افعلوا شيئًا… كل يوم يموت العشرات على طرقات الموت!

إكرام صعب
أمر مفجع! كل صباح نصحو على خبر جديد: عشرات الجرحى، قتلى على الطرقات، عائلات تتمزق، وأحلام شباب تُدفن تحت الإسفلت. إلى متى يبقى النزيف مفتوحًا بلا رادع، وكأن حياة اللبنانيين لا تساوي شيئًا أمام أعين المسؤولين؟
الطرقات في لبنان لم تعد مجرد وسيلة تنقل، بل تحولت إلى مصيدة موت جماعي. حفر لا تُرمّم، إشارات مرور معطلة، غياب للرقابة، سيارات متهالكة بلا فحص تقني، وفوق كل ذلك فوضى في القيادة وانعدام تام للردع. أي خطة نقل عام؟ أي رؤية للسلامة المرورية؟ لا شيء سوى بيانات رسمية باردة تُقرأ بعد كل حادثة، وكأننا أمام قدر محتوم لا يُرد.
أكثر من سلاح يهدد حياة اللبنانيين يوميًا، ولعل أخطرها اليوم سلاح حوادث السير، التي لم تعد طبيعية، بل باتت قاتلة بسبب إهمالكم وغيابكم. أي دولة تقبل أن يقتل أبناؤها على الطرقات بهذه الطريقة الوحشية
بدلًا من ضياع الوقت في التشكيلات وتقاسم الحصص، فليشرف هؤلاء المسؤولون على أرض الواقع! الكل مسؤول، لا أحد بريئًا من هذا الإهمال المميت. قرابة العام مرّ والوزارة المعنية لم تتحرك، ولم يرفّ لها جفن أمام هذا المشهد الكارثي. كأن دماء الناس مجرد أرقام عابرة في نشرات الأخبار.
أين حواجز الردع على الطرقات؟ أين قوننة حركة الدراجات النارية التي تملأ العاصمة بلا أي تنظيم؟ أولم يرَ أحد كيف يقود سائقو هذه الدراجات في بيروت، يتراقصون بين السيارات غير آبهين بحياتهم ولا بحياة الآخرين؟ الفوضى ليست فقط في الحفر والإشارات، بل في غياب القانون من أساسه.
ألا يستحق الأمر خطة طوارئ وطنية تُنفذ فورًا، قبل أن نخسر المزيد من الأرواح؟ أليس من واجب الدولة أن تضع حياة مواطنيها قبل أي حسابات سياسية أو صفقات مالية؟ بأي وجه يطلّ علينا المسؤولون وهم يرون شباب لبنان يموتون على الطرقات يوميًا بلا أي تحرك جدي؟
ما الذي يشغلهم أكثر من أرواح الناس؟ هل هناك ما هو أثمن من حياة شاب عاد من جامعته ليُفجع أهله بخبر وفاته على أوتوستراد متهالك؟ أو من أمّ خرجت لتأمين لقمة عيشها ولم تعد؟
هذا النزيف المستمر لا يمكن اعتباره قضاءً وقدرًا. إنه نتيجة مباشرة لإهمال مزمن وغياب الدولة. المسؤولية واضحة: خطة مرورية شاملة، صيانة حقيقية للطرقات، تعزيز قوى السير، ضبط السرعة، ضبط الدراجات النارية، وإطلاق حملة وطنية للسلامة المرورية. هذه ليست ترفًا، بل واجب بديهي لحماية أرواح الناس.
لبنان لم يعد يحتمل المزيد من الأكفان البيضاء. الطرقات تحولت إلى مقابر مفتوحة، والضحايا هم شباب هذا الوطن، أمله الوحيد.
افعلوا شيئًا… حياة الناس ليست لعبة. كل دقيقة تأخير، قد تُزهق فيها روح جديدة. ألا يستحق المواطن اللبناني أن يصل حيًا إلى بيته
[email protected]

لمشاركة الرابط: