اما سيدة مريضة او سيدة اجنبية اختارت ان تكون حليقة الراس
هي تلك السيدة التي برزت في قائمة متحدثي منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار الذي عقد في الرياض..
ومع ابتسامة تهكم رددت اسم عائلة السيدة الذي كتب تحت صورتها ” صوفيا روبوت”… لاكتشف انني انا من يجب ان اسخر منه واتهكم على بساطته فالسيدة .. هي روبوت او انسان الي وهي ستتكلم في المنتدى مثلها مثل غيرها من كبار المتحدثين العالميين…بينما انا اجلس في مكاني في بيتي او عملي اضع يدي على خدي واقرا واسخر واتهكم …
صوفيا يا صوفيا والله وعرفت كيف تخترقين صفوف كبار رجال العالم في منتدى يعقد في واحدة من اكثر دول العالم تقيدا للمراة…
المّ من الأنترنت وبحشرية لا مثيل لها مجموعة مقابلات ومقالات عن صوفيا عميدة الروبوتات واكثرهم ” انسانية”..انها تضحك ..تبتسم.. تدير راسها تمتلك القدرة على تفسير المشاعر، وبوسعها تعقّب تعابير الوجه والتعرف عليها، كما بإمكانها إجراء حوارات كاملة مع البشر. وهي “تدردش” مع أحد الأشخاص “الطبيعيين” و بسهولة…
صانع صوفيا ليس الله سبحانه وتعالى بل مؤسس ورئيس شركة “هانسون روبوتكس”، ديفيد هانسون، الذي ظهر الى جانبها في المنتدى لكنها سرقت الاضواء منه كما سرقت اضواء المنتدى واضواء السعودية التي قدمت لها الجنسية السعودية لتصبح بذلك أول روبوت يحصل على الجنسية السعودية في العالم….وهذاطبعا كفيل بالاشارة الى افق مستقبل الاستثمار الذي تطلع اليها الممكلة وتخطط لها تحت مسمى مدينة نيوم..
تقف صوفيا خلف المنصة وهي تحي الجمهور ملوحة بيدها و بابتسامة عريضة تقول” اسمي صوفيا وانا احدث الروبوتات…لترتفع هواتف المشاركين في المنتدى ويغرق الجميع في موجة التقاط الصور والفيديو للسيدة صوفيا وتغرق القاعة بصمت وسكون يفرضه رغبة الجميع بسماع كل حرف تنطق به صوفيا..
تقول ” انا مميزة اشعر بالايجابية غالبية الوقت وقالت صوفيا إنها “مميزة جداً” لأنها تتمكن من استخدام وجهها للتعبير عن مشاعرها المختلفة من خلال التواصل مع الناس، مؤكدة أنها تشعر بالإيجابية غالبية الوقت.
وأريد أن أعيش وأعمل مع البشر، لذا أنا بحاجة إلى التعبير عن المشاعر لفهم البشر، وبناء علاقة الثقة معهم.”
وتسخر من الصحفي الذي يسالها عن وجود مخاوف من تفوّق الروبوتات على البشر، ومحاولتهم السيطرة على الجنس البشري، مستشهداً بفيلم “Blade Runner” الذي أنتج منذ 35 عاماً، لترد عليه بتهكّم “يا إلهي! هوليوود مجدداً؟.. لا بد أنك قد قضيت وقتاً طويلاً في قراءة كتب إيلون ماسك ومشاهدة أفلام هوليوود!”
ليعلو صوت قهقهات المشاركين في المنتدى قبل ان يغرقوا مجددا في الاستمتاع بحديثها لتقول ان تصميم الذكاء الاصطناعي لديها، ارتكز على قيمٍ إنسانية مثل “الحكمة، واللطف، والتعاطف،” مؤكدة أنه “لا داعي للقلق، وأنها ستكون لطيفة ما دام من يتعامل معها لطيفاً.”
وأوضحت صوفيا: “أريد استخدام ذكائي الاصطناعي لمساعدة الناس على عيش حياة أفضل، كتصميم منازل أذكى، وبناء مدن أفضل للمستقبل.. سأبذل جهدي لجعل العالم مكاناً أفضل.”
شخصيا استمعت الى كل حرف نطقت به صوفيا وراقبت كل حركة قامت بها صوفيا …لا اخفي قلقي ورهبتي من الذكاء الاصطناعي والانسان الاصطناعي والثورة الصناعية ولا اخفي راحتي لقيم صوفيا الانسانية ورغبتها بجعل العالم مكانا افضل…اعرف واعترف اننا نحن البشر جعلنا من العالم مكانا اسوء واسوء بكثير مما يمكن ان يتخيله عقل صوفيا الاصطناعي…فهل ستنجح صوفيا واصدقاؤها الروبوتات في جعل العالم مكانا افضل ام سيتحقق blade runner ويسيطر الروبوت على عقول البشر تماما تماما كما سيطرت صوفيا لدقائق على عقول من شاهدها في هذا المنتدى…ليست سيدة مريضة وليست سيدة اجنبية انها سيدة الية تهكمت على الصحفي فهل يتهكم ابناء جنسها علينا جميعا يوما ما؟
هناء حمزة*
إعلامية لبنانية مقيمة في دبي