الشوف_إكرام صعب
هي رسالة محبة وأخوة غرسها سفير دولة الإمارات العربية المتحدة د. حمد سعيد الشامسي في تراب العاصمة اللبنانية بيروت وفي جباله وبين أرزه الخالد في محمية الشوف في أعالي جبال الباروك شعارها التسامح والمحبة تزامناً مع عام التسامح الذي هو شعار دولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2019 .
شجرة الغاف زرعت اليوم في تربة بيروت رسالة سلام ومحبة وتسامح ، وهذا ما أكد عليه السفير الشامسي الذي قال ” إنها تعني الكثير لمؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان . وتوحي “الغاف” بالقوة والصبر والعطف في الصحراء منوهاً برقي الشعب اللبناني الذي استطاع أن يتغلب على كثير من المصاعب وبقي شامخاً شموخ الأرز “.
كلام السفير الشامسي جاء خلال رحلة العيش المشترك والمحبة والتسامح التي نظمتها سفارة بلاده إلى أعالي جبال الشوف ، في إطار مبادراتها التي أطلقتها لمناسبة عام التسامح 2019 .
و” الغاف ” تعرف عالمياً ب Prosopis تنبت في الصحراء العربية وهي نادرة جدًا، ويوجد منها الكثير في دولة الإمارات العربية وبخاصة في إمارة دبي . ولأهمية هذه الشجرة من الناحية البيئية أقيمت لها محمية بمجهودات شخصية، وهذه المحمية تقع في منطقة لهباب في إمارة دبي وتمتاز بسهولة تكاثرها ، وسرعة نموها والتكيف مع الأجواء البيئية المحيطة بها ، وهي تتواجد في السهول والكثبان الرملية. وتتعمق جذورها في التربة لمسافات بعيدة يقدرها العلماء المختصون بما يصل إلى 50 متراً في بعض أنواع هذه الأشجار، كما يصل طولها إلى 28 متر
فمن أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري رجل العيش المشترك في لبنان إنطلق المشاركون من مختلف الطوائف اللبنانية صباحاً إلى حرج بيروت لزرع شجرة الغاف، التي تم اختيارها شعاراً لعام التسامح، نظراً للدلالات الكبيرة التي تحملها بإعتبارها من الأشجار الأصلية، وترتبط بالموروث الشعبي والبيئي والأصالة الإماراتية، وتعد رمزاً للصمود في الصحراء.
حرج بيروت
وزرع سفير الإمارات حمد سعيد الشامسي ومحافظ بيروت القاضي زياد شبيب شجرة الغاف في الحرج، في حضور رجال دين من مختلف الطوائف الإسلامية والمسيحية وأطفال من دور الأيتام.
شبيب
وألقى شبيب كلمة قال فيها : “إن زرع شجرة التسامح، ليست المبادرة الأولى بإتجاه تعزيز المفاهيم السامية التي تتطور وتتعزز في الإمارات العربية المتحدة، وليست الخطوة الأولى بإتجاه تعزيز ورفع مستوى العلاقات بين الدولتين الشقيقتين. لقد انطلقت مبادرات عدة خلال هذا العام، وهو عام التسامح، وكذلك في العام الفائت خلال عام زايد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة”.
وأشار إلى أن “الإمارات تشهد نجاحاً وتعمل على رفع شأن مواطنيها”، وقال: “نحن نفتخر بالعلاقات التاريخية بين لبنان والإمارات، ونؤكد أن هذه الشجرة عندما تزرع في أرض حرج بيروت تكون وسيلة تعبير عن عمق العلاقات وتجذرها بين البلدين ووسيلة تعبير أيضا عن محبة الإمارات الموجودة في قلوب اللبنانيين”.
وشكر للسفير الشامسي “هذه الخطوة وكل الخطوات المباركة التي قام بها هذا العام وقبله طيلة فترة خدمته في لبنان”، لافتاً إلى أن “هدفه كان رفع مستوى العلاقات ، وهو خير سفير في إيصال محبة اللبنانيين إلى الإمارات، لا سيما في ذكرى الشيخ زايد، وخير سفير للصورة الحضارية التي تمثلها دولة الإمارات العربية المتحدة ولهذه المفاهيم السامية من التسامح والحوار”.
الشامسي
وتحدث الشامسي فشكر لشبيب “دعمه الدائم لكل نشاطات سفارة الإمارات”، وقال: “إن هذا العام يعني لنا الكثير، فهو العام الذي تجلى فيه معنى عام التسامح من خلال الزيارة المشتركة لكل من بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر وتوقيعهما معاهدة الأخوة والتسامح”.
أضاف: ” هذه الشجرة تعني الكثير للشيخ زايد ، ولها معان تشير إلى العطف على الإنسان. كما أن دعم المحافظ شبيب يعني لنا الكثير، وخصوصاً في نشاط اليوم، حيث زرعنا شجرة الغاف في مكان تاريخي ومميز بالنسبة إلى اللبنانيين للتأكيد أن رسالتنا هي رسالة تسامح ومحبة للشعب اللبناني، وإن تواجد كل ممثلي الطوائف والأطفال من مختلف الطوائف هو أكبر دليل على أن لبنان هو بلد العيش المشترك”.
وختم: “بصمة الإمارات في كل مكان هي بصمة حب وعطاء ، وكل دعمنا هو واجب أخلاقي تجاه أشقائنا في لبنان، وكل ما يهمنا هو تبيان صورة العيش المشترك في لبنان، رغم كل التدخلات”.
محمية أرز الشوف
ثم انطلق الشامسي والمشاركين في الرحلة إلى الشوف، فكانت المحطة الأولى في قلعة موسى المعماري في دير القمر ، حيث جال في إرجائه متفقداً برفقة نجل الفنان زياد موسى المعماري ووالدته ومطلعاً على المحتويات وما تمثله من تراث قديم، لينتقل بعد ذلك إلى محمية أرز الشوف الطبيعية وزرع أرزة التسامح في محمية أرز الشوف – غابة الباروك كعنوان عام للتسامح بحضور قنصل لبنان في دبي عساف ضومط .
وأعرب الشامسي عن سروره بمبادرة اليوم التي هي “مكملة للمبادرات السابقة لنجعل العالم يرى العيش المشترك في هذا البلد الأمر الذي نركز عليه في كل المحافل الدولية، وقد استقبلنا في الإمارات بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر وانبثقت عن الزيارة وثيقة تسامح ذات معان عديدة حيال الناس والطوائف لا سيما في لبنان ذات التنوع والطبيعة الجميلة والأهل”.
وأضاف: “إننا معنيون بالمبادرات في هذا البلد الفريد من نوعه وهي رسالة من دولة الإمارات للتسامح وكي يكون يدا واحدة في ظل الظروف والمتغيرات التي تحيط ببلداننا والبعض منها نتيجة الطائفية، علنا هنا نزرع مع الأطفال شعار التسامح من خلال شجرة الغاف التي كان الشيخ زايد – رحمه الله يوليها أهمية كبيرة والتي تعيش في مختلف الظروف ، آملين كل الخير والإستقرار والأمان لهذا الوطن وإن شاء الله يبقى بألف خير للأجيال الواعية وبما يحصل من متغيرات حولنا”.
وختاما جرى تسليم دروع تكريمية للشخصيات الدينية ولممثلي وسائل الإعلام بينها درع لموقع www.nextlb.com وكان غداء على شرف المشاركين تخلله تقديم شهادات تقدير وهدايا تذكارية من القيمين على محمية أرز الشوف وأهالي منطقتي الباروك والشوف للسفير الإماراتي .
[email protected]