الروشة… ذاكرة وطن أم منصة حزبية؟ من سمح بهذا الاستفزاز؟

إكرام صعب
لماذا هذا الاستفزاز؟
الروشة والبحر… !!
فصخرة بيروت التي حملت حكايات العشاق،أنفاس الصيادين، وصورة لبنان الأولى في بطاقات البريد السياحية. صخرة لا يختلف عليها أحد، لأنها ببساطة ليست لفريق دون آخر، بل للبنان كله شرط ان ترفع العلم اللبناني .
فجأة، يطلّ خبر يُشبه الصدمة “في 25 أيلول سبتمبر، ستُضاء صخرة الروشة بصورتي حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في الذكرى السنوية الأولى لاغتيالهما. ”
هكذا، بكل بساطة، ستتحوّل أيقونة بيروت إلى شاشة عرض حزبية ذات امتدادات خارجية لساعتين، وسط مهرجانات بحرية.
المفارقة أنّ شعاراحياء المناسبة “إنا على العهد”. والصور سترفع في مكان لم يعتاداه … لكن على من تُرفَع الرسالة؟ وعلى حساب أي رمز وطني؟
لبنانيون كثر وبيروتيون من مختلف الأعمار وصفوا الخطوة بـالاستفزاز المباشر. فهل ينقص العاصمة جراح لتُضاف إليها هذه الوصاية الرمزية؟
الروشة التي قاومت العواصف والبحر، هل تُختَصر فجأة في صورة حزبية؟
ولماذا لا يُقام الإحياء في الضاحية الجنوبية، حيث الذاكرة حيّة والتضحيات أكبر وأصدق وأقرب؟
الأسئلة تتدحرج كالأمواج هل المطلوب أن تُصادر رموز بيروت كما صودرت أحياؤها يومًا؟
من يملك الحق أن يضع توقيعه على صخرة تخصّ الجميع؟
ومن أعطى الإذن لذلك!!!
ألا يكفي اللبنانيين انقسامات حتى يُزجّ بأيقونة بيروت في بازار الرسائل السياسية؟
الاستياء هنا ليس مجرد “عُقدة بيروتية”، بل صرخة وطنية الروشة للبنان، لا لأحد.
من يضيئها بصورة حزبية يُطفئ في المقابل وهجها كرمز جامع.
وإذا كان إحياء ذكرى الشهداء لا بد منه، فالمكان، كما المناسبة، يحمل الرسالة. والرسالة من الروشة بدت للكثيرين أنها ليست وفاءً لدماء، بل تحديًا لمدينة بأكملها.
صخرة الروشة ستبقى لبيروت، مهما حاولوا أن يلبسوها أثوابًا لا تشبهها. وستبقى صورة لبنان للعالم، لا لوحة إعلانات تُطفأ بعد ساعتين.
لماذا الروشة؟؟
سؤال برسم المعنيين بإعطاء الأذونات
[email protected]

لمشاركة الرابط: