لعل كل ما حصل من تحطيم وتدمير وحرق للمعالم الحضارية في لبنان منذ أيام تدمير مجمع كفرفالوس وحتى اليوم، وصولا الى وسط العاصمة بيروت لا يمكن الإستنتاج سوى أنه يصب في إطار الحقد الطائفي والمذهبي المتبادل في لبنان ، فلو حققت ثورة الشباب فقط تحطيم هذا الرداء الطائفي والمذهبي المقيت الذي ألبسوه للوطن والناس عنوة منذ ما سمي بالإستقلال حتى اليوم لكان ذلك كافياً للإنطلاق مجدداً ببناء لبنان المؤسسات الذي يطمح إليه شباب لبنان
فهل تستحق تلك الواجهات الجميلة في وسط بيروت كل هذا الحقد الذي تحول الى سواد قاتم ؟
أهو قصاص لكل تلك الواجهات التجارية في قلب العاصمة الذي اتشح تحت مسمى ثورات باللون الأسود مذكراً بشباط بيروت العام 2005 الأسود ؟
هي واجهات كانت مقصداً للناس لمشاهدة أجمل صيحات الموضة والديكورات والإطلاع على آخر أنواع الصرعات في عالم الألبسة والحلى والمجوهرات والعطور.
من كان يعتقد أن يلجأ أصحاب المحال التجارية وفروع المصارف الى حماية ممتلكاتهم بأبواب حديدية سوداء شبيهة بأبواب القبور؟
أي خراب هذا وأي نار هذه التي اشعلتموها في قلب بيروت وفي قلوب محبيها؟
قلب بيروت لم يسىء لأحد مرة ، ولا منع أحداً من التجوال في مساحاته.
فلمَ كل هذا الحقد على حجارة بنت المساجد والكنائس وأرسلت للعالم مفهوماً عن العيش المشترك في وطن الحريات؟
أي حقد هذا على بيروت ووسطها التجاري ولماذا ؟
ما هكذا ينطلق بناء لبنان المؤسسات الذي يطمح إليه شباب لبنان
اليوم لبست أروقة وسط بيروت ثوبها الأسود بعيداً عن تحقيق أهداف ثورة اندلعت تحت شعار إسقاط المسؤولين والحكام ورجال السياسة والفاسدين ، وليس لتخريب وسط العاصمة بيروت .
الأسود لا يليق بك يا بيروت .. ولا البوابات السود التي شيدت لمنع الشغب الذي صب جام غضبه على قلبك بين ليلة وضحاها عشية إعلان ولادة الحكومة برئاسة حسان دياب.
النار لا تليق بكِ يا ست الدنيا
وليس بتحطيم المباني التجارية وبتدمير حلم رفيق الحريري يبنى لبنان الذي سعى له والذي طالما عمل جاهداً لتحقيقه وجعله علماً على خارطة العالم كما كان قبل الحرب ، ليقدم دمه شهيداً للوطن في النهاية .
بيروت لن تسامحكم
هي احتضنت أحلامكم ولململت جراحكم قبل أن تلملم جراحها ، كل شغب فجر حقده على معالم حضارة بيروت متآمر على هدم ذكرى رفيق الحريري
أي أسود تريدونه لبيروت في العام 2020 ؟ ولماذا؟
قومي يا بيروت ..قومي
[email protected]
حكايةُ قبر أُمّي..
كانت والدتي رحمها الله تقولُ لنا في سهراتنا الطويلة : ” إدفنوني بين أهلي لأنني آنَسُ بهم .. فَلَكَمْ أبصرتُ مقبرةَ قريتنا في شبعا بعدَ ذوبان ثلج حرمون تنقلبُ حديقةً غنّاءَ ، تَنْبُتُ في ثناياها أشجارُ الجوز والحور والبيلسان .. وزهر الياسمين . أوصتني أمي وأنا بعد صغيرة فقالت :” لا تدفنوني بعيداً عن أهلي
Read More