شعاري الانتخابي: عمل لكل مواطن.. كرامة للجميع بقلم فاطمة حوحو

المغرب _فاطمة حوحو

مع إقفال باب الترشيحات النيابية، أعلنت ترشحي على مواقع التواصل الإجتماعي، بإسم العاطلين عن العمل وتحت شعار “عمل لكل مواطن … كرامة للجميع”، طبعا ليس لدي 8 ملايين ليرة أدفعها لخوض المعركة، وليس لي من حلفاء يتبنون أفكاري، ولا جهاز مخابرات يدعمني، ولم يزكني أحد، ولست مدرجة على لوائح السلطة وأحزابها وتياراتها التاريخية أو الجغرافية أو الطائفية، ولا يوجد من يهتم بأمثالي ممن فقدوا عملهم، لأسباب غير مهنية، لا تتعلق بقدراتهم وكفاءاتهم، وإنما لا “ظهر يحميني” كما يقال في المثل العامي أو يحمي أمثالي، فنحن من الجنس اللطيف غير اللطيف، عقولنا في رؤوسنا ولا نتبودر أو نتغندر، أيدينا تغزل المقالات على الكومبيوتر، وأرجلنا تقودنا الى حفاف المخاطر، وأعيننا لا ترى إلا الحقيقة، ونحن لا نحب إلا العدالة والمساواة، لا نبيع مواقف لأحد، ولسنا عملاء لأحد، كما إننا لسنا مقاومين ننتظر ظهور المهدي، نحن مقاومون من أجل الحرية والديموقراطية وبناء أوطان سعيدة، لا تلتفح بالسواد وأهلها لا يسهرون مع الموتى، بل يغنون ويرقصون للحياة، ويحيون ذكرى أحبائهم في القلوب من دون لطم.
أنا مرشحة بإسم كل من يبحث عن لقمة عيش ، وعن ضمان صحي و بيئة نظيفة ، وعن حرية الأفراد وحماية حقوقهم ، لا معاقبتهم وتركيب الإتهامات وتلفيقها وتهشيم صورتهم في المجتمع، أنا صادقة في تبني قضايا حقوق الإنسان والنازحين والمرأة والمعوقين والمهمشين في المجتمع، أنا مع الزواج المدني وإن تطلب الأمر مواجهات مع رجال الدين، ولست مع الذين يقولون كلاما في الليل يمحوه النهار، أنا ضد سلاح أي حزب مقاوم أم غير مقاوم ضد سلاح أي حركة أو فرد، مع سلاح واحد للدولة الواحدة ولست مع تمييز مواطن عن آخر.
أنا لن أتراجع عن ترشحي للإنتخابات سأبقى أروج لشعاري حتى بعد انتهاء المهلة القانونية، ولن أنسحب من السباق، سأكون مع كثر في برلمان ظل شعبي، لإسقاط نائب وراء آخر في الإمتحانات المقبلة، أكشف عن وجهه بتقديم الحقائق وأحشره في الزاوية ، ليعترف كيف باع ضميره وهو يصوت على قرارات تضر المواطنين ولأنه لم يقم بواجباته في محاسبة الحكومة ولأنه لم يشرع لقرارات تحمي حقوق الناس وتحفظ لهم كراماتهم، وسأطالب بعدم دفع رواتبه إن تخاذل وتراجع عن تنفيذ ما وعد به في تصريحاته أو برامج كتلته النيابية، سأبصق عليه كلما أراد أن يتكلم فلا يجد سوى عبارة كما قال الزعيم الفلاني أو رئيس تيارنا أو حزبنا أو بطريركنا أو شيخنا أو سيدنا، فهذا الذي لا ينتج فكرا وغير قادر على التعبير سوى ما يقوله زعيمه لا أمل فيه للبلاد.
لن أكون وحدي في معركة الباحثين عن عمل في دولة المحسوبيات وتقاسم المواقع، سيكون هناك أيضا جيل شباب يتخرج من الجامعات فلا يجد وظيفة له لأنه غير مدعوم ولأن الوظائف الشاغرة يجري تقاسمها بين أولياء السلطة، وإن نجح البعض في اختبارات مجلس الخدمة المدنية فتارة تلغى المباريات وأخرى لا يتم التعيينات بسبب الخلافات وتبقى المشكلة قائمة.
سيبقى شعار “عملي …. كرامتي” أهم من كل الشعارات المطروحة، فلا وطن من دون عمل ولا استقرار من دون تأمين استقرار العمل، ولا دولة مواطنيها عاطلون عن العمل ” يكشون ذبابا”.
روائح صفقات يتنفسونها في هواء وطن فاسد ومؤسسات مارقة ونظام فاشل.
فاطمةحوحو*
صحافية لبنانية مقيمة في المغرب

لمشاركة الرابط: