ربما ان بعض الاداء السياسي للرئيس الشهيد رفيق الحريري شابته بعض الشوائب فهذا طبيعي في عالم السياسة فمن يعمل يخطىء، ولكن على الاقل كان الحريري عملاق الدبلوماسية العربية والعالمية وضمانة لبنان في المحافل والمؤتمرات الاقتصادية، صحيح ان للبعض مآخذ على سياسية الحريري الاقتصادية، ولكن زمن الحريري كان زمن الاعمار والمشاريع وكان وجوده سببا للمكرمات المالية العربية ، التي جرى ايداعها في مصرف لبنان، كان وجود هذا العملاق حافزاً للاستثمار الاجنبي في لبنان،كان زمن العلم ، رفيق الحريري لم يقفل بابه بوجه طالب علم او طالب حاجة، علم الاف الطلاب في ارقى جامعات العالم ساهم في بناء المؤسسات ودعم الجمعيات في مختلف المناطق ولجميع الطوائف، سيذكره التاريخ باحرف من نور لانه على الاقل كان محسنا ورجل خير وعطاء..
وماذا عنكم جميعكم دون استثناء؟ وعن وعودكم بالانماء ومحاربة الفساد وبناء الدولة؟ماذا عن الصفقات والسمسرات ؟ في ايامكم تراجع الوطن تربويا سياحيا اقتصاديا ، في زمنكم دخلنا في النفق، كل شيء توقف، كل شيء مكربج، الوطن نحو المجهول، ادخلتموه في صراع التحالفات الاقليمية، كل منكم يدعي الطهارة والعفة، ويدعي الشفافية، وفي الكواليس حدث ولا حرج.نحن بحاجة الى زمن رفيق الحريري بكل سلبياته وايجابياته، رفيق الحريري العملاق الذي اعطى للسياسة هيبتها فقد كان من كبار السياسيين اللبنانيين والعرب والدوليين فهل من بينكم يملك هذه الهيبة وهذا الحضور؟ نحن بحاجة الى زمن رفيق الحريري، فهو افضل مليون مرة من زمنكم الاسود.
صبحي م ياغي*
كاتب وصحافي لبناني
(الآراء الواردة في النص تعبر عن رأي كاتبها )