سد المسيلحة في طور الإكتمال بقدرة إستيعابية تبلغ 6 ملايين متر مكعب للري والشفة

خاص – nextlb
من يمر في هذه الأيام من أمام قلعة المسيلحة في البترون بإتجاه طرابلس وشمال لبنان ، تطالعه أعمال إنشاءات عملاقة ورافعات ضخمة ، ونقل صخور وجدران خرسانية خلف القلعة التاريخية التي يمر تحت أقدامها نهر الجوز الذي ينبع من كفرحلدا في منطقة تنورين ، ويصب في البحر الأبيض المتوسط قرب مدينة البترون ، وهذه الإنشاءات التي أصبحت في طور الإكتمال هي لسد المسيلحة ، وهو من سلسلة سدود كان يجب أن تقام منذ سنوات عديدة للمحافظة على مياه الأنهار اللبنانية التي تصب في البحر . وهذه هي حال نهر الجوز الذي يتدفق بغزارة في هذه الأيام متجهاً بسرعة نحو البحر مع بعض الإستفادة المحدودة في مياه الشفة والري في أراضي البترون الزراعية وبساتينها ، ويبلغ طول النهر حوالي 38 كيلومترا ، ويغذي قضاء البترون بمياه الشفة والري كما يتميز طول مجراه بالثروة الحرجية الكثيفة على جانبيه ، وتقع على الضفة اليمنى لنهر الجوز قلعة المسيلحة الأثرية جنوب منطقة رأس الشقعة.


مشروع السد
ويهدف مشروع سد المسيلحة على نهر الجوز، إلى تأمين مياه إضافية للشفة والزراعة . وتُقدّر الكميات التي سيؤمنها مستقبلياً بحوالي 30 ألف متر مكعب يومياً، وهي تشكل الحاجات الإضافية في الأعوام ما بين 2035 و 2040. كما يساهم في دعم ري مساحة 1500 هكتار من المساحات الصالحة للزراعة والمروية حالياً جزئياً في ساحل البترون من مصادر مياه غير كافية في البترون وساحل الكورة.
ويبلغ طول السد الإسمنتي المدعم بالصخور والجدران الخرسانية 450 متراً وإرتفاعه 35 مترا، وستتمكن البحيرة الكبيرة التي ستنشأ خلفه من حجز ستة ملايين متر مكعب من المياه ومن المتوقع أن تنتهي الأعمال به خلال فترة وجيزة ، علما بأن الأعمال الخرسانية شارفت على الإنتهاء ، وكذلك النفق الذي يمر أسفل السد ، والذي يمر فيه مجرى نهر الجوز حتى هذه اللحظة ، وهذا المجرى سيكون من المكن إقفاله آليا لحجز مياه النهر خلف جدار السد الكبير .

قلعة المسيلحة
وعندما نتكلم عن نهر الجوز فهذا يدفعنا الى التعريف بقلعة المسيلحة التاريخية التي ترتفع على ضفته فوق تلة عالية منذ القرن السابع عشر على الأرجح (صارت حالياً خارج جسم السد طبعاً) ، ولا يوجد حتى اليوم إجماع على تاريخ بناء هذه القلعة، لكن من المرجح أن بناءها يعود للقرن السابع عشر بسبب التقنيات المستعملة للبناء. ويعتقد أن البناء يعود لأيام الأمير فخر الدين المعني، والبعض يرجعه إلى فترة ما بعد أيام الايوبيين لمواجهة الصليبيين. وهي قلعة تاريخية تقع قرب بلدة حامات اللبنانية، وهي معروفة لدى اللبنانيين إذ كانت مطبوعة على ورقة النقد من فئة 25 ليرة التي كانت متداولة قبل الحرب الأهلية اللبنانية. ويعني اسمها المكان المحصّن حيث كانت تستعمل للأعمال العسكرية والدفاعية.
وبعد إهمال طال القلعة منذ سنوات الحرب ، كانت القلعة من الأثار المهددة بالزوال بسبب غياب المراقبة وأعمال الترميم وخصوصا بسبب قيام كسّارات بجانبها خلال فترات متباعدة وخلال الحرب الأهلية . وبعد تدخّل الدولة في عام 2007، تم إغلاق الكسارات، واستحدثت بعض الأعمال وقامت بإضافة اللوحات التوجيهية وإدراجها إلى قائمة وزارة السياحة للأماكن السياحية في لبنان. والجدير بالذكر أنّه حتى الوقت الحالي تبقى القلعة مفتوحة مجانا للزوّار وتضاء ليلاً لتشكل لوحة جمالية ظاهرة للعيان قبل دخول زوار شمال لبنان في نفق شكا الذي لحسن الحظ لم يعد مظلماً بعد إنارته مؤخرا .
الصور بعدسة nextlb
[email protected]

لمشاركة الرابط: