احتفلت محمية أرز الشوف بمرور خمسة أعوام على وصول أول قطيع من وعل الجبل (الوعل النوبي Capra nubiana) إلى لبنان في إطار عملية إعادة هذا الحيوان الجميل إلى غابات لبنان، بعد غياب دام أكثر من مئة عام.
وقال مدير محمية الشوف للمحيط الحيوي نزار هاني: “استقدمنا مجموعة مكونة من 12 رأس من حيوانات الوعل النوبي من الأردن، وقمنا بوقت سابق بعملية تقييم واسعة ودراسة حول إعادة إدخاله في إطار خطة إدارة مشروعBioconnect ، المُنّفذ من محمية أرز الشوف بالتعاون مع مؤسسة أويكوس الإيطالية، وخلال هذه السنوات تكاثر وازداد عدده ليصبح 26 وعلاً، فقمنا الأسبوع الماضي بنقل مجموعة صغيرة من مسيّج عانا إلى مُسيّج بلدة الخريبة، بهدف مراقبة الوعل، وتفادياً لأية أمراض قد تصيبهم، وللعمل على تكاثره على أمل أن يتم اطلاق أول مجموعة في الطبيعة في الربيع المقبل “.
وأشار هاني إلى أن “هناك مشاريع ونشاطات ومبادرات عدة ومتنوعة، نتابعها ونقيمها وندرسها في محمية أرز الشوف، وتندرج هذه الخطوة ضمن خطة إعادة تأهيل النظم الايكولوجية وإدارة محمية أرزالشوف، بمبدأ إدارة المشهد الطبيعي بشكل متكامل، وبهدف التنمية الإجتماعية والبيئية والإستدامة والإقتصاد الدائري، ومن هذه المشاريع إعادة الوعل النوبي الذي انقرض منذ أكثر من قرن، نتيجة الصيد الجائر وتدمير موائله الطبيعية، وهو أحد هذه المشاريع العلمية الهامة وهو أول المشاريع العلمية في لبنان التي تستعيد حيوانا انقرض من لبنان، ويتجه المشروع لاستعادة التنوع البيولوجي، والدورة الإيكولوجية السليمة في المنطقة، وتوعية المواطنين حول أهمية المحافظة على الطبيعة والتنوع البيولوجي والأنظمة الإيكولوجية، ودراسة مستفيضة حول دور هذا الوعل في النظام الإيكولوجي”.
الوعل جزء من الدورة الإيكولوجية
وعن إمكانية أن يؤدي وجود الوعل إلى أضرار بالمحمية لجهة الرعي الجائر فضلا عن وقوعه فريسة لحيوانات لاحمة، قال هاني: “إن هذا الوعل، وخلافاً للماعز الذي يرعى بصورة جائرة، يساهم في الرعي وتنظيف الأحراج، ما يساهم بتجدد الغطاء النباتي بصورة صحية، والوقاية من الحرائق، كما أنه جزء من الدورة الإيكولوجية الطبيعية في المنطقة، حيث يعتبر غذاءً للحيوانات المفترسة من ذئاب وابن آوى وغيرها، وهذا يمكن أن يساعد على الإنتقاء الطبيعي لجهة بقاء الأقوى بنية منها، فضلا عن ضبط الأعداد بصورة طبيعية”.
وأكد أن “نجاح المشروع يحتاج إلى التعاون الوطيد مع السكان المحليين، وسوف تسعى إدارة المحمية إلى إشراك المجتمع المحلي بنشاطات متنوعة تهدف إلى زيادت الوعي عن اهمية هذا الحيوان الجديد في النظام الايكولوجي، والحفاظ عل الأنواع، فضلاً عن إصدار إرشادات عامة للسكان والسياح لتأمين سلامة وعل الجبل، لجعل السياحة مستدامة وتنسجم وتتماشى مع المحافظة على التنوع البيئي”، مشيراً إلى أنه: “ستحدد أعمال المراقبة والبحث العلمي، تاريخ المرحلة الأخيرة من هذه العملية، ألا وهي إطلاق الوعل الجبلي في الطبيعة”.
وتابع: “مع امتناننا الى دعم الإتحاد الأوروبي في تنفيذ هذا المشروع، نتوجه بالشكر إلى كل من ساهم في إنجاح هذه العملية: صندوق الامير برنارد للطبيعة، صندوق محمد بن زايد لحماية الأنواع، العميد كارلوس إده والسيد فؤاد ناصيف، بلدية الخريبة، والطبيب البيطري جرجي معاصري، بالإضافة إلى جامعة البلمند التي ساعدت في تأمين بندقية البنج”.
المصدر : وطنية