للشباب علامات واضحة ومتعدّدة: البشرة النقية، الشعر، الكمال، والطاقة التي لا حدود لها. ولكن، العامل البيولوجي الأساسي الذي يحدّد معالم الشباب لدى الناس هو مادة “التيلومير”. والتيلومير هي قبعات البروتين في نهاية الكروموسومات التي تصنّف كنوع من الصمامات. فكلّما تقدّم الشخص بالسنّ، كلّما قلّ إنتاج ونمو التيلومير، ما يؤدّي الى جميع العوارض المرتبطة بالشيخوخة. وطول التيلومير يمكن أن يتأثر بأمور أخرى غير العمر بما في ذلك السموم البيئية والاجهاد أو عدم ممارسة الرياضة والتأمل.
أكدت دراسة أميركية-كندية نشرت في “PNAS PLUS” أن هناك علاقة بين الحالة النفسية عند #الأطفال والإصابة بالشيخوخة الخلوية، ووجدوا أن الحالة النفسية السيئة أو الصدمات التى يتعرّض لها الأطفال تسبّب تغييرًا في خلايا الجسم وتؤدي إلى الإصابة المبكرة بالشيخوخة بشكل ملحوظ. وخلايا الجسم المعنية هي التيلومير. فالقلق والصدمات النفسية تؤدي الى إنتاج كميات أقل من التيلومير وقصر هذه القبعات حوال الكروموسومات يسبب أعراض الشيخوخة المبكرة، مثل الشيب، شيخوخة البشرة وخاصةً في الوجه وحول العينين، ونقص ملحوظ بالطاقة والنشاط.
وصنّفت الدراسة نوعين من الصدمات الأكثر حدة التي عندما تصيب الطفل، يصبح أكثر عرضة للشيخوخة المبكرة. وهذه الصدمات هي الصدمات المالية والنفسية. الصدمات المالية هي عندما يتعرض أفراد العائلة لشدة أو ضيقة مادية معينة، تضع الطفل بحالة من الاستغراب وعدم الاستقرار. أما الصدمة النفسية هي عندما يتعرّض الطفل لمشاكل عائلية عنيفة، أو تجارب اجتماعية فاشلة خاصةً في مرحلة البلوغ. كل هذه العوامل لها تأثير على طول التيلومير، حيث ينقص طول هذه القبعات 8% بحسب المعدل العام الصادر في الدراسة، عند تعرّض الطفل للصدمات القوية. هناك أيضاً ضغوطات أخرى تزيد من احتمالات إذابة التيلومير مثل عامل الوراثة والتعليم والتدخين.
التقدّم بالسنّ أمر لا مفرّ منه، ولكن من الضروري أن يحصل ذلك في الوقت المناسب والطبيعي. من هنا، تؤكّد الدراسة على ضرورة تذكير الآباء والأمهات بأهمية تربية الأطفال بعناية ولطف شديد مهما كان وضع العائلة الاقتصادي، الاجتماعي والعاطفي