ماهر خير ، السفير و الشاعر الذي مثل لبنان في بلاد الإغتراب لسنوات طوال ، يشغل منصب قائم بأعمال سفارة لبنان في دولة الكويت .
ما من مناسبة كويتية أو لبنانية تقام على أراضي الدولة الا ويكون خير في مقدمة الحاضرين .
شاب أنيق محبوب من الجميع صديق مخلص ومضياف ، يعمل بتفان على أدق التفاصيل في النشاطات التي يقيمها في السفارة الواقعة في منطقة الدعيّة الراقية ، في إحدى ضواحي مدينة الكويت العاصمة .
موقعnextlb.com ، وعلى هامش زيارته لدولة الكويت ، التقى السفير خير في دردشة خاصة عن أوضاع الجالية والاستعدادات للإنتخابات في دول الإغتراب وتحديدا في الكويت ، وعن شخصية السفير الشاعر الذي نوه بأهمية دور أفراد الجالية اللبنانية في الكويت ، وبالمراكز التي يشغلونها بفخر واعتزاز منذ سنوات طويلة .
الدبلوماسي رفيع المستوى ، هو شقيق رئيس الهيئة العليا للإغاثة في لبنان اللواء محمد خير ، يعرف بدماثة أخلاقه ومتانة علاقاته مع أبناء الجالية ، ومدى اهتمامه بالسياسيين والدبلوماسيين وكل الشخصيات والزواراللبنانيين القادمين الى الكويت فضلا عن اهتمامه بالمثقفين من ادباء واعلاميين .
خيرالذي فتح قلبه للموقع وردّ على أسئلته ، تطرق الى العديد من المواضيع موضحا أن “عدد أفراد الجالية اللبنانية في الكويت يبلغ حوالي 45 الفا ، عدا اللبنانيين من حاملي الجنسيات الأجنبية ، بحسب إحصاءات رسمية ”
ويلفت الى أن “ما يقارب الفي شخص من أبناء هذه الجالية سجلوا أسماءهم في سجلات السفارة للإدلاء بأصواتهم في 27 نيسان أبريل الحالي للمشاركة في الإستحقاق البرلماني الذي سيجري في السادس من أيار المقبل على كافة الأراضي اللبنانية ، موضحاً أن الحماس لدى الجالية في الكويت لا يقل شأناً عنه في لبنان ، وأن الأمور اللوجستية لا تزال قيد التحضير بشكل متواصل ومستمر لتتم العملية الانتخابية على اكمل وجه .
السفير خير ، كاتب الكلمة الحلوة والذواقة يعرف عنه أصدقاؤه من أفراد الجالية في الكويت أنه لا يترك مناسبة في الدولة المضيفة الكويت إلا ويشارك فيها ، ولا يألو جهداً أو يتهاون في إقامة وإحياء المناسبات اللبنانية من وطنية وغيرها ، ويحتفي بها بإسلوبه الراقي والمميز ، و يقول أحد أفراد الجالية هناك ” يهتم بالترحاب بكل ضيف يصل الى الكويت من لبنان ، فهو المتواضع إبن لبنان الشمالي وتحديدا بلدة المنية ، يرافقنا في كل همومنا ، ويشرف على أدق التفاصيل في السفارة ، وفي المناسبات شخصيا “.
عن المهمة الدبلوماسية يقول السفير خير” انه عمل يتطلب الكثير من الجهد والمواكبة والتحضير والمطالعة المستمرة ومتابعة كل ما يدور في العالم من احداث كما يتطلب الكثير من العمل بضمير انساني متيقظ يقضي بتأمين راحة ابناء الجالية وتعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان والبلد المضيف .”وهذه المهمة أخذتني من الشعر المتأصل في داخلي منذ الطفولة فلم يعد لدي متسع من الوقت للكتابة، علما ان الدبلوماسية والشعر يتشابهان ويكملان بعضهما البعض من حيث ان الكلمة هي الاساس في مد جسور التواصل مع الآخر وفي بناء العلاقات الدبلوماسية والسياسية والثقافية وبالأخص الانسانية التي هي الأقوى والأبقى “.
“وعلى الرغم من انشغالي بالعمل الدبلوماسي” يضيف ” تبقى مخيلة الشاعر مخزنة للصور والأحاسيس والمشاهد التي نعيشها يوميا ولا بد لهذه المخيلة ان تتفجر لاحقا ولربما بعد شهر او سنة في قصيدة ما “.
السفير خير نظم وخلال مهمته في الكويت نشاطات مختلفة ومتعددة كثيرة منها الاسبوع الثقافي اللبناني في الكويت الذي تضمن مشاركة الاوركسترا الوطنية اللبنانية ومعرض لوحات تشكيلية لحوالي ثلاثين فنانا لبنانياً ومعرضاً للآلات الموسيقية التاريخية وعروض افلام سينمائية لبنانية ..
فهو اينما حل دائما يعرف عنه بانه لولب حركة ، ومحرك دائم لنشاطات في شتى المجالات وهذا ما تشهد له استراليا سواء في كانبرا او سيدني حيث شارك في المهرجانات التعددية الثقافية الوطنية ونوهت فيه وزيرة الثقافة الاوسترالية بربرا بيري.
ويعرف عن خير ان له رؤية جديدة بتقديم القصيدة وله تجارب في مسرحة الشعر اذ قدم على مسرح دار الاوبرا هاوس في سيدني استراليا وهو احد اهم المسارح في العالم ، عرضاً شعرياَ مسرحياَ تحت عنوان “نقوش حب عربية” اعتبره الاعلام والنقاد انذاك علامة فارقة في خريطة الشعر العربي، لا سيما انه اول شاعر لبناني وعربي يدخل هذا الصرح العريق في سيدني .
بدأ السفير خير مسيرته الدبلوماسية ” في باريس تحديدا في المندوبية اللبنانية الدائمة لدى الأونيسكو ثم انتقل بعدها الى القاهرة ومن ثم الى استراليا ، كما شغل منصب قائم بالاعمال في سفارات عدة منها المغرب وإسبانيا.
يؤمن السفير خير ” ان النجاح لا يمكن تحقيقه من خلال التركيز على جانب واحد بل يستلزم العمل في مختلف المجالات ” فلا استثناء للرياضة ولا للثقافة ولا للعلاقات الاجتماعية والاقتصادية ..”
ولطالما قام بإشراك افراد الجالية والشباب اللبناني بفعاليات رياضية كويتية مثل كرة السلة وكرة القدم ، ويحرص على المشاركة بالحضور في بطولات الفروسية وغيرها.
وتشارك السفارة في مهرجانات الفرنكوفونية بالتعاون مع المجموعة الفراكوفونية والمعهد الفرنسي في الكويت.
كما يحرص دائما على احياء الاعياد في السفارة ، كأعياد نهاية السنة واعياد الربيع (واعياد الام والطفل والفصح )، اضافة الى ليلة رمضانية .
خير الحريص على المشاركة في المناسبات الكويتية يقول عنها” هي واجب أخلاقي ودبلوماسي وإنساني ووطني ففي مناسبة الاعياد الوطنية الكويتية قامت السفارة بتنظيم حملة التبرع بالدم ،لصالح بنك الدم الكويتي ، وحملة بيئية لتنظيف احد الشواطئ الكويتية إضافة الى نشاطات اخرى ك تكريم الطلاب اللبنانيين المتفوقين في شهادة الثانوية العامة الكويتية “.
وعن علاقته بالجالية اللبنانية ، يشير الى أنها ممتازة داعياً وبإلحاح جميع أفراد الجالية لتنزيل تطبيق “leb.embassy” (السفارة اللبنانية في الكويت) على الهواتف لمتابعة أخبار ونشاطات السفارة تحت شعار “حمّل و ع حالك سهّل “.
وللسفير خير مؤلفات شعرية عدة منها ديوان “عارياً تحت الشمس ” عن دار الفارابي بيروت ، و” شمسٌ لقميص أزرق ” – دار الجيل القاهرة ، و”عصافير كُوبريِ قصر النيل “– دار ميريت القاهرة ، و”رقصة أخيرة فوق بحيرة كانبيرا”دار ميريت القاهرة و”ماذا أفعل بأجنحتي الآن “دار الفارابي بيروت وله البومات شعرية منها “بكاء الثلج ” وغيرها من الدواوين التي تحمل اسمه وترافقه أينما مثل لبنان .
خير عاش فترة من الزمن في فرنسا ، تنقّل بين طرابلس وبيروت وتولوز وباريس والقاهرة وسيدني وكانبيرا وقدّم العديد من الأمسيات الشعرية المبتكرة ، مستخدما الإضاءة والصوت والصورة وشارك في مهرجانات عالمية للشعر المعاصر ، ونال جوائز عدة في مهرجانات دولية ، وهو أول من صوّر القصيدة ، وله عدة قصائد مصورة منها ” رسائل سرية من بيروت ” ،” ستمزّق العصافير صدر السماء ” ، ونال عدة جوائز من مهرجان الأوسكار للاعمال المصورة في القاهرة .
حاورته -إكرام صعب
[email protected]