نظّم المجلس الوطني للبحوث العلمية، اليوم في السراي الكبير، المؤتمر الدولي لمناسبة مرور عشر سنوات على اطلاق مشاريع البحوث البحرية-المركب العلمي “قانا” برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثّلا برئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة.
خلال حفل الافتتاح، قال ممثل رئيس مجلس الوزراء الرئيس السابق فؤاد السنيورة “أن يصبح لدى لبنان وسائله التي تساعده في مجال الأبحاث والحماية البيئية لرصد التغيرات البيئية والتحولات المناخية واستكشاف قاع البحر في المناطق البحرية المتاخمة لحدوده البرية، هو تطوّر إيجابي وواعد وأمر بالغ الأهمية”.واضاف السنيورة ان إطلاق “برنامج البحوث قانا” المستند إلى دعم كريم ومقدر من الحكومة الإيطالية،شكّل اختراقاً علمياً مميزاً في البحوث البحرية ومنهجيتها وآفاقها التي قام بها لبنان خلال السنوات العشر الماضية”.
ذكّر أمين عام المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور معين حمزه بالمشاريع المنجزة بواسطة مركب “قانا” خلال عشرة أعوام باياد لبنانية كفوءة ومنها:رسم خريطة قعر البحر قبالة الشاطئ في بيروت وجونيه وطرابلس وصيدا وصور،دراسة التيارات البحرية ونمذجة موجات المدّ البحري وتغيرات مستوى البحر المرتبط بشبكة الانذار المبكر لموجات التسونامي، تحديد مواقع ينابيع المياه العذبة الموجودة داخل البحر في الشمال والجنوب، دراسة المواقع الأثرية المغمورة في صيدا وصور وأهميتها التاريخية والجيولوجية للتعرف على مراحل تطور الشاطئ اللبناني وغيرها.
وقال حمزه أنه لم يعد ممكنا الركون الى مقولة “اعمل منيح وكب بالبحر”، اذ حان الوقت لوضع رؤية وتنفيذ مشاريع ضرورية واساسية لتحقيق مصالحة بين اللبنانيين وجارهم على الحدود الغربية وبناء علاقات مبينة على المنفعة والاحترام المتبادل. واضاف حمزة ان مشروع قانا حظي بدعم سلطة الوصاية الممثلة بدولة رئيس مجلس الوزراء، وبدعم متواصل من الحكومة الايطالية، وعهد اليه تنفيذ عشرات المشاريع الممولة من منظمات دولية ومنها: بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان والمشاريع اليورو-متوسطية، المؤسسة الزراعية المتوسطية في باري-سيام، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة-الفاو، ومؤسسة هونور فروست فاندوشين في المملكة المتحدة، ومجلس البحوث العلمية في ايطاليا، ومنظمة أكوبامس، ومشاريع سيدر ومسيترال وانفي ميد.
واشار السفير الايطالي في لبنان ماسيمو ماروتي الى ان” التعاون الايطالي في لبنان ينفذ مبادرات من شأنها أن تسرّع اكتساب القدرات المفيدة لتعزيز التنمية المستدامة. يساعد مركب قانا على حماية البيئة في لبنان. يمكن أن يحقق تحسين معرفة النظم الإيكولوجية البحرية الساحلية اللازمة لتعزيز الإدارة الساحلية المناسبة، فؤائد اقتصادية واجتماعية هامة للمجتمعات والمدن، بما في ذلك خلق فرص عمل”.
ولفت ممثل رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان خوسيه لويس فينويزا الى أن الاتحاد الأوروبي وايطاليا يفتخران بدعم هذا المشروع خصوصا “أننا نتشارك البحر نفسه، الذي يشكّل أرضية تبادل بين الثقافات والشعوب والحضارات”. ولحظ فينويزا أهمية المركب في جمع البيانات الاساسية وتحليلها، وفي تحديد مخاطر التلوث والميول السلبية التي تؤثر على البيئة،و في تطوير سبل مواجهة التلوث و تحسين ادارة الموارد الساحلية في لبنان.
وفي كلمته، شدّد رئيس مجلس البحوث الايطالية ماسيمو انغوزيو على ان المركب العلمي قانا يجسد التعاون العلمي بين لبنان وايطاليا خصوصا ان البحوث العلمية هي جزء أساسي في الشراكات بين البلدين اللذين يساهمان في تعزيز الاقتصاد الأزرق في منطقة البحر المتوسط في ظل تحديات الاستدامة الاقتصادية وحفظ التنوع الحيوي والبيولوجي.
و تكلّم مدير المؤسسة الزراعية المتوسطية في باري-سيام مورسيو رايللي عن قصة مركب قانا، الذي تغيّر اسمه من ” ROSA MARINO” الى “قانا” ورسا في القاعدة البحرية في بيروت في كانون الأول 2008. ليشكّل،بعد ذلك، تجربة رائدة في البحوث البحرية وفي الشراكة بين لبنان وايطاليا. واضاف رايللي ان التعاون مع لبنان مستمرّ لاطلاق مشاريع أوروبية جديدة تضمّ الخبرات اللبنانية المميّزة والمؤسسات العلمية الايطالية.
تناولت فعاليات المؤتمر العلمي محاور عدة حول البحر المتوسط، والخصائص الفيزيائية والجيولوجية، وخرائط البحر والقوانين المرعية الاجراء، ومواجهة الكوارث. كما عالج المشاركون في المؤتمر علوم الأحياء البحرية، وخطط التنمية المستدامة، وتحديات الانماء البيئي، والسياسات البحثية المرتبطة بالنظم البحرية والمجتمعات الساحلية. واستضاف المؤتمر خبراء متخصصين من بلدان عدة: ايطاليا، فرنسا، اليونان. وشارك فيه باحثون وخبراء من الوزارات، والمؤسسات المعنية والجامعات اللبنانية.
نبذة عن مشاريع البحوث البحرية-المركب العلمي قانا
في العام 2009، منحت الحكومة الايطالية المجلس الوطني للبحوث العلمية المركب العلمي قانا. ما ساعد الباحثين العلميّين، وبطريقة فعّالة، باجراء دراسات مرتبطة بعلوم البحار والمحيطات.
قام الفريق العلمي للمركب بدراسات وبحوث علميّة حول محاور عدة ومنها: الثروة السمكية في لبنان، مواجهة الاسماك الغازية، توثيق حركة مياه البحر، دراسة الترسبات البحرية وخصائص مياه البحر.كما ساهم المركب، وللمرة الأولى، بوصف المناظر الطبيعية المغمورة مقابل مدينتي صيدا وصور وبدراسة الينابيع البحرية.
منذ عشرة أعوام وحتى اليوم، ساهم المركب قانا بانجاز أربعة مشاريع ضخمة مرتبطة بالتنمية المستدامة لبحر لبنان، وبتطوير البيئة البحرية اللبنانية في خدمة حاجات المجتمعات الساحلية، وبعلوم الآثار البحرية في مدينتي صيدا وصور، وبدراسة متعدّدة التخصصات حول البيئة البحرية اللبنانية. وتم تحضير 16 اطروحة دكتوراه حول مهام المركب، ونشر 20 مقال علمي في مجلات علميّة محكّمة. واطلق المجلس فيلما وثائقيّا عن المركب بعنوان “لبحر لبنان” يتناول انجازات المركب والشراكات العلمية التي نجح بتفعيلها.
من جهة أخرى، يسمح المركب بالانضمام الى برامج علميّة اقليمية، وأوروبية وعالمية، وبتطوير مفاهيم بحرية مرتبطة بالنموّ الاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات الساحلية اللبنانية، وبتنفيذ دراسات حول التلوث المرتبط بأنواع البلاستيك، وحول تقييم المخاطر البيئية لآليات استخراج البترول في لبنان وفي شأن أثر التغير المناخي على الانظمة الايكولوجية البحرية والساحلية.
المصدر- خاص
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More