أضواء على” بطولة لبنان لجمال الخيول العربية ” في مهرجان منصور بن زايد

عاطف البعلبكي – nextlb

الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة (حديث شريف)
الحصان العربي الأصيل رافق الإنسان العربي منذ فجر التاريخ وتميز بشكله الجميل ورشاقة قامته ، ومنذ عصر الجاهلية الى يومنا هذا لم يتخل الإنسان العربي عن الحصان . صحيح أنه لم يعد مطلوبا كوسيلة نقل فعالة ولم يعد لعربات الخيل دور هام في النقل والتنقل وصحيح أيضا أن الحروب لم تعد تخاض بالخيول الأصيلة منها والهجينة بل صار اقتناء وتربية الخيل والعربية منها نوعا من الحفاظ على التراث والتاريخ العربي .
وعلى الصعيد العربي تصدى لهذه المهمة النبيلة مجموعة من المهتمين بالخيول العربية وحفظ أنسابها الأصيلة من الضياع والتهجين مع عروق أخرى تضيع جمال الخيل العربية وفرادتها . وفي طليعة المهتمين بهذه المهمة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان الذي أخذ على عاتقه الحفاظ على نسل الخيول العربية عبر تسجيلها في الأرشيف الوطني الإماراتي الذي يتخذ من العاصمة أبو ظبي مقرا له ، حيث تنظم الوثائق وهويات السلالات ويعرف كل حصان وفرس بسلالته العربية الأصيلة .

ويأتي تنظيم مهرجان الشيخ منصور بن زايد للخيول العربية الأصيلة في عدة جولات على الصعيد العالمي بدءا من العاصمة أبو ظبي ثم الى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا والعديد من الدول المهتمة بتدريب وتوليد واستضافة بطولات تشارك بها الخيول العربية ، في صميم الإهتمام الدؤوب من الشيخ منصور بن زايد للترويج للفكرة على الصعيد العالمي وتوجيه رسالة حضارية للأمم الأخرى لتعريفها بتاريخ الأجداد .
ولا تقتصر المسابقات فقط على السباق والجري لمسافات طويلة أو لمسافات قصيرة وسريعة على المضمار المقفل إنما تلعب الصحة والجمال دورا بارزا في بناء وتربية الخيول العربية والتباهي بجمالها المميز وبرشاقتها وصحتها .ولهذه الغاية بالتحديد تنظم المسابقات وتخضع خلالها الخيول العربية لقواعد صارمة ومحددة للمشاركة في هذه المسابقات والفوز بها عن جدارة .
مؤخرا وضمن نشاطات مهرجان الشيخ منصور بن زايد للخيول العربية الأصيلة ، إستضاف لبنان إحدى الجولات المميزة والتي خصصت لجمال الخيول العربية الأصيلة التي شاركت في هذه المنافسة مجموعة مميزة منها كشفت عن حب اللبناني الفطري ، والبقاعي بشكل خاص للخيول العربية الأصيلة . في بلدة رياق البقاعية وشاركت في تنظيمه جمعية الخيول العربية في لبنان .

وكأية مسابقة أخرى ، تطبق في المنافسات على الأراضي اللبنانية قواعد صارمة بمساعدة لجنة حكام دولية ثلاثية ويسمح بالمشاركة فقط للخيول العربية الأصيلة المسجلة في كتاب الأنساب اللبناني والمعتمدة من منظمة الخيول العربية العالمية ، ويتم التحكيم من لجنة حكام دوليين مؤلفة من ثلاثة حكام ، يعطي كل حكم صاحب خبرة ودقة علامة للفرس المشارك تتراوح ما بين 10 و20 علامة من 20والنقاط التي ينالها الحصان المشارك تركز على النوع والرأس والعنق والجسم والمظهر ككل والقوائم التي تشكل وصيلة الإتصال الأساسية مع المضمار .
يجب على الحصان المؤهل للفوز أن يعكس مظهرا أنيقا وجمالا ملفتا من الرأس والعنق وملمس الجلد والرشاقة والفخر وخفة الحركة كما يجب أن يتحلى بتشكيل عظمي سليم وعضلات مفتولة ورشيقة في آن معا وقوائم مستقيمة وقوية ومتناسقة أثناء الركض حتى لا تعكس حركة مشوهة أو عرجاء ، وظهر مشدود ومنحن لإستيعاب السرج براحة وسهولة .
وكل هذه القواعد وغيرها تشجع على استيلاد السلالات العربية الأصيلة التي تتمتع بهذه المميزات النادرة ، وهناك العديد من الحظائر والإسطبلات التي لا زالت لحسن الحظ ، تواضب على هذه المهمة الصعبة والمكلفة جدا، وتتخذ من هذه المناسبات فرصا ثمينة لعرض ما لديها من ” إنتاج” للبيع والتوالد وهاجسها الوحيد نقاء السلالة العربية وتسجيلها لدى الهيئات المحلية والدولية التي تدون أنساب الخيول العربية الأصيلة للمحافظة على تاريخها وأصالتها .
وشاركت قوى الأمن الداخلي في هذه البطولة كونها تملك مجموعة من الخيول العربية الأصيلة وشكلت فريقا جيدا من الخيالة ينفذ مهمات خاصة .
[email protected]

لمشاركة الرابط: