طولي الذي ظلمني في المدرسة فجعلني ” الأكبر ” في الصف رغم انني الأصغر لم يشفع لي في كشافة لبنان فوج الشبيبة الكاثولوكية فرع مارمارون لأكون بين دليلاته وانا لم ابلغ العشر سنوات كما هو القانون.. والقانون في ذاك المقر في الكنيسة في الحي الذي نسكن به لا يمكن ان تكسره واسطة عائلية تتجسد بوجود رغدة مرعبي
Assistante.
انها حياة اخرى تختلف تماما عن ما يحصل خارج هذا
ال
Locale
التي كنت اراقبهاعن كثب من خلف جدار الكنيسة كل يوم سبت وعبر عيون رغدة عندما تزورنا أو نزور عائلتها
…
لا واسطة ولا كسر لعرف ولا غض نظر لنظرات طفلة تحلم بيوم سبت ترتدي به القميص الأزرق والتنورة الكحلي
وتنضم الى
Rassemblement
السبت في باحة الكنيسة .. ولا تعاطف مع طلب أمي لل
Cheftaine
كارول خلاط
بضرورة انضمامي الى الفرقة لاخراجي من وحدتي وانطوائيتي ..
هه هه هه من يعرفني اليوم ويقرأ هذه الكلمات لن يصدق انني كنت طفلة منطوية ووحيدة قبل ان ادخل ذلك المقر واخرج منه ” قائدة اجتماعية ” كما يمازحني بعض الأصدقاء ..
المهم بلغت العاشرة من عمري في الصيف وفِي اول اجتماع كشفي للعام الدراسي كنت انضم وبحسب العرف والقانون الى فريق
Castor
في
Guide
مار مارون .. لن اذكر السنة حتى لا اكشف العمر وأجمل ما في العمر اليوم تلك المرحلة التي بدأت من هذه اللحظة ..
Cheftaine
كارول خلاط
Assistante
ديانا خياط
CE
Castor
هدى غنطوس و
SE
فيكو أميوني
ال
Castor
فريقي الذي انضممت اليه شهران بعد بلوغي العاشرة من عمري وخرجت منه
CE
بعد خمس سنوات كانت سر نجاحي اليوم وانعطافة ٣٨٠ درجة في شخصيتي.
دخلت أنا وخرجت قريبتي رغدة من الكشافة .. هي الى الجامعة وانا الى احلى جمعة .. الى عالم صغير جميل يختلف تماما عن العالم خارج حدود ال
Locale
وجدار الكنيسة
.. الكنيسة التي جمعتنا معا مسلمين ومسيحيين تحت رعاية المونسينيور ميشال واكيم وقيادة
Chef
أميل جبور
.. كنا صغارا نوزع حسب أعمارنا فرقا فرقا
Louveteaux
وهم الصبيان تحت العاشرة وبينهم شقيقي محمد .. scoutsالكشافة
وهم الشبان بين العاشرة وال١٥
.. نحن ال
Guides
وال
Routiers
اَي الجوالة
..نبدأ اجتماعنا في عطلة نهاية الأسبوع
بتجمع
Rassemblement
في باحة الكنيسة .. نردد فيه صلاتنا التي ما زلت تماما كغيري من أبناء هذه المدرسة بالتأكيد نحفظها عن ظهر قلب .. ولا اخفي سرا اذا قلت انها الصلاة الاولى التي أديتها في حياتي وثابرت على تأديتها لسنوات طويلة .. وأحيانا ألجأ اليها في أيامنا هذه حتى اتذكر واجباتي نحو مجتمعي وغيري
A donner sans compter
A travailler sans chercher le repos
A combattre sans Souci des blessures
ونجدد الوعد
Fidele a ma patrie je le serai tout les jours de ma vie je servirai
هكذا وببساطة تنمو الروح الوطنية والخدمة الاجتماعية والإحساس بالاخر والمناقبية ..
Toujours prets
نَصِيْح جميعا قبل ان نفترق بفرق صغيرة ونتجه الى المقر وهو غرف صغيرة لكل مجموعة جهزت واعدت بيد الجيل الذي سبقنا وحرصنا نحن على ان نضيف عليها بصماتنا ولمساتنا ..
Toujours prete pour servir
تشرح لي
CE
هدى غنطوس… تقريبا الدرس الاول الذي كتبته على دفتر الكشاف المقسم على ما اذكر خمسة أقسام بينها قسم لقانون الكشافة
Loi et principes
ولن انسى
Le devoir du scout commence a
la maison
وكانت المرة الاولى التي اسمع بها بكلمة
Principes
أو مباديء
وهنا ولد مفهوم المبادىء لدي وتمسكت به كما تمسكت بروح الفريق حتى يومي هذا ..
كم أتمنى لو اجد دفتر الكشاف .. اريد ان اهديه لابنتي ولجيل الموبايل والmac
وال
Social media
… جيل الاستهلاك والتكنولوجيا والخمول والهوس بالتسوق والموسيقى الصاخبة والكلام الفارغ..
كم ينقص هذا الجيل مقر يجمعهم كال
Locale
ثياب توحد فروقاتهم الاجتماعية .. صلاة من القلب.. صناعة يدوية …وعد يتجدد ومبادىء تكتب في دفتر وتحفر في القلب..
وأغنية تجمعهم على نار وتحت نجوم السماء وضوء القمر ووجبة طعام تعد بيدهم وفريق يتناوب على حراستهم…
ايّام جميلة جعلتني هنا حمزة اليوم وجعلتنا نلتقي بعد ثلاثين عاما مجموعة من كشافة مار مارون على غروب واتس اب نضحك ونمرح ونثرثر ونجدد الوعد.
هناء حمزة *
إعلامية لبنانية مقيمة في دبي