ضحكة براك العريضة … وقلق لبنان

ضحكة المبعوث الاميركي براك في بعبدا ، لم تكن أمس فقط عريضة… كانت أيضاً صفيقة.
ضحكة متمادية في وقتٍ يموج فيه لبنان فوق جمر الحرب، وتئنّ فيه دولته تحت رماد الوهن.
ضحكة تُشبه تلك التي نراها على وجوه الممثلين في مشهد كوميدي رديء، يعرفون مسبقًا أن النهاية ليست مضحكة… بل موجعة.
فتصريحاته التي أغدق فيها على الجميع المديح لم تُخفِ فقر الورقة التي حملها، ورقة خالية من أي طرح جذري،
لا مقاربة لمصير سلاح حزب الله،
لا ضمانات لحياد الدولة،
ولا خريطة سيادية تحفظ كيان البلد من التفكك والانزلاق.
بل إننا أمام نسخة ديبلوماسية من لجنة تحكيم في برنامج هواة يعرض على الشاشة ليلة عطلة نهايةالاسبوع الكل فيه موهوب، الكل فائز، الكل يستحق التصفيق بطلب من اللجنة التحكيمية !
لكن في الواقع، الشعب وحده من يدفع الثمن.
ومن لا يملك لا موهبة ولا شرعية، يخرج علينا بتصريحات نارية كنعيم قاسم، ليذكّرنا أن هناك من يحكم ويقرّر ويهدّد ويبتز…
والدولة تضحك وتتفرّج.
أما تلك الابتسامة الأميركية، فليست عفوية.
هي ضحكة ترميز، ضحكة “سياسة ناعمة”، تقول فيها واشنطن للجميع “نحن هنا لندير التوازن، لا لنكسره.”
ضحكة تُرضي الجميع وتُخدّر الدولة اللبنانية لأنها تُوهمها بأن “شيئًا يُطبخ”، رغم أن القدر فارغ.
أما لبنان،
فهو في قبضةالمجهول بين سلاح مُصدّئ لكنه مهيمن،
وسلطة مرتهنة لكنها صامتة،وشعب يئنّ ولا يجد من يسمعه.
تغيب الاستراتيجية، يغيب القرار السيادي، ويُفتح الباب لكل المفاجآت:
•هل تُجرّ المنطقة إلى حرب شاملة على جبهة الجنوب؟
•هل تُفرَض تسوية على المقاس الإيراني – الأميركي؟
•هل يُغرق الداخل في فوضى أمنية واجتماعية
كل ذلك وارد…
حين تغيب الدولة،حين تختفي وتصدم المواطن بإهمالها حتى لموت الشباب بحوادث السير يومياً يُحكم البلد إما بـضحكة باراك، أو بـصوت نعيم قاسم، أو بـالرصاص الطائش من مربعات الحسم.
أما من يضحك على من؟
فالإجابة باتت واضحة، الكل يضحك على لبنان.
والشعب اللبناني؟ لا يملك حتى حق البكاء علنًا.


إكرام صعب صحافية لبنانية [email protected]

لمشاركة الرابط: