خاص – nextlb
عند ميناء “جل البحر” للصيادين على كورنيش المنارة وقرب مسبح الجامعة الأميركية في بيروت ، يلفت نظر هواة رياضة المشي اليومي طائر بجع عملاق بحال سيئة ، يمشي ببطء وبجانح مكسور يتدلى الى أسفل ، نسأل أحد مسؤولي الميناء الذي يستضيف الطائر فيقول :
“في الحقيقة هما طيران من البجع وليس واحداً فقط ، فهناك طائر ثان يقبع في الزاوية مكسور الأرجل ، حملهما أحد الصيادين في الميناء من على وجه الماء من داخل البحر وسط أمواج عاتية كانا يقاومانها ، منذ أكثر من عام ، في جسم أحدهما إصابة بالغة بالرصاص في عظم الجنح ، والآخر مصاب بطلق ناري في الأرجل ، وكلاهما لن يستطيعا الطيران مجدداً بعد الآن للأسف” .
ويتابع بأسى “نقوم بالإعتناء بهما وإطعامهما من غلة البحر من الأسماك الطازجة عدة كيلوغرامات يومياً وهو غذاؤهما الوحيد ، وقد أجرينا العديد من الإتصالات مع بعض الجمعيات التي تهتم بالحيوانات والطيور ولكنها لم تفلح لحينه في المساعدة ، ووضع هذين الطيرين الصحي سيء بالرغم من الإهتمام بهما “.
ويضيف “قد خصصنا مؤخراً صندوقاً صغيراً في الميناء للدعم لشراء الطعام لهما فهما للأسف لن يستطيعا الطيران مجدداً لثقل الوزن وبسبب الكسور في الأجنحة من جراء إطلاق النار عليهما وهما يمران في سماء لبنان في الطريق الى إفريقيا في فصل الخريف وفي رحلة العودة منها الى أوروبا صيفاً.”
من يقنع بعض ضعاف النفوس من اللبنانيين أن هذه الطيور المهاجرة في سماء لبنان ليست هدفاً للتسلية بإطلاق النار عليها وقتلها ، وقد تلقى لبنان عبر سفارات العديد من الدول الأوروبية مناشدات متعددة بعدم قتلها خلال رحلتها الأزلية وهي تمر فوق لبنان ولكن دون جدوى للأسف ، عسى حالة هذين الطيرين المحزنة تكون رادعاً للبعض فتمنعهم من قتل هذه الطيور الجميلة المسالمة المهاجرة وهي تعبر سماءنا منذ آلالاف السنين !
عاطف البعلبكي
[email protected]
عدسة nextlb.com