أعلن عن عقد قمة روحية عالمية في بيروت العام المقبل العيسى: الحالة اللبنانية الراهنة ليست إلا وعكة من السهل تجاوزها

بيروت_إكرام صعب

كشف الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد عبد الكريم العيسى عن نية الرابطة عقد قمة إسلامية – مسيحية عالمية في العاصمة بيروت بمشاركة جميع الفعاليات اللبنانية من مختلف المذاهب والطوائف على أن تقام تحت رعاية لبنانية بالتعاون مع المؤسسات الرسمية المعترف بها من قبل الحكومة اللبنانية وبذلك تكون بيروت مجددا عاصمة لحوار الأديان بهمة الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي ووزير العدل السعودي السابق.
ورأى العيسى ان الغاية من عقد هذه القمة هو التقارب الإنساني بغية تعزيز المحبة وترسيخ قيم السلام والوئام الديني ومن أجل مواجهة أصوات الكراهية والصدام الحضاري والديني والثقافي وتعزيز مفاهيم الإيمان بالسنّة الالهية في وجود الإختلاف والتنوع والتعددية.
وقال إن إمكانية عقد هذه القمة قد يكون مطلع العام 2019 .
وأعرب العيسى الذي كان متفائلاً بالوضع اللبناني ورداً على سؤال خاص لموقع nextlb.com عن تفاؤله بمستقبل لبنان وأضاف “ان اختيار العاصمة بيروت لإنعقاد القمة – المؤتمر لما لديها من تعددية طائفية (18 طائفة) ولمكانتها العزيزة لدينا وله البعد الحضاري اذ أنه وبالرغم من هذه التعدية ستكون الحاضن لمثل هذه القمة وأن لبنان قادر على القيام بهذه المهمة كما أن الشخصيات التي التقينا بها فيه تدعو للأمل الكبير بمستقبل لبنان وتحمل همّة عالية ومستقبل لبنان يبشر بالخير .
كلام العيسى جاء خلال اللقاء الصحفي الذي عقده مع مجموعة من الصحافيين اللبنانيين ومراسلي الصحافة العربية والغربية بمقر إقامته في فندق فينيسيا في العاصمة بيروت لمناسبة زيارته الرسمية الى لبنان وجولته على كافة الشخصيات الرسمية والروحية .
وتحدث العيسى أمام الصحافيين الذين حضروا اللقاء ، والعيسى وهو وزير سابق للعدل في المملكة العربية السعودية ، عدد أهداف رابطة العالم الإسلامي ودورها وقال” تأتي زيارتنا الى لبنان تحت عنوان الأخوة وواجب التواصل وهي زيارة محبة بكل الأبعاد والمقاييس الانسانية ثقافية كانت أم إجتماعية أم سياسية مشيراً أن الرابطة ليس من شأنها الخوض بالشأن السياسي ولكن اذا كان الجانب السياسي له صلة بالعالم الإسلامي لا بد وأن نتطرق اليه.
وأضاف” تهتم الرابطة ضمن رسالتها مواجهة الأفكار المتطرفة سواء كان التطرف المحسوب زوراً على الإسلام كتطرف داعش على سبيل المثال والقاعدة ، وغيرها وكذلك التطرف المضاد وهذه تعني “فوبيا” كراهية الإسلام وإن كانت هذه الأحداث قليلة وتحاول أن تعطيها مساحة أكبر من حجمها “.
وأردف” تشدد الرابطة على الحوار وسبق والتقينا مع عدد من أصحاب هذه النظريات السابقة أياً كانت خلفياتهم وكان هناك حواراً وأثمرت نتائج طيبة فنحن نأخذ بمبدأ القوة الناعمة وعدم الكراهية فالتعددية تمثل السنّة الإلهية فلا يمكن أن يكون الجميع على منهج واحد أو دين واحد لكن لكل منهم قناعته “.
وعن الرابطة شرح العيسى فأشار الى أن لديها مجلس أعلى يتكون من ستين شخصية من كبار الشخصيات الإسلامية وهم كبار العلماء في بلادهم ولهم اهتمام بالفكر الإسلامي واضاف “للرابطة أذرعة أخرى تمثل هيئات رابطة العالم الإسلامي ، ومنها المجمع الفقهي الإسلامي الي يصدر القرارات الفكرية للعالم الإسلامي سيما في القضايا المعاصرة ، وكذلك تضم الهيئة العالمية للعلماء المسلمين وللكتاب والهيئة العالمية للإغاثة والتنمية ، فعندما نقدم خدماتنا التنموية نقدمها من رؤيا إنسانية مجردة أملتها علينا الشريعة الإسلامية فلا فرق بين عرق أو آخر ولا نساوم في هذه الخدمات ، خدماتنا للجميع ولكافة الجنسيات وحرصنا أن تكون الخدمة مستدامة ونعمل على بناء المساجد والمدارس وحتى المستشفيات ، مع الاشارة الى أن جميع خدماتنا نقدمها بالتنسيق مع حكومات البلاد حرصا على أن تذهب هذه الأموال بعيدا عن التوظيف السياسي.
ورأى الشيخ العيسى بأن المملكة العربية منذ تأسست على يد الملك عبد العزيز، اتخذت النهج الوسطي، إلا أنه منذ جاء ما يسمى بالصحوة أو الصحويون، جرت محاولات لخطف الإعتدال الإسلامي من خلال نشر أفكار متطرفة وثقافة سائدة في المجتمع، فتشكل السجال مع دعاة الإعتدال، وكان لابد من إعادة إرساء معايير الاعتدال الاسلامي والقيم الإسلامية التي هي في الجوهر الإمتداد للدين الإسلامي، وذلك من خلال اليقظة لمواجهة الأفكار التي تحمل الإقصاء ضد التنمية، وما الاصلاحات التي تجريها المملكة إلا ضمن العودة الى الوسطية التي قامت على أساسها.
السياسة الإيرانية في المنطقة


وعن السياسة الطائفية المتطرفة التي تمارسها إيران في المنطقة، رأى بأن مثل تلك السياسة من شأنها أن تزيد من المتاعب وترسيخ حالة عدم الاستقرار لافتا الى أن المملكة ليست خصما للتشيع فهناك مواطنين من الشيعة والجيران والأخوة، في الوقت الذين هم على خصومة مع التطرف الطائفي. وتابع قائلا ” التدخل في شؤون البلاد ومحاولة فرض الهيمنة الطائفية وتمرير الاجندات السياسية لن يزيد الحالة الا سوءا” متمنيا على من يبث الخصومة الإتعاظ من التاريخ واحترام سيادة الدول وعدم فرض أيديولوجيات متطرفة.
وعن الحالة اللبنانية الراهنة فإنه رأى بأنها ليست الا وعكة من السهل على لبنان تجاوزها، وما الزيارة الأخيرة الا رسالة من أجل تعزيز صوت الحكمة والشراكة بما من شأنه أن تستفيد منه الإنسانية في زرع نبتة الخير وترسيخ قيم الوئام الديني ليتعايش الجميع بسلام.
المحكمة الدولية والشهيد رفيق الحريري
ومن خلال خبرته في التشريع الجنائي رأى بأن الأمر يسير في سياقه الصحيح بالنسبة الى عمل المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بلبنان وما على الجميع سوى انتظار النتائج.
ولفت العيسى الى انه بالإمكان التواصل مع الرابطة إعلاميا من خلال مواقع التواصل الإجتماعي وموقعها الخاص مشيرا انها تملك الاهتمام باللقاءات المفتوحة بغية تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة .
وختم معلنا عن إمكانية أن يكون ثمة مكتب في بيروت للرابطة إسهاما منها في تعزيز القيم المشتركة مع الإخوة في لبنان منوها بالعلاقات التي تربط المملكة بلبنان .


لقاء القيادات الروحية
وكان العيسى، يرافقه القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية الوزير المفوض وليد بخاري والمستشار السياسي في السفارة ماجد أبو العلا ووفد من الرابطة، زار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى.
وقدم المفتي دريان الى العيسى درع دار الفتوى عربون محبة وتقدير، مؤكداً ” العلاقة الأخوية والمتينة مع المملكة العربية السعودية ومؤسساتها الدعوية وخصوصاً رابطة العالم الإسلامي”
كما التقى العيسى والوفد المرافق رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ، في مقر المجلس، في حضور نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب والأمين العام للمجلس نزيه جمول.
كما زار شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة في فردان، والبطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في بكركي.

بطاقة تعريف
الدكتور محمد عبد الكريم العيسى : وزير العدل السابق في اللمملكة العربية السعودية
– حاصل على درجة البكالوريوس في الفقه الإسلامي المقارن.
– حاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الدراسات القضائيّة المقارنة وعلى دراسات في القانون العام -القانون الدستوري-.
قدم محاضرات داخل المملكة وخارجها، عن الفقه الإسلامي ونظرياته القضائية، ولاسيما تشريعه الجنائي، إضافة إلى دراسات (مقارنة) بين الفقه الإسلامي والقانون الوضعي.
– ألقى عدداً من المحاضرات داخل المملكة وخارجها، في مختلف الموضوعات الشرعيّة والقانونيّة والفكريّة والحقوقيّة.
– حاور (حول العالم) على امتداد عدة سنوات عدداً من الجهات السياسية والفكريّة والحقوقيّة والأكاديميّة.
– ألقى عدداً من المحاضرات الأكاديميّة، وناقش رسائل علميّة في كبرى الجامعات داخل المملكة وخارجها، وبخاصة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
– له عدة مؤلفات، وبحوث، وأوراق عمل، ومقالات فقهيّة، وقانونيّة، وحقوقيّة، وفكريّة.
– عمل في مجالات ذات صلة بالشريعة والقانون.
– ترقى في درجات السلك القضائي حتى وصل إلى أعلى سُلَّم السلك بدرجة رئيس محكمة تمييز.
[email protected]

لمشاركة الرابط: