استضاف منتدى حوار بيروت في منزل النائب فؤاد مخزومي في بيت البحر، رئيس لجنة الطوارئ الحكومية الوزير ناصر ياسين، في جلسة خُصصت لبحث تداعيات النزوح جراء العدوان الاسرائيلي على لبنان.
الجلسة حضرها الى جانب النائب مخزومي رئيس تحرير جريدة «اللواء» صلاح سلام والدكتور فوزي زيدان والقاضي الشيخ أحمد درويش الكردي وعضو مجلس بلدية بيروت المهندس محمد سعيد فتحة وحشد من الفاعليات الطبية والاقتصادية والاجتماعية ورجال الدين والمخاتير.
اللقاء أُفتتح بكلمة ترحيبية من مدير مؤسسة مخزومي سامر الصفح الذي أشاد بمناقبية وشفافية الوزير ياسين والجهد الذي يبذله في هذه المرحلة، من خلال مهامه كرئيس للجنة الطوارى الحكومية التي تعالج تداعيات النزوح.
وعرض الصفح لجدول الأعمال المخصص لمناقشة الهواجس والرؤى والمعالجات التي يجب ان تترافق مع مسألة النازحين وتأثيراتها على بيروت وأهلها وسبل حلها.
مخزومي
النائب فؤاد مخزومي اعتبر في كلمته أن الوزير ياسين يقوم بالدور المطلوب رغم المعوقات وظروف الحكومة الحالية التي لا تخفى على أحد.
وأكد مخزومي انه في المرحلة الماضية كنا نجهد ونؤكد على ضرورة تنفيذ القرار 1701، ولكن للأسف الحرب وقعت وتوسعت.
وعرض لملف المساعدات وحجمها التي يتلقاها لبنان، وتطرق الى ضرورة ايجاد مراكز ايواء وفتح مدارس خارج بيروت لاستيعاب النازحين ودراسة الحلول المناسبة لاستدراك العام الدراسي، وهذا التوجه تم مناقشته مع وزير التربية عباس الحلبي.
وحذر مخزومي من مغبة تخصيص بعض المساعدات لبعض الاحزاب وحصرها في مجلس الجنوب وتغييب دور الدوائر والمؤسسات المختصة، مُعتبراً ان المطلوب المزيد من الشفافية فيما خص المساعدات، ولاحقاً في مسائل اعادة الاعمار، متمنياً على الوزير ياسين العمل بكل شفافية، وداعياً الى توفير مساكن قريبة من مساكن النازحين لتخفيف الضغط عن العاصمة.
سلام
رئيس تحرير جريدة «اللواء» سلام اشاد بدور الوزير ياسين الذي هو موضع تقدير لشفافيته وفعاليته،ورغم المعوقات وقلة الامكانيات وحجم الازمة الكبير وواقع الدولة فهو يعمل باخلاص لمواكبة تداعيات النزوح.
أضاف سلام: ” أهل بيروت اثبتوا انهم «أُم الولد» وهم الاخوة الكبار لكل اللبنانيين، وقد ترفعوا عن الطائفية والمذهبية في مواجهة تداعيات هذه النكبة الوطنية. وهم في هذه المرحلة يتحملون الكثير في مسألة النازحين “، مؤكدا أن ” أهل بيروت يعتبرون قضية فلسطين قضيتهم، ورغم معارضتهم المبدئية للإنزلاق إلى حرب مفتوحة مع العدو فهم يتحملون تباعتها.”
وشدد سلام على ضرورة المطالبة بوقف الحرب لان اطالة امدها سينتج عنه تداعيات كارثية على مختلف المستويات.
ياسين
وزير البيئة ناصر ياسين عرض بإسهاب للواقع الذي يمر به لبنان جراء العدوان الاسرائيلي، مبدياً خشيته من ارتفاع وتيرة الحرب، محدداً حجم الدمار واعداد الضحايا، ومخلفات الحرب التي بلغت مائة مليون طن من الردميات.
وعرض لاحصائيات تموضع النازحين ومراكز الايواء في مختلف المناطق عموما، وفي بيروت خصوصا، وتحديداً فيما يسمى بيروت الغربية التي تحتضن الحصة الاكبر من النازحين.
وشرح الوزير ياسين لخطة عمل لجنة الطوارئ الموضوعة مبيناً انه عند وضعها لم تتوفر لها ميزانية وترافق ذلك مع نقص في الكوادر البشرية.
وكشف الوزير ياسين ان “هناك عدم ثقة من المنظمات الدولية بالدولة اللبنانية ولكن جسور الثقة يجري اعادتها ”
وشكر ياسين الجهات المانحة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومصر وتركيا والاشقاء والاصدقاء لمساعداتهم المرسلة الى لبنان لمساعدة النازحين، مبديا خشيته من اطالة عمر الحرب وسط الحديث الى استمرارها لفصل الربيع المقبل، وقال ” سنمر بفصل الشتاء الذي يحتاج الى أعباء اضافية في حال استمرار الحرب على النازحين والذي يقتضي الواجب توفير كل الخدمات والمستلزمات لهم لحين العودة الى منازلهم، وهذا يفرض على الجميع تحدٍ كبير لتوفير هذه المستلزمات وخصوصا الاساسية منها.”
وختم الوزير ياسين:” من المهم ان تصدر كل القرارات المتعلقة بمسألة النزوح من السرايا الحكومي لان صدورها من هناك فيه اشارات واضحة أن الدولة سائرة نحو بناء اجهزتها “، مؤكدا أنه يجب المحافظة على مرافق بيروت وهو ما تعتمده اجهزة الدولة التي كان لديها الاصرار على ذلك وتم ترجمته من خلال بقاء الكورنيش البحري لكل الناس، وذلك في خطوة رمزية رغم ان بقعة الكورنيش صغيرة اذا ما قيست بحجم مأساة الوطن.”
حوار ومداخلات
تم فتح باب المداخلات التي تولى الوزير ياسين والنائب مخزومي الاجابة والرد عليها والتي تركزت على مسألة تداعيات النزوح.
الدكتور فوزي زيدان اعتبر ان الوحدة الوطنية في بيروت جسدها اهلها، وانه كان المطلوب ان تتحمل المنطقة الشرقية جزء من الحمل وخصوصا المدارس الواقعة فيها، والتي للاسف أقفلت أبوابها في وجه النازحين المدنيين، متمنيا النصر للمجاهدين في الجنوب الذين يواجهون العدوان الغادر على لبنان.
القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي شدد على ضرورة ان يكون التهجير الحاصل حالة مؤقتة وليس دائمة، وتوفير السبل لارساء هذا الواقع حتى انتهاء الحرب.
عضو مجلس بلدية بيروت المهندس محمد سعيد فتحة عرض تحرك بلدية بيروت في حل ازمة السير والمواقف وركن السيارات.
زياد عيتاني عرض لحجم المشكلات القائمة الناتجة عن النزوح، مشددا انه نتيجة لهذه المشكلات برزت شخصيات واكبت هذه المشكلات وهي فرصة ذهبية لهذه الشخصيات للتأكيد ان أبناء بيروت يواجهون المصاعب، متوقفاً عن بعض اللجان التي شكلت لتواكب عمل لجنة الطوارئ، محذرا من تجيير المساعدات لجهات سياسية.
وناقشت مداخلات المشاركين في اللقاء الهواجس التي تعيشها بيروت وزحمة السير وتلافي حصول الاشكالات والهدر في موضوع الوجبات الساخنة وتلافي حصول تراكم للنفايات في شوارع بيروت
وصدر عن المنتدى في نهاية الجلسة بيان تضمن القرارات التالية:
1- الإشادة بمقررات القمة العربية الإسلامية التي انعقدت في المملكة العربية السعودية، وبالموقف العربي والإسلامي الوحيد الذي جسدته المملكة بدعم لبنان وغزة لوقف إطلاق النار.
2- الإشادة بالمساعدات التي قدمتها كل من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية، وقطر، ومصر والكويت والأردن وباكستان للبنان، وهي إن عبرت عن شيء فإنما تعبر عن اهتمام العالم العربي والإسلامي والدولي بلبنان.
3- تثمين المواقف التي أطلقها النائب مخزومي بعد لقائه كلاً من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، لافتين إلى أن مخزومي يجسد الروح الوطنية التي تمتلكها بيروت وتفخر بها.
4- استنكر المنتدى خطة وزارة التربية لنقل طلاب بيروت إلى مدارس خارج مناطقهم، لما يمثل ذلك من أعباء مالية إضافية على العائلات المتعففة، مطالبين الوزير بالتراجع عن هذه الخطة.
5- طالب المنتدى وزير الداخية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة أزمة السير الخانقة في العاصمة.
المصدر : اللواء