمهات العالم معك .. وهذا “العدل” يسقط تحت أقدام الأمهات …ليضع القاضي عينه بعيننا جميعا ..نحن أمهات هذا العالم المعجون بالذكورية حتى أذنيه … جرمك وسام يجب أن يشعل ثورة في المحاكم الدينية وفي دولة تتباهى نساؤها بالعصرية ، وتعيش أمهاتها هذا الكم من الظلم بإسم العدل …أنا ريتا وأمي ريتا وإبنتي ريتا وكل أنثى في دولة لبنان العظيم ريتا يسلخ إبنها عنها بإسم العدل .. ليسقط هذه العدل ليسقط ليسقط… لتخلع اللبنانيات وجه العصرية الزائف ..التقدم والحضارة ليس عملية تجميل أو حقيبة يد …بل قانون يحمي حقوقك كإمراة.. معيب أن تكون السيدة اللبنانية الأكثر أناقة في العالم والأكثر قهرا في العالم…الى العمل يا نساء لبنان..الى المحاكم والسجون والقوانين …الى ثورة حقيقية ننتزع فيها حقوقنا بيدنا…صفقات الطلاق يحيكها ذكور ويحكم بها ذكور وينتصر بها ذكور …إنه مجتمع يحكمه ذكور وينقصه رجال…ونحن مجتمع أنثوي تحكمه المظاهر وينقصه الحقوق… يكفي تنازلا عن الحقوق …يكفي انكسارات بصورة انتصارات …يكفي صفقات وأعراف بالية …. يكفي خنوعا ..لنضع أعيننا بأعين ذاك القاي .. ليحكم علينا جميعا بالسجن …لن نتخلى عن أولادنا… نعم نعم نعم نحن الأمهات اللبنانيات الجميلات الأنيقات المثقفات لن نرضى أن نكون جميلات فقط .. جميلات مقهورات بإسم الدين يوما وبإسم العدالة يوما ….. نمتنع عن تسليم أبنائنا… نحن ريتا وأولادنا آدم وجرمنا أمومة ، وليسقط عدل لاعدل فيه..إطمئنوا..الرجل لا يريد الحضانة نعم ، لكن نحن نريدها بالقانون .
هناء حمزة*
إعلامية لبنانية مقيمة في دبي
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More