هل تنجو القناطر التراثية من هجوم الأبراج الإسمنتية في بيروت؟

تلفت نظرالمارة هذه القناطر المعقودة على الطراز العربي مقابل المتحف الوطني في بيروت الذي يزيد من رونقها وأناقتها ؟
ثلاثة طوابق بشرفات نصف دائرية تشكلها قناطر بعقود محمولة على أعمدة أسطوانية مزدوجة ، منحوتة من حجر أصلي “مقصوب” على الطريقة الجبلية ، تنقلك بثوان معدودة إلى بلدات تراثية ، قد تكون في ضهور الشوير أو برمانا أو بحمدون وعاليه .

هل يصمد هذا البناء الأنيق التراثي أمام زحف الأبراج الإسمنتية الذي يتمدد من تلة الأشرفية المجاورة نزولا بإتجاه المتحف ؟ هذا الزحف الإسمنتي البشع والجشع ، الذي ابتلع وما زال يبتلع أبنية بيروت التراثية الواحد تلو الآخر، لترتفع مكانها طوابق عدة الى عنان السماء حاجبة الضوء عن البيوت المجاورة ، ومشوهة المنظر العام الذي ميز بيوت العاصمة بيروت منذ عشرينيات القرن الماضي .

تخسر بيروت الكثير من رونقها وألقها إذا خسرت هذه الأبنية التي تحفظ ذاكرة المجتمع البيروتي منذ عقود عدة . ولا توفر القوانين المرعية الإجراء الحماية الكاملة للأبنية التراثية من معاول الهدم والزوال وسط تقاذف المسؤولية بين الجهات المعنية ، في جو محموم من الجشع والطمع ناتج عن ارتفاع أسعار العقارات الذي يغري أصحاب العقار بالبيع تمهيددا للهدم وبناء الأبراج ذات الشقق الفخمة .
عاطف البعلبكي
[email protected]

لمشاركة الرابط: