افتتح مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، بالتزامن مع اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، المستوصف الطبي الخيري التابع لدار الفتوى بالتعاون مع هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي في المملكة العربية السعودية وبدعم منها، في منطقة الكولا في بيروت، في حضور وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، القائم بأعمال السفارة السعودية الوزير المفوض وليد البخاري، الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في السعودية الدكتور حسن شحبر، رئيس المحاكم الشرعية السنية في لبنان الشيخ محمد عساف، رئيس مجلس عمدة المركز الصحي العام لدار الفتوى الدكتور انس مغربل، سفيرة النيات الحسنة في منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة تهامة بيرقدار ومفتين وقضاة شرع وممثلين لمنظمات إنسانية وصحية.
استهل الاحتفال بقراءة سورة الفاتحة على نية “التوفيق في افتتاح هذا المستوصف الصحي”، ثم ألقى مدير المركز الصحي العام التابع لدار الفتوى الشيخ محمود الخطيب كلمة موجزة شكر فيها لهيئة الإغاثة العالمية “تقديم العون والمساعدة لإنشاء هذا المستوصف الخيري والصحي والاجتماعي لمساعدة الفقراء والمحتاجين انطلاقا من التعاون المثمر والبناء بين الهيئة ودار الفتوى”.
موسى
وأشار مدير مكتب هيئة الإغاثة العالمية في لبنان عبدالكريم موسى الى ان “الهيئة تعنى بكل المساعدات الإنسانية في لبنان وما يجري على أرضها من احتياجات إنسانية تجاه اللبنانيين والنازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين لتخفيف معاناتهم وتقديم الرعاية الطبية”.
شحبر
وتحدث الأمين العام للهيئة عن “الهدف المنشود من تأسيس هذا المستوصف الصحي ليكون بلسما شافيا ويدا حانية للبنانيين والنازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، والهيئة لم تدخر جهدا في تنفيذ برامج ومشروعات التنمية المستدامة وتوسيع نطاق شراكاتها لتحقيق أهدافها وخدمة المستفيدين منها، وهي تعتني على وجه الخصوص بجانب الإغاثة الصحية اهتماما بالغا وساهمت في إنقاذ حياة الملايين من البشرية”.
دريان
وألقى مفتي الجمهورية كلمة قال فيها: “نقوم اليوم بافتتاح هذا المركز الصحي بشراكة كاملة بين دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، هذا الأمر إن كان يدل على شيء إنما يدل على متانة العلاقة بين دار الفتوى والسفارة السعودية في بيروت والمؤسسات الاجتماعية والإنسانية في المملكة العربية السعودية وفي مقدمتها رابطة العالم الإسلامي، فهي علاقة ضاربة في جذور التاريخ ومتينة وقوية جدا. هذا المستوصف الخيري الإسلامي أنشىء في منطقة مركزية من بيروت، منطقة تتوسط كل الأحياء السكنية، وهذا المركز سيقدم الخدمة الطبية والصحية، وأيضا العلاجية لقسم كبير جدا من أبنائنا المحتاجين، سواء كانوا لبنانيين او فلسطينيين او سوريين أو من جنسيات أخرى مقيمين في بيروت أو في كل لبنان، وسيكون لهذا المستوصف دور فعال في منطقة الطريق الجديدة والمناطق المحيطة بهذا الموقع، وبالطبع سوف تكون لنا رعاية وإشراف ومتابعة لأعمال هذا المركز”.
أضاف: “هذا المركز الجديد والمستوصف الجديد ينضم إلى سلسلة المراكز التي تم إنشاؤها في دار الفتوى، هناك في الطريق الجديدة مستوصفان لصندوق الزكاة، ولدينا أيضا في منطقة عائشة بكار مركز صحي فاعل وعامل، ولنا أيضا مستوصفات على نطاق مساحة الوطن، هذه المستوصفات كلها في خدمة الفقراء والمحتاجين والأيتام من أي جنسية كانوا، ونحن عندما نقوم بهذا العمل نقوم به مرضاة لرب العالمين الذي يأمرنا بإعانة الفقراء وإعانة المساكين والوقوف بجانبهم لأن العلاج أو إعطاء اللقمة للفقير يجب ألا نسأل من هو هذا الشخص الذي نعينه بالإغاثة أو الإطعام أو الصحة. غاية الأديان السماوية هي المحافظة على الإنسان ومساعدته ورفع الضرر عنه وجلب الخير له، وهذه مهمتنا في هذه الحياة”.
وتابع: “افتتاح هذا المستوصف الصحي الإسلامي الخيري يأتي اليوم عشية الاحتفال بالعيد الوطني السعودي، وفي هذه المناسبة أقول ان هذا الافتتاح إنجاز مع إنجاز العيد الوطني السعودي، ونقول للمملكة العربية السعودية ان احتفاءنا نحن كلبنانيين بالعيد الوطني يأتي ضمن سلسلة العطاءات والمبادرات التي تقوم بها المملكة العربية السعودية برعاية وتوجيه وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله تعالى، وتوجيهات ولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان سدد الله تعالى خطاه. وأتوجه للشعب السعودي بمناسبة العيد الوطني بالقول: ألف تحية لك أيها الشعب الصادق والشقيق، من بيروت ، من لبنان، بهذا العيد الوطني الكبير للمملكة العربية السعودية، سنبقى دائما إلى جانب المملكة العربية السعودية لأنها كانت ولا تزال وستبقى إن شاء الله تعالى إلى جانب لبنان واللبنانيين”.
وختم دريان: “تقدم هذه المملكة كل الخير وكل المبادرات المادية والمعنوية والسياسية لشعب لبنان دون تفرقة بين فئة لبنانية وفئة أخرى، هذه العلاقة الطيبة بين لبنان والمملكة العربية السعودية نحن نحافظ عليها بجفون العيون، هذه المملكة عزيزة على قلوبنا جميعا، وإلى مزيد من التقدم والأمان والاستقرار والازدهار لها بفضل الرعاية الكريمة والتوجيه الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومن ولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان، وأوجه تحية أيضا إلى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وأقول له: اتفقنا على المشاركة في الأعمال المتنوعة الخيرية والإسلامية والاجتماعية، وهذه أولى مبادرات هذا التعاون المستقبلي بإذن الله تعالى”.
ثم قدم شحبر لدريان والمرعبي والبخاري وبيرقدار دروع هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، وجال الجميع في أرجاء المستوصف مطلعين على تجهيزاته الطبية من الأطباء والعاملين فيه.
وقبيل افتتاح المركز استقبل دريان في دار الفتوى شحبر يرافقه موسى في حضور مغربل والخطيب، وكان بحث في تعزيز التعاون والتنسيق بين الهيئة ودار الفتوى في المجال الرعائي والإغاثي واتفق على مزيد من تقديم المساعدات عبر دار الفتوى للمحتاجين والفقراء اللبنانيين والنازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين.
بعد ذلك أقيم غداء تكريمي في الدار.
وطنية