خاص -nextlb- عاطف البعلبكي
تحت شعار “المنارة تتكافل .. المنارة أقوى” ، أطلقت مجموعة من شباب بلدة المنارة البقاعية ومثقفيها ، وبدعم من بلديتها ، حملة تكافل وتضامن إجتماعي غير مسبوقة ، بدأتها بتنفيذ فكرة توفير الأمن الغذائي للبلدة لمواجهة الأزمة الإقتصادية التي تفاقمت بعد ثورة 17 تشرين الأول أكتوبر ، ولمواجهة الإرتفاع الجنوني في سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية ، والتضخم الكبير في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية ، والبطالة التي بلغت مستويات قياسية في البقاع ككل وفي البلدة تحديداً . وقد تمكن التحرك حينها من جمع مبلغ نقدي كبير، تم استخدامه لشراء حصص غذائية وتوزيعها على مستحقيها من أهالي البلدة وللمقيمين فيها من الأخوة السوريين .
وكانت الفكرة قد إنطلقت بالأساس بهمة مجموعة من الشباب المثقفين والعاملين في البلدة هدفوا من خلالها القيام بتحرك فعال للتخفيف من أعباء الأزمة على الأهالي ، وتواصلت المجموعة مع البلدية ، للمساعدة في إعادة استثمار الأراضي الزراعية المهملة والبور التي تركها أصحابها بسبب إرتفاع كلفة اليد العاملة وندرتها .
وتم تشكيل لجنة للأمن الإجتماعي تفرعت منها لجان فرعية من عدة إختصاصات وتحت عدة مسميات : المالية لجمع التبرعات ، والإحصاء لدراسة الحالات المتوجب مساعدتها وأعدادها ، ولجنة الإعلام ، ولجنة الصحة لجمع الأدوية وتوزيعها على محتاجيها ، لجنة التخزين والتموين ، واللجنة الزراعية التي وضع الأهالي بتصرفها حوالي 200 دونم من الأراضي زرع جزء منها بالحبوب .
في مواجهة كورونا
وجاء وباء الكورونا ليزيد الموقف تعقيداً، ويعمق الأزمة الإقتصادية ، بعد أن فُرض الحجر المنزلي وما رافقه من إقفال قسري لمعظم المؤسسات التجارية والصناعية والسياحية والمهن الحرة ، وقطع أرزاق مئات العائلات والأفراد .
وأمام هذا الواقع الخطير، تحركت هذه المجموعة وقامت بتنظيم حملة تكافلية للتخفيف من وطأة الأزمة ، ورفع ثقلها عن كاهل الكثيرين من أهالي البلدة والفقراء والمحتاجين ، وتم تشكيل خلية أزمة من المجموعة والبلدية والكشاف ولجنة الأمن الإجتماعي الحديثة العهد ، لمتابعة تنفيذ هذا المشروع الطموح بالإعتماد على مجموعة من الشباب المثقف والعامل والمتحمس لأداء هذا الدور ، من أطباء ومهندسين ومدرسين ومحاسبين وإعلاميين ، وصار التحرك متخصصاً أكثر مع تفعيل لجنة الإحصاء التي تم تحديث قاعدة بياناتها وإدخال أسماء جديدة لأرباب أسر خسروا أعمالهم .
وبدأ المشروع يأخذ الشكل المؤسساتي بعد توزيع العمل على اللجان ، مع فتح الباب لتقديم الإقتراحات سعياً لتطوير العمل وتلافي الأخطاء وفتح باب التواصل مع اللجان على الفايسبوك عبر صفحة “الأمن الإجتماعي – المنارة”.
وأطلقت الحملة مؤخراً نداءً دعت فيه أهل البلدة من المقيمين والمغتربين الى التبرع والتكافل الإجتماعي لتخطي الأزمة ، وتم التواصل مع بلدان الإغتراب لهذه الغاية ، وكانت النتيجة مشجعة الى حد كبير وجمعت مبالغ جيدة ، وكذلك تم جمع مساعدات عينية من الأغذية والحبوب بعد تخصيص صناديق في المحال والسوبر ماركت للتبرع العيني بالمساعدات الغذائية بشكل مباشر من الأهالي .
خطط مستقبلية
ومن الخطط المستقبلية أن لجنة المشتريات ستقوم بشراء المساعدات العينية من تجار البلدة حتى تعم الفائدة على الجميع ، وستتم مراعاة عدد أفراد العائلة في التوزيع ، كما أن هناك تخطيط جدي وضع على النار يختص بشهر رمضان المبارك وتخصيصه بسلة غذائية خاصة ، وتأمين الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة .
وعلى الصعيد الصحي والتثقيفي نظمت اللجنة الصحية عدة محاضرات تثقيفية عن وباء الكورونا وأشرف عليها كوكبة من أطباء البلدة والممرضين للتوعية على طريقة التعامل مع الوباء الخطير الذي من حسن الحظ أن منطقة البقاع الغربي لم تشهد حتى حينه أية إصابة به .
ونالت الخطة التكافلية الإستحسان ، وكان لها صداها الطيب في القرى المجاورة التي بادرت بالسؤال عن تفاصيل التجربة الوليدة .
ودعت المجموعة إلى مد يد العون والمؤازرة والتكافل مع خلية الأزمة التي تشكلت من البلدية والجمعيات الأهلية والكشفية ولجنة الأمن الإجتماعي ، وإلى المبادرة بتقديم التبرعات المادية والعينية في مبنى البلدية ، أو عبر الصناديق والسلال الموزعة في جميع محلات البلدة ، أو من خلال التواصل مع أعضاء البلدية أو أعضاء لجان الأمن الإجتماعي.
.