بلغني منذ يومين تكرار وزارة الصحة العامة في لبنان وبوقاحة مستَهجَنة تحذيرها المواطنين اللبنانيين من ظاهرة التعرض لعضّات الكلاب محمِّلةً الجهات المعنية مسؤوليتها والقيام بخطوات احترازية وعليه فإني أُعلِن ما يلي:
بإسمي الشخصي ككلب شارد ومسعور وبإسم كل الكلاب المسعورة والشاردة في الوطن والمهجر نحذّر وزارة الصحة ومن خلالها عموم المواطنين من التعرض لأي كلبٍ شاردٍ في الشوارع تحت طائلة العضّ بلا هوادة ولا رحمة، كما نؤكد أننا مصابون منذ مدة طويلة بداء الكَلَب وأننا اذ ندعو كل الكلاب الشاردة على طرقات الوطن الى توحيد صفوفها، نوجّه بهذا الخصوص رسالة احتجاج عاجلة الى مجلس الأمن للتدخل في النزاع المستكلب القائم في ما بيننا.
كما يهمني أن أؤكد بأننا ككلاب محترمة، نُباحِنا مرخَّص من وزارة الجوع والعوز والإهمال بموجب علم وخبر من الحكومات المتعاقبة، وأننا نعملُ في الأزقةِ منذُ أكثر من عشرِ سنوات، نعيشُ في مزابلِ العاصمةِ والضواحي ونحذّر الحكومة اللبنانية من اعتماد أي حلّ بيئي للنفايات يهدد لقمة عيشنا، فلا لإعادة التدوير ولا للتسبيخ ولا للمحارق ومطالبُنا واضحةٌ من ناحيةِ نوعية وكمية ونكهة ومواصفات الزبالة الصالحة للاستهلاك التي تشكِّلُ ضمانة العيش المشترك والسلم الكلبي في لبنان.
ويؤسفنا أن تبلغ وزارة الصحة في لبنان هذا الدرك من الانحطاط والإسفاف وأن تؤلب البلديات والمواطنين ضدَّنا نحن الكلاب الذين حافظنا على عِشرة طويلة معهم لم تزعزعها سنوات الحرب الأليمة، كما ندين محاولات تهديد كل جَرو نبّاح في الوطن وتعريض أمنه القومي للخطر.
كما نعلن رفضنا للتلقيح بجميع وجوهه وأشكاله واستمرارنا بالنباح والعواء والعض وملاحقة عوادم السيارات والتكشير عن أنيابنا ليلاً نهاراً والتعرّض للمارة وللسياسيين وعلى وجه الخصوص المتكالبين منهم على المال العام حيث كانوا منّا وفينا قبل أن يتكالبوا ليصبحوا على خصومة تاريخية معنا رافضين منطق التلقيح إذا لم يشمل بعض الطبقة السياسية في لبنان وبالأخص المتكالبين على خزينة الدولة.
وخلافاً لبيان وزارة الصحة العامة الداعية الى عدم الهلع من عضاتنا فإننا نشجب بشدة محاولات التعمية وحرف الأنظار عن قدرتنا الإفتراسية التي تعجز عن معالجتها أكثر حقنات القزاز والكَلَب المتطورة ونعلن إعادة تنظيم صفوفنا الكلبية ومواصلة ثورتنا ومضاعفة عضاتنا لإصابة أكبر عدد من الفاسدين والمفسدين في الدولة والى حث كل الكلاب الأليفة بما فيها الكانيش والشي واوا وكلاب المكفوفين والعُجَّز، المخصيّةَ منها وغير المخصيَّة للإِنْضِمام الى حركتنا التصحيحية في لبنان.
عشتم، وعاشت الكلاب الشاردة أبيّةً وكريمةً وعاشت جمهورية العِظام التي من أجلِها كنا كلاباً وما زلناً وسنبقى.
روني ألفا*
دكتور في الفلسفة وخبير دولي في التنمية البشرية واعلامي وكاتب لبناني
(الآراء الواردة في النص تعبر عن رأي كاتبها )
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More