تباً للعربيزي .. بقلم الإعلامية هناء حمزة

رقم 7 بدلا من حرف الحاء وبذلك تكتب كلمة حبيبي على الشكل التالي ” 7abibi”
ورقم 2 بدلا من الهمزة فتكتب ” JA2 اي جاء
انه ما يسمى اليوم بالعربيزي
و هو الاسلوب الذي لجا اليه من يرغب بارسال نصوص باللغة العربية من على هاتفه عندما لم تكن الهواتف مجهزة بالاحرف العربية …فاستخدم الاحرف الاجنبية ولجأ الى ارقام معينة للتعبير عن احرف عربية غير موجودة في اللغات الاجنبية .. ثم الى اشبه بلغة يعتمدها الكثيرون في مواقع التواصل الاجتماعي كما على منصات النقاش وغير ذلك في عالم اليوم الافتراضي …الى امس …
الى امس حيث العالم الافتراضي اصبح واقعا مريرا عندما اكتشفت ان لين ابنتي تكتب المحفوظة التي يجب ان تدرسها عن ظهر قلب بالعربيزي …
وقع المشهد ولين تحمل الورقة التي ترجمت بها شعر نزار قباني المطلوب منها حفظه الى العربيزي جاء تماما كوقع مطرقة حديدية على كل تلافيف دماغي…انها الصدمة الصدمة المطلقة ..ابنتي ابنتي ان تلجأ للعربيزي لأنه اسهل من لغة امها الام …انه العار…اسال لين تجيبني انها اعتمدت ان تكتب درس القراءة بالعربيزي سطرا سطرا فوق كل سطر لتسهل مهمة قراءته…
افشل في التعبير عن شعوري ..لا كلمة في قاموس اللغة العربية قادرة ان تسقط ما في داخلي في معنى واضح…
لا اخفي سعادة باطنية وفخر بقدرة لين على ابتكار اسلوب يسهل لها درسها ولا اخفي سخطي وغضبي من نفسي اولا …كيف لم اعر اللغة العربية الاهتمام المطلوب في حياة لين الدراسية؟…لا استطيع ان الوم لين قبل ان الوم نفسي …

منذ دخولها المدرسة في دبي وانا اعلم ان اللغة العربية تشكل تحدياً لها ومع ذلك لم أرضخ لاستغلال فرصة اعفائها من اللغة العربية كلغة للعرب كونها تحمل جنسية اجنبية بل على العكس صممت على ان تتابع لين صفوف اللغة العربية كعربية اصيلة …وان كنت اعتمد في تربيتي لها اتكالها على نفسها في دروسها الا انها تحب ان اساعدها في التعبير الكتابي رغبة منها في الاستفادة من امها “الاعلامية”…
نجمع الافكار بالانكليزية او الفرنسية ثم نترجمها الى العربية في جمل قصيرة بسيطة ومعبرة… فأرى انني اقوم بواجبي معها ومع اللغة العربية على حد سواء وافخر ان لغة ابنتي العربية مقبولة نوعا ما في مجتمع يضيع بين اللغات الثلاث…
ولكن ما كنت اقوم به لم يكن كافيا …وها هي لين تهرب من العربية الى العربيزي..وطبعا ليست وحدها ..طبعا هناك من يدرس بالطريقة نفسها في صفها او في مدرستها ..في صف اخر من مدرسة اخرى ..في صف اخر في بلد اخر…..

ولمن لا يعلم, العربيزي هي اللغة التي ستتحول الى اللغة العربية الرسمية قريبا اذا لم نوقف نحن الامهات اولادنا من استخدامها وطبعا اذا لم نتوقف نحن الامهات فورا عن استخدامها نحن ايضا في رسائلنا النصية وفي مشاركاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي…

تضحك لين” ماما ” مش هلقد ما تكبري الموضوع …لا استطيع ان اضحك, اشعر ان هناك من يسرق مني لغتي ويهدد حتى مقالاتي وقريبا ساجبر على الكتابة بالعربيزي حتى يفهم جيل جديد من القراء ما اكتب…
المطرقة فوق راسي… اتخيل صحفنا التي تقترب من الانقراض ورقيا بلغة العربيزي ..اتخيل كتبنا..رواية نجيب محفوظ لجيل جديد…جبران خليل جبران ..”النبي” بلغة العربيزي….لا اتخيل… انه الواقع الذي نقله الينا العالم الافتراضي.. ..شعر نزار قباتي وابياته امامي بالعربيزي….لين اصرخ اصيح..الان الان اكتبي الشعر باللغة العربية واحفظيه… ماما هيك اسهل ..اجيبها ماما هيك الصح …خيارك يجب ان يكون بين الصح والخطأ ليس بين الاصعب والاسهل…
جدل لا ينتهي بيني وبين لين …جدل بين جيلين مختلفين تماما ..جيل الواقع وجيل العالم الافتراضي.. جيل العربي وجيل العربيزي…
ينتهي الجدل بزعل
تدخل لين غرفتها ادخل غرفتي …ترسل لي رسالة على الهاتف
OU7BEKI
ارسل لها
احبك وستبقى احبك احبك وتبا للعربيزي

هناء حمزة*
إعلامية لبنانية مقيمة في دبي

لمشاركة الرابط: