ربع قرن من الزمن مر كأنه لحظة “قومي يا بيروت قومي” عبارة تحفر في القلب تحاكي نبضه تشعرني بأن الدنيا ستتوقف ، وأن الوجع أكبر من أن تتحمله عاصمة العواصم بيروت الأبية .
قبل أكثر من ربع قرن كنت بعيدة عن ست الدنيا ، كنت أسكنها وكانت تسكنني رغم بعد المسافات التي كانت طويلة … رغم قصرها ، كنت أتسمر في ركن منزلي البقاعي كل ليلة ، في يميني راديو مذياع ينقل لي أخبار بيروت ، وفي أحشائي جنين أنثى لكم تمنيت أن اطلق عليه إسم بيروت ..
إعتقدت يومها يا بيروت أن الدنيا كادت أن تنتهي أو أن الدمار الهائل الذي أخفى معالمك البعيدة – القريبة عن ناظري آنذاك سوف يغلبك أو يأخذك مني ، كل ذلك كان ..وكان في أواخر حقبة الثمانينيات .
كنت الحالمة بالصحافة بعد أن حظيت بشهادة فيها ، وكان كل شيء يقول من خلف مذياع رفيقي الراديو أن “المعاصي” التي حملوها لبيروت ستبيدها عن بكرة أبيها ولكن !
ثمة أمل ٌكان يحدوني ، ربما لأنني تمسكت يومها بإرتداء فستاني الوردي الفضفاض أو ربما كان إحساسي بإبنتي التي لطالما أسمعتها أخبار بيروت وهي تكبر رويدا رويدا ، وحكايا وجعها الممزوجة بأنيني الداخلي وبآهات “أه يا بيروت يا ست الدنيا”..!
قومي يا بيروت قومي
وبالفعل لم تخذلني بيروت التي قامت وتغلبت على أوجاعها ، يومها لبست فستان الطائف الأبيض وشرعت أبوابها مجددا لي ولأمثالي ، ونفضت عنها غبار الدمار و”المعاصي” وخبث السرطان الذي كاد يقتلها لمرات ومرات .
بيروت ..قومي اليوم قومي ! لا تخذليني قومي من تحت النفايات قومي يا عروسة المدائن يا زهرة البيلسان ، يا حكاية عمر أيقظتها فيّ الليلة ماجدة الرومي برائعتها الخالدة ..يا ست الدنيا يا بيروت.
يا عشقا عاش فيّ وتغذى منه أبنائي ، يا وجعاَ يقتلني ليل نهار كلما تصفحت صورك في الجرائد وعلى صفحات التواصل .. يا أملاً يحدوني للتعلق بالحياة ..!
بالله عليك قومي .
قومي يا بيروت قومي …لا تخذليني
الآن عرفنا ماذا اقترفت أيدينا ..!
رئيسة تحرير nextlb إكرام صعب
[email protected]