برعاية الشيخ صباح الأحمد وحضور الرئيس أمين الجميل مركز سرطان الأطفال في لبنان اقام حفله الخيري التاسع في الكويت

خاص-nextlb

استقبل أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في قصر بيان الرئيس الشيخ أمين الجميّل ووفد أمناء مركز سرطان الاطفال في لبنان برئاسة السيدة نورا جنبلاط. وشكر الوفد للأمير دعمه المركز وحرصه على تعزيز تعاون دولة الكويت معه لخدمة الاهداف الانسانية يعمل لها. وعقدت على الاثر خلوة سريعة بين سمو الامير والرئيس الشيخ أمين الجميّل تناولت الشؤون المشتركة.
كذلك التقى الوفد رئيس مجلس الادارة المدير العام للصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي في الكويت عبد اللطيف الحمد، والمدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبد الوهاب البدر، وتناولت المحادثات أوجه التعاون مع المركز.
وكان مركز سرطان الأطفال في لبنان قد أقام حفله الخَيْري التاسع في الكويت في فندق “فور سيزنس” برعاية الأمير ، ممثلاً بـنائب وزير الديوان الأميري الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح.
وحضر الحفل الرئيس الجميّل، والسيدة جنبلاط وأعضاء مجلس أمناء المركز فيصل علي المطوّع وسلوى سلمان وعصام مكارم والمديرة العامة لمركز سرطان الأطفال في لبنان هنا الشعّار شعيب ونحو 450 شخصية كويتية ولبنانية .
الجميّل
وفي كلمة ألقاها، رأى الجميّل أن هذا الحفل “لا يشبَه ضجيجَ الحرب الدائرة في المنطقة، ولا الضجيجَ السياسي، ولا الاستحقاقَ الانتخابي في لبنان، وهو لقاءٌ بقدْرِ ما فيه من الألم، بقدْر ما يُعطي الأمل، وبقدْرِ السخاءْ يكونُ الشفاءْ، لطفلٍ، لطفلةٍ، لابنٍ، لابنة”.
وأضاف: “يشرّفني أن أرأسَ وفدَ مجلسِ أمناء مركز سرطان الاطفال في لبنان، الرائد اقليمياً في معالجة هذه الحالات، وهو علاجٌ صعب ومعقّد وطويلُ الامد، مكلفٌ للقائمينَ به، وشاقٌ على المصابينَ به. ويشرّفني هذا الانتداب مع الرئيسة العزيزة السيدة نورا جنبلاط والزملاء الاعضاء في مجلس الامناء، لقضيةً انسانية تقضّ مضاجعَ الاهلِ بفعلِ الخطف الصادم، خطفُ أرواحِ أطفالنا على يدِ هذا المارد الخبيث”.
وشدد على أن ” الأمير الشيخ صُباح الاحمد، راعي الحفل، ينزِل في قلب كلِ لبناني، وفي صميم وطن الارز، منزِلَةَ الكبارِ الكبار، فسموُّه حاملُ همومِ لبنان منذ عقودٍ من الزمن، مذ كان وزيراً لخارجية الكويت، أطالَ اللهُ بعمره”.
واعتبر أن “هذه الرعاية الكريمة تعطي دفعاً اضافياً وقيمةً كبرى وانتصاراً لحقِ الحياة وثقافةِ البقاء على رائحةِ العذابِ والفناء”. وتابع: “إن امسيتَنا إنشاداً لمركز الاطفال للسرطان تشكّلُ بارقةَ أملٍ في صحراء الموت التي يجتازُها عالمُنا العربي”.
وتوجه بالشكر الى الشعب الكويتي والى الحضور العربي والى الجالية اللبنانية صاحبةِ الانتماءْ لبنانياً بالهوى والهُويّة، وكويتياً بالجِدّ والكدْ، وانسانياً بالدمِ الذي يجمعُ اللبنانيينَ أينما حلّوا، والعربَ أينما وُجِدوا، مهما كان إنتماؤهم الديني والمذهبي والسياسي والمناطقي”.
واشاد بجهود السيدة نورا جنبلاط “الساهرة بحسّها وقلبِها وعينِها ودمعِها على المركز الذي منذ تأسيسه في ١٢ نيسان ٢٠٠٢، يؤمنُّ لأطفالِنا المصابين العلاجَ الطبّي والعنايةَ النفسية دون تكبيدِ الأهالي، ويكفيهِم مُصابُ المرضِ الذي يطاردُ فلْذاتِ أكبادِهم”. واعتبر أن المركز “ظهرّ الفارقُ بين الأخذِ والعطاءْ، بين اللقاءِ والفِراقْ، بين الحياةِ والموتْ. إنه الأملُ بالغدِ مُتاحٌ للجميع، بفرصٍ متساوية، دون إعتبارٍ للمالِ أو الجاهِ أو الجنسِ أو الجنسيةِ أو المذهبْ”.
وأضاف: “هذا هو المَعنى الاول، والبعدُ الاول، والسُموُّ الأعلى لفلسفةِ التضامنِ في قضايا الانسان، لثقافةِ الاتحادِ بمواجهةِ المِحَنِ الموجِعة، وهل من وجعٍ أقسى من مواكبةِ طفلٍ يصارعُ للبقاءِ بألمٍ وأملْ، وهيهاتِ أن ينجُوَ الى الأبد أو يغفُوَ الى الابد”.
ووصف الحضورُ اللبناني في الكويت بأنه “إقامةٌ في بيتِنا وأسرتِنا ووطنِنا الثاني، تماماً كما لبنان الوطنُ الثاني للكويتيين”. وقال إن لبنان والكويت “وطنانِ توأمانْ، وزمنُ عزٍّ لن يكونَ أبداً من الماضي”. ولاحظ أن “دولةِ الكويت صامدة الى جانبِ لبنان في أحلك الظروف وأعتاها، دون تمييزٍ أو تخصيص”. وأضاف: “إنها دولةٌ، إنها قيادةٌ، إنه شعبٌ يعيشُ مَعنى التضامنِ الانساني بكاملِ مُفرداته”.
وإذ رأى في “الجالية اللبنانية والجالياتُ العربية العاملة على أرضِ الكويت خير دليلٍ على الاصالةِ الكويتية”، اعتبر أنه “فعلُ إيمانٍ لبناني كويتي عربي مشترك بالعمل الانساني المجرّد”.

وأبدى الجميّل تقديره ومجلس الامناء لما تبذله الكويت من خدماتٍ اجتماعية وسخاءٍ انساني”. وأشار إلى أن الامير الشيخ صباح الأحمد “داعمٌ دائمْ لرسالةِ المركز وأهدافِه، ما جعلَه، أي المركز، إضافةً الى مساهماتٍ أخرى، مرجعيةً طبّية إقليمية لـ 83 مركزاً في 23 دولة في الشرق الأوسط وشرقِ آسيا”.
ورأى أن “توسيعِ المركز خدماتِه لأكبرِ عددٍ من الأطفال في لبنان والمنطقة العربية، من خلالِ بناءِ مستشفىً متخصّص لأطفالِ مَرضَى السرطان في بيروت، يرفعُ منسوبَ الأمل ومعه درجاتِ المسؤولية”.
وختم قائلاً: إن المركز عنوانٌ يقصُدُه أحباؤنا الاطفال من كلِ لبنان ومن كلِ المنطقة العربية. عنوانٌ يناديكم، عنوانٌ يناجيكم، عنوانٌ يحتاجُكم”.
جنبلاط
وألقت جنبلاط كلمة شكرت فيها للأمير “رعايَته الكريمة لهذا الحِفْل ودَعمه لِلمركز وكَرَمه الدائم في دعم مهمة مركز سرطان الأطفال في لبنان”، ورحبت بممثله= وبالرئيس الجميّل وبالحضور. وقالت: “بعدَ 16 عاماً على تأسيس المركز، يمّرُ شريطُ الصورِ والمحطاتِ، النجاحاتِ والإخفاقاتِ، حكاياتُ الهزيمةِ تليها بشائرُ الإنتصارِ، وجوهٌ طريةٌ جاءت حائرةً بائسةً فطبعت على وجهِها بسمةَ الوعدِ بالحياة”. وأضافت: “خيارُنا كان مشاركة الأطفالِ الآمِهم وأمالهِم، فأصبحنا أُسرتهَم وجزءاً من علاجهِم، وقمنا بذلكَ بكلِ محبةٍ وإلتزامٍ، ووقفنا إلى جانبِ الطفلِ وقدمنا لهُ من علمِنا وعاطفتِنا”.
وتابعَت: “بعد 16 عاماً، كم من وجوهٍ تغيّرت ومن أحوالٍ تبدّلت عندَ الأطفالِ، لكن الثابتَ الوحيدَ هو أن هذا المركزَ أصبحَ مركزاً إقليمياً رائداً بفضلِ الفريقين الطبيِ والإداريِ المحترفين وبفضلِ كلِ الخيرينَ من داعمينَ ومتطوعينَ الذينَ واكبوا مسيرةَ المركز، وطبعاً بفضلِ إلتزامِ مجلسَ الأمناءِ الذي قطعَ على نفسِهِ تحقيقَ حلمِ داني طوماس بأن لا يموتَ أي طفلٍ في فجرِ الحياةِ”.
وأكّدت أنّ المركز، منذُ افتتاحه في 12 نيسان 2002، “إستمرَ في العمل على الثوابتَ نفسها التي تقومُ على تحدي أصعبَ أمراضِ الأطفالِ بأعلى درجاتِ الإنسانيةِ والتطورِ الطبي المتكاملِ، وخدمةَ أي طفلٍ في المجتمعِ من دون تفرقةٍ أو تمييزٍ”.
وقالت: “قوّتنا هي في شراكِتنا مع مستشفى سانت جود للأبحاث في الولايات المتحدة، وهو المستشفى الأولّ في العالمِ في ما خصَ الأبحاثِ والعلاجاتِ السرطانيةِ عندَ الأطفالِ، إلى جانبَ شراكِتنا الوثيقةِ مع المركزِ الطبي للجامعةِ الأميركيةِ في بيروت، والتي أعطتنا خبرةً ومعرفةً إستثنائيةً لتحقيقِ الإنجازاتِ الطبيّة وأتاحت وصولِ معدلاتِ الشفاءِ إلى 80 في المئة”
وأشارت إلى أن “المركز يستقبل ما يزيدَ عن 50 طفلاً يومياً لتلقي العلاج، ويقدم الخدمات الطبية لأكثر من 300 طفل”.
وشكرت لعضوي مجلس الأمناء فيصل علي المطوّع ونوال السلطان “دعمهما الدائم”، وأعربت عن “التقدير الكبير لمساهمات الصندوق العربي للإنماء الإقتصادي والإجتماعي والصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية، في دعم مهمة المركز بعلاج الأطفال”.
المطوّع
أما عضو مجلس الأمناء فيصل علي المطوّع، فرأى أن الأمير، “برعايته الكريمة للحفل، يؤكّد دور الكويت الخيري في دعمَ مركز سرطان الأطفال في لبنان، هذا الصرح الإنساني العظيم الذي أنقذ حياة الكثير من الأطفال، ولا يزال عنواناً للأمل والحياة، بتوفيره أفضل العلاج للمرضى، وبالمجان”.
وأبرزَ “الأهمية التي توليها دولة الكويت، قيادةً وشعباً، للعمل الإنسانيّ والخيري”. وقاتل: “إنها، بكل فخر، كويت الخير والعطاء والتراحُم والتضامن، صاحبةُ الأيادي البيضاء في أرجاء عالمنا العربي، وفِي كثير من دول العالم الاخرى”.
وأشار إلى أنّ للكويتيين “معزّة خاصة تجاه لبنان الشقيق وشعبه”: وأضاف: “الشعب اللبناني يدرك مدى محبّتِنا لهذا البلد، والتي نعبّر عنها بالتآزر والتعاون مع إخواننا اللبنانيين في المِحَن والصِعاب”.
وشدّد على أن “الكويت تتمسك بدعم المركز لكي يتمكن من الإستمرار في مهمته الإنسانية الكبيرة”. وذكّر “بمبادرات عدة لأمير الكويت في هذا المجال”، إذ “أعطى توجيهاته بتوفير كل مساعدة ممكنة للمركز”. وشكر لكل من الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية والصندوق العربي للإنماء الإقتصادي والإجتماعي في الكويت” “دوره الكبير في مساعدة المركز”.
ورأى أن “دعم القطاع الخاص الكويتي للمركز، لا مثيل له مع أيّ من الدول العربية الشقيقة الأخرى”، شاكراً “كلّ الأفراد والمؤسسات الخاصة التي لم تبخل يوماً في مساعدة المركز”.
وختم قائلاً: “إننا فخورون بكم وبدعم كل عمل إنسانيّ، ونعوّل كثيراً على كَرَمِكُم في جَعْلِ مركز سرطان الأطفال في لبنان قادراً على مواصلة عمله الإنساني الدؤوب. إن حياة الكثير من الأطفال الأبرياء أمانة في أعناقنا جميعاً اليوم، فلنساهم في إنقاذ هذه الأرواح البريئة من مرض فتّاك لا يرحم”.
شهادة حيّة
وتخللت الحفل شهادة حيّة للسيد ماهر قره عن تجربة ابنته سيبال في مركز سرطان الأطفال، فروى أن ابنته كانت في السنة الأولى من عمرها عندما أظهرت الفحوص وتشخيص الأطباء وجود ورم ضخم في رأس. وقال: “انتقلنا من الكويت إلى لبنان حيث أجريت لها ثلاث عمليّات كلّلت بالنجاح ولكن الورم كان خبيثاً وبحاجة إلى علاج وقيل لنا إن أفضل علاج موجود في مركز سرطان الأطفال”. وأضاف: “عندما بدأت سيبال العلاج في المركز، كنا في حال صدمة ولكن سرعان ما أدركنا فعلاً أنّ الله أنعم علينا بهذه العائلة الكبيرة والعناية والمحبة”. وشكر قرعة المركز وأفراده وكل الداعمين له “مما جعله مفتوحاً لكل باحث عن الأمل”.
راغب علامة
وأقيم الحفل برعاية شركة علي عبد الوهاب المطوع التجارية، المركز المالي الكويتي، بنك الخليج، شركة محمد عبد الرحمن البحر، شركة زين، البنك الكويتي الوطني NBK، شركة التقدم التكنولوجي، فور فست وشركة مجموعات فور فيلمز للطباعة، شركة Activate لتنظيم المناسبات، شركة اجيليتي، شركة طيران الشرق الأوسطMEA ، والشركة الوطنية العقارية.NREC
وتخلل الحفل مزاد علني أحياه هيو إدميدز، وشمل المزاد مجسّماً لمسجد محمد علي في القاهرة ومنبره، مصنوعاً من الخشب ومرصّعاً بالحجارة الكريمة، ولوحة على شكل حرف الألف كتبت في داخله آية الكرسيّ بالخط القرآنيّ، إضافة إلى اناء “بورسلين” من طراز القرن التاسع عشر، ولوحة للفنان اللبناني أسامة بعلبكي، و”بروش” عثماني الطراز من مجموعة سليم مزنّر.
وقدم الحفل الكاتب المسرحي سليمان البسّام واستمتع الحضور بعرض فني للسوبر ستار راغب علامة.

لمشاركة الرابط: