حكاية عيلة لبنانية …بقلم الصحافية فاطمة حوحو

حكاية عيلة لبنانية.
هيّ قضّت حياتها معلّمة وتقاعدت وعايشة عمعاش التقاعد.
وهو قضّى عمرو أستاذ وتقاعد وعايش عمعاش التقاعد.
تنيناتن ربّوا ولادن بدموع عيونهن وكبّروهن.
ولادهن واحد درس حكيم ووحدة مهندسة ووحدة آثار.
الحكيم صار بأميركا والمهندسة بفرنسا ومهندسة الآثار اجا نصيبها عأستراليا.
هي وهو صاروا لوحدن كانه ما اجاهن ولاد…
رجعوا متل أول ما تجوّزوا بس هلّق كبروا… وصار حكيمهن صديق العيلة لإنّه درس مع ابنهن.
وصار دوا الضغط ودوا القلب تحلايتهن بعد الأكل.
تعب العمر طلّعلهن شقّة ببيروت عم تشهد عَكَبَرهن وتتحمّل معهن ضجر الوحدة وقهر العمر.
الحلم صار لمّا يجوا ولادهن زيارة اسبوعين ويشوفوا ولاد ولادهن…
لهفة تيتا وجدو عالزغار بتقابلها برودة طفوليّة بريئة من ولاد ما بيشوفوهن الا اسبوعين بالسنة.
الأستاذ عم يقنع ابنه يقرّب علبنان…
بركي بالخليج بيصير أقرب…
بس الابن ما عاد حامل غربة جديدة.
والمعلّمة حاملة الأيفون القديم لي كان لبنتها وتعلّمت عليه لتصير تشوف ولادها وتحكي معهن…
وحاطّة عليه صورة ابنها هو وزغير.
عم تحاول تعبّي وقتا وتخيّط صوف لولاد ولادها… وتحلم يصيروا شي نهار حدّا.
كل أكلة بيعملوها بتذكّرهن بحدا وكل غرفة بالبيت الزغير بعدا اسمها عإسم “الولد” يلي ربي فيها.
هيدي مش قصّة…
هيدا وجع…
هيدا قهر ودمعة كل بيّ وأمّ بلبنان قضّوا حياتهن عم يربّوا… ويعلّموا…
ولمّا صار وقت يرتاحوا ما لقيوا ايد ابن يلقوا عليها ولا قلب بنت يتلهف عشوفتهن.
هيدي حرقة كل ولد مزروب اجبارياً بالغربة لانه وطنه مسروق من عصابة عم تعدّ علينا الهوا.
هيدي مش قصّة ولا شعر ولا فلسفة ولا خواطر ولا نثر ولا أيّ نوع من أنواع الأدب…
هيدا رجّال كبير عم يهذي بغرفة العمليّات وين ابني… جيبولي ابني…
والأم مع ابنها عالخط عم تقلّه انه بيّو بالسوق تا ما ينشغل باله.
هيدا قهر… هيدا قرف… هيدا همّ… هيدي دمعة كل يوم بيبكيها ملايين اللبنانيين مهجرين بكل العالم و بيجرّبوا يقنعوا حالهن انّه اللبناني من عظمته أبدع بكلّ دول العالم وموجود بكلّ زواريب المدن….
بينما الحقيقة أبسط من هيك…
نحن مهجّرين ومسروقين من ولادنا وأهلنا…
والأزعر ذاته عم يقنعنا نلمع برّا…
ليضلّ هو عم يسرق جوّا
(منقولة)

عن صفحة فاطمة حوحو*
صحافية لبنانية مقيمة في المغرب

لمشاركة الرابط: