غنوة جلول من عالم المعلوماتية الى السياسة والعكس: اقتصاد المعرفة يساهم في تمكين المرأة اللبنانية

كتبت إكرام صعب

وفدت الى السياسة من عالم تقنية المعلوماتية، ومن السياسة عادت الى حيّزها الأول عالم المعلوماتية، وهي من بين النساء القلائل اللواتي اتجهن نحو عالم الاقتصاد ومعلوماتيته، كون المرأة أقل حضورا في المجال الاقتصادي في لبنان من الرجل، من وجهة نظرها من الضروري وجود نساء ناجحات في الاقتصاد اللبناني، ومجال اقتصاد المعلوماتية يتيح فرصاً أكثر لذلك، لأنه يرتبط بمختلف القطاعات.

النائب السابق في البرلمان اللبناني واستاذة المعلوماتية في الجامعة الاميركية في بيروت الدكتورة غنوة جلول تتحدث الى “الصحافي علاء الدين من جريدة العرب” في هذا اللقاء مشجعة النساء على الدخول في مجال المعلوماتية وعدم اعتباره مجالاً تقنياً جافاً، وايماناً منها بضرورة مواكبة اي تطوير تكنولوجي أسست الدكتورة غنوة جلول شركة “تورش” وهي شركة تعمل في مجال المعلوماتية التي مثلت فورة كبيرة في تطوير البرامج والتطبيقات على الهواتف النقالة وصناعة البرامج المعلوماتية. “تورش” بدأت نشاطها منذ أقل من عام وهي شركة مساهمة لبنانية بالشراكة مع لي بنك مموّلة من مصرف لبنان تحت المرسوم 331 الذي يهدف إلى دعم اقتصاد المعرفة في لبنان.

عن أهداف الشركة ودورها توضح رئيسة مجلس إدارة “تورش” الدكتورة غنوة جلول وتقول: “نحن كمؤسسة، مهمتنا تسريع نقل لبنان إلى اقتصاد المعرفة. لقد صممنا برنامجا تدريبيا مكثفا IT Boot Camp حيث نحن نستقطب الشباب والشابات من خريجي الجامعات الذين تخصّصوا في البرمجة والمعلوماتية أو ما يتعلق بالمعلوماتية كمهندسي الكومبيوتر أو ما شابه. وندرّبهم تدريبا مكثفا لمدة 14 أسبوعا. هذا التدريب لا تقدّمه الجامعات ولكن الطالب يحتاج إليه حتى يصبح قادرا على تطوير البرامج المعلوماتية وإنشاء تطبيقات مميزة على الهواتف المحمولة وعلى الإنترنت”.

وتؤكد جلول على خصوصية التدريب الذي تقدمه مؤسستها وأثره في إيجاد فرص عمل وتعتبر أن : “من يتدرب لمدة 14 أسبوعا يكتسب خبرة أكثر في البرمجة Coding وفي تقنية المعلومات Information Technology، أي كل ما يتعلّق بالمعلوماتية وليس فقط البرمجة، فنحن نقدم لهم تقنية المعلومات، ونساعد الكثيرين منهم على إيجاد فرص عمل في هذا المجال، خريجو هذه المؤسسة يحصلون على وظائف برواتب تعادل ضعف ما يقدم للخريجين الجدد، من هنا استطعنا تحسين دخل الفرد اللبناني الحاصل على شهادة من مؤسستنا “.
وتضيف: “نساعد أصحاب الأفكار على تطويرها وتنفيذ تطبيق قابل لأن نعرضه على شركات جديدة أو مستثمرين، هؤلاء الشباب قادرون مع مساعدتنا على أن يديروا شركات في المستقبل أو أن يصبحوا أصحاب شركات. هذه التطبيقات قد تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، ويمكن أن تنطلق من لبنان وتوفر فرص عمل كما يمكن أن تصل إلى الخارج”.

وتصف جلول أثر شراكة المرأة في هذا القطاع وتشير إلى أن :”ما نقوم به في الشركة هو خطوة نحو تأمين فرص عمل للشباب اللبناني، أيضا من خلال ضخ أعداد من الخريجين المتخصصين والمدربين للشركات الناشئة، الشباب هم من الذكور والإناث، وبالتالي تصبح المرأة شريكة في اقتصاد المعرفة الجديد وقادرة على إنشاء شركتها الخاصة أو الحصول على وظيفة بدخل عالٍ”.
وتقول جلول وهي ترصد مشاركة المرأة في الاقتصاد اللبناني أن : “المرأة أقل حضورا في المجال الاقتصادي في لبنان من الرجل، لذلك من المهم وجود نساء ناجحات في الاقتصاد اللبناني. ومجال اقتصاد المعلوماتية يتيح فرصا أكثر لذلك، لأنه يرتبط بمختلف القطاعات. أنا أشجع النساء على الدخول في مجال المعلوماتية وعدم اعتباره مجالا تقنيا جافا، فقد كانت لنا تجربة منذ عدة أعوام حيث قمنا بفتح سوق على الإنترنت بالتعاون مع نساء حرفيات، وقد بدأت الفكرة لمساعدة النساء وتأمين الانتقال من الوضع الحرفي المحدود إلى عالم التجارة الإلكترونية الواسع”.

وعن مدى ملاءمة الوضع القانوني والتشريعي في لبنان لمثل هذا النوع من النشاط الاقتصادي تعلق جلول : “هناك نقص في بعض القوانين التي تيسّر العمل في هذا النوع من الاقتصاد في لبنان، ظروف التشريع في لبنان معروفة للجميع، لكن في الوضع الحالي نحن قادرون على تجاوز هذه المسألة”.
وعن خصوصية عمل المرأة في اقتصاد المعرفة تشير جلول إلى :” إن إقتصاد المعرفة يعتمد على تقنية المعلومات و الإنترنت التي هي من ضمن اختصاصي ودراستي وهو المجال الذي عملت فيه في الجامعة الأميركية حيث كنت أستاذة وعضو مجلس شيوخ إضافة إلى تسلمي مهام أخرى. أود تشجيع الطالبات للدخول إلى هذا المجال، و أيضا سيدات الأعمال لأنه مجال واعد للمرأة من أجل أن تثبت أنها قادرة على أن تتألق في شتى المجالات.
وتختم : ” لبنان اليوم ليس موجودا على الخارطة التقنية العالمية، وظروف البلد صعبة والكلفة عالية، هذا النوع من الاقتصاد يحتاج إلى أن تكون كلفة الإنترنت أرخص، وكذلك بعض الأمور الفنية على مستوى البنية التحتية التي يجب أن تتوفر بشكل أفضل. يضاف إلى ذلك الضرائب العالية على الشركات الحديثة. لبنان غنيّ بشبابه وخريجيه والمتعلمين فيه، لذلك هناك فرصة كبيرة في مجال الاقتصاد المعرفي، وهذا الاقتصاد تحديدا يحتاج إلى طاقات و إلى خبرة، فنحن نجمع العقل مع العلم ونضيف عليه الخبرة والتدريب”.

مؤتمر

وكانت جلول قد اقامت في اواسط شهر تشرين الاول اكتوبر الماضي مؤتمرها الأول لشركة “تورش” تحت عنوان “التقدم في إقتصاد المعرفة” الذي أقيم في قاعة البافيون رويال – بيال بيروت في 10 تشرين الاول 2016، بحضور وزراء ورسميين وفعاليات إقتصادية وجامعية أكاديمية حيث تضمن المؤتمر التعريف بإلإنجازات التي قامت بها تورش في فترة قياسية لناحية تدريب وتأهيل الخريجين والخريجات من إختصاصات علوم الكمبيوتر والمعلوماتية بمهارات تطبيقية وعملية، ضرورية لردم الهوة بين الدراسة الأكاديمية الجامعية وسوق العمل، كما لناحية تطوير مهارات هؤلاء وإتاحة الفرصة للخريجين والخريجات من إختصاصات أخرى بإمكانية تطوير أفكارهم المبدعة وتحويلها الى تطبيقات معلوماتية على الإنترنت والخلوي تمهيداً لتأسيس شركاتهم الخاصة.
وتضمن المؤتمر جلسة حوار بين مصرفيين وبين تجمع رجال الأعمال اللبنانين ونادي سيدات الأعمال وقصص نجاح لخبراء لبنانيين مع إضافات قيمة من قيادات لبنانية من قطاعات الإستثمار والتجارة والأعمال والإعلام لإيضاح العلاقة الوثيقة بين الإقتصاد الكلاسيكي والإقتصاد المعلوماتي وكيف يمكن لاقتصاد المعرفة أن ينعكس إيجابا على مختلف القطاعات الإقتصادية وأن يؤدي إلى إستحداث فرص الأعمال.
وتوصل المؤتمر الى التوصية بمشروع اتفاقية تفاهم مع نادي سيدات الأعمال اللبنانيات لتقديم المزيد من الدعم و التدريب لسيدات الأعمال اللبنانيات و تشجيع المتخرجات حديثاً من الجامعات ضمن اختصاص المعلوماتية او البرمجة للانضمام الى ITBootCamp لزيادة الخبرات التقنية لهذه المتخرجات وتعليمهن لغات جديدة في البرمجة، و تزيد من حظوظهن للالتحاق في المعترك العملي.

لمشاركة الرابط: