تدمري ل nextlb : الأثر النبويّ الشّريف في الجامع المنصوريّ من أثمن الموجودات الإسلامية في لبنان

نظّمت دار الفتوى في طرابلس والشمال مراسم الزيارة الأثر النبويّ الشّريف في الجامع المنصوريّ الكبير وذلك عقب صلاتيٌ الفجر والعصر من يوم أمس الجمعة ، بدعوة من دار الفتوى في طرابلس والشمال وبحضور المفتي الشيخ محمّد إمام وبتنظيم من جمعية الكشّاف المسلم في لبنان للتبرك والصلاة على الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام .
وفي لقاء مع رئيس لجنة الآثار والتراث والسياحة في بلدية طرابلس الدكتور خالد عمر تدمري نوه بأهمية “غرفة الأثر الشريف” الموجودة في المدينة، والتي خضعت للترميم بإشرافه ، وقال ل nextlb ” بالتعاون مع دار الفتوى، قمنا كلجنة آثار وتراث في بلدية طرابلس بوضع تصميم لإعادة ترميم غرفة الأثر النبوي الشريف الواقعة داخل الجامع الكبير، والتي تحولت إلى متحف إسلامي صغير، واستحدثت خزانة رخامية تحفظ فيها شعرة من لحية الرسول الكريم محمد، وهي أثمن الموجودات الدينية الإسلامية في لبنان كله “.
وأشار إلى أن “السلطان عبد الحميد أهداها إلى أهالي طرابلس في عام 1309 للهجرة، عقب ترميمهم مسجدا أطلقوا عليه اسمه، وجرت العادة أن تزار في آخر يوم جمعة من أيام شهر رمضان ويوم المولد النبوي الشريف”.
وتابع ” تعرض في الغرفة مقتنيات إسلامية تاريخية، كما تم إعادة بناء التكية المولوية في طرابلس المماثلة للتكية المولوية في مدينة قونيا التركية ”

تاريخ الأثر الشريف

يذكر المؤرّخ د. عمر تدمري نقلاً عن شيخ قرّاء طرابلس محمّد نصوح البارودي رحمه الله أنه: «في سنة في سنة 1309هـ/1891م. تمّ تجديد بناء جامع الحميدي المعروف قديماً بجامع التّفاحي، والذي يُعرف الآن بجامع حميدي البلد.
وليجري الاحتفال بافتتاح الجامع بعد تجديده، طلب مسلمو طرابلس من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني أن يأذن لهم بذلك ويُصدر براءة بتعيين خطيب للجامع، فاغتنم السلطان هذه الفرصة، وأهدى أهل طرابلس شعرة من أثر الرسول (صلى الله عليه وسلّم)، تقديراً لولائهم للدولة العلية.
وضعت الشعرة في علبة من الذهب الخالص، وأرسلت مع أحد الباشوات في فرقاطة خاصة، و عندما وصلت إلى الميناء خرج أهالي المدينة، من مسلمين ومسيحيين لاستقبالها، وكانت فرحة عمت المدينة بأسرها، وعندما نزل الباشا العثماني حاملاً العلبة، تناولها منه الشيخ حسين الجسر، رحمه الله، ووضعها على رأسه وحملها إلى الجامع الكبير.
وكان الأثر الشريف مُهدى في الأصل ليوضع في جامع الحميدي، ولكن الشيخ علي رشيد الميقاتي أقنع رجالات البلد بأن يوضع الأثر الشريف في الجامع المنصوري الكبير لكونه أكبر مساجد المدينة، ولكون جامع الحميدي بظاهر البلد في ذلك الوقت.
هكذا تمّ بناء غرفة خزنة الأثر النبوي الشريف، وشهد الجامع المنصوري احتفالاً كبيراً حضره الآلاف من المسلمين الذين تقاطروا من أنحاء طرابلس وقرى قضائها للتبرّك برؤية الأثر الشريف وتقبيله، وظلّت شوارع طرابلس مزينة لمدة سبعة أيام، والموالد تُقرأ في المآذن والبيوت احتفالاً بهذه الهدية الشريفة”.

والأثر النبوي الشريف في الجامع المنصوري الكبير بطرابلس هو شعرة من لحية الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) أهداها السلطان عبد الحميد الثاني إلى مدينة طرابلس سنة 1309هـ/1891م. كُتب على الهلال الذهبي، الذي يشكّل غطاءها:
“أهدى هذه الشعرة المكرّمة مولانا السلطان عبد الحميد خان سنة 1309 بعنوان (لحية سعادت)، منحنا الله شفاعة صاحبها الأعظم ( صلّى الله عليه وسلّم) / الموجّه عليه خدمتها محمد رشدي ميقاتي”.
كما نُقش حول الأنبوب الذي يحتوي الشعرة هذا البيت من الشعر:
لم تُعط في كل العوالم شعرةٌ
خُلقت جميع الكائنات لأجلها.

[email protected]

لمشاركة الرابط: