بدعوة من المجلس الثقافي الإجتماعي للبقاع الغربي وراشيا ، اللقاء الثقافي البقاعي، والمنتدى الثقافي الاجتماعي في البقاع ، عُقد إجتماع في مقر المجلس الثقافي في جب جنّين ، وبعد مداولات مستفيضة تقرر في ختامها تنظيم مجموعة من الأنشطة التي تصب في إطار التصدي لصفقة العصر ومضاعفاتها والتي تهدف أميركياً وإسرائيلياً إلى ترسيخ الإحتلال الصهيوني لفلسطين والجولان وتهديد كيانات المنطقة العربية وشعوبها ، وأصدرت في الختام البيان التالي
إسقاط “صفقة القرن” مسؤولية كل العرب
لم يكن مستغرباً ، أو مفاجئاً موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، بصلفه وعنصريَّته وانحيازه الكامل لإسرائيل، مفاخراً بجريمته فيما دعاها زوراً وبهتاناً “صفقة القرن للسلام”، وذلك بحضور قادة العدو و بعض العرب مع الأسف ، مفتتحاً سوق بيع فلسطين، مؤكِّداً – ترامب – على تبنِّيه اغتصاب أرض فلسطين وشرعنة احتلالها، ومنح الكيان المغتصب عبر سلسلة مواقفه العدوانيّة حقّاً لا يملكه، مستهيناً ومستفزّاً كل كرامات العرب والعالم، ومتجاهلاً، بل محتقراً كل القرارات الدولية ذات الصلة، ومحاولاً بمواقفه الإستعراضيّة الإستعلائيّة الهادفة إلغاء شعب ووطن، وطمس هويّة أرضٍ قاتلت و تقاتل وتقاوم من أجل حريتها واستقلالية قرارها.
والمؤكد هو أنَّ أطماع ترامب وإسرائيل أبعد ممّا ظهر حتى الآن، خصوصاً وأنَّ الوضع العربي المأزوم والمهزوم يفتح شهيّته وشهية باقي الطُغاة الطامحين لإبتلاع ما تبقّى من كيانات ودول الأمّة وتمزيق شعوبها وتحويلها مجرد حصص توزعها بين أقطابها. وعلى الرغم من فداحة المخاطر ، لا بد وأن تكون هذه الصدمة حافزاً قويّاً لتوحيد الموقف الفلسطيني من خلال طيّ صفحة الخلافات الداخلية لمواجهة معركة المصير الداهمة. وبقدر ما هو ضروري للشعب الفلسطيني أن يستعيد الآن مقومات وحدته ويوحِّد مواقفه وبندقيَّته، بقدر ما هو ضروري جدّاً للشعب العربي أن يستعيد توجه البوصلة نحو فلسطين ، واستعادة عناصر وحدته ومكوناته المجتمعية ، ويُلزم دوله جميعاً بموقفٍ تاريخي فعّال، وأن تكون قوى المجتمع المدني في طليعة هذا التوجه صيانة لمصالحها المشتركة ودولها وطموحها للتقدم . ومن هنا، فإن الهيئات الثقافية في البقاع التي اجتمعت في مقر المجلس الثقافي الإجتماعي للبقاع الغربي وراشيا، تعلن رفضها وتصدِّيها لصفقة العار وقرارات ترامب العدوانيّة السافرة وتقرر ما يلي
-إن قضيّة فلسطين ستبقى قضيّة العرب الأولى، تتجسَّد فيها كرامتهم وهويَّتهم ومستقبل أجيالهم، وبها يتعلَّق مصير الوطن العربي برمَّته، وبالأخص في كل من لبنان والأردن وسوريا ومصر.
-إنَّ لغة البيانات والإستنكار والإدانة ، لم تعد تجدي نفعاً
-على الشعب الفلسطيني المقاوم البطل الذي سطّر دوماً معجزة الصمود والبطولات أن يتَّكل أولاً على صلابته وعدالة قضيته، وعلى سلاحه الأسمى والأفعل بما هي وحدته التي لا نصر ولا تحرير من دون تحقيقها
-إنَّ ما أخذ بالقوَّة لا يُستردُّ بغير القوّة، وإذا ما أراد العرب العزَّة والحرّية والاستقلال لدولهم وشعوبهم، عليهم أن يخرجوا عن صمتهم ويعتمدوا خطَّة مواجهة موحَّدة، فلا مبادرات ولا مفاوضات ولا اعتراف مع عدوٍّ غاز لبلادنا وشعوبنا بتنوعها ومقدساتها وحضارتها وتراثها العريق ، ففلسطين وأرض العرب ما كانت في تاريخها، ولن تكون معروضة للبيع أبداً. فصفقة القرن لا تهدد مصير القدس فحسب، بل بيروت وعمان ودمشق والقاهرة أيضاً ومنها إلى سواها
-نطالب جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي أن تستعيدا دورهما التاريخي وتبادرا إلى عقد إجتماعات فوريّة على كل المستويات، ووضع خطّة مشتركة لمواجهة السياسات الاميركية لترامب، والتي بدأت بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارته إليها، وتشريع ضم الجولان السوري المحتل وإباحة الضفة الغربية وغور الاردن للاستيطان والمستوطنين، واستمرار العربدة على حدود لبنان الجنوبيّة واستباحة أجوائه مع جحود حقه السيادي على أرضه ومياهه، وبلغت مع هذه الصفقة رفض عودة اللاجئين إلى بلادهم بموجب صفقة العار .
-إنَّ المثقَّفين في لبنان وفي الوطن العربي، شعراء وأدباء وفنّانين وأهل قلم وغير ذلك مطالبون بتفعيل دورهم وتزخيم حضورهم الطبيعي في الوقوف موقف الدفاع عن مصير أرضنا وبلادنا ومستقبل أجيالنا ، وأن يتصدّوا بما سلَّحتهم به هذه الأرض من إبداع للجرائم الكبرى التي ارتكبت وترتكب في فلسطين وعلى إمتداد أرض العرب.
-إنَّ اللبنانيين والفلسطينيين والعرب كافة المنتشرين في بلاد الإغتراب، مطالبون هم أيضاً بتشكيل قوَّة ضغطٍ على الدول الغربية، وخلق رأيٍ عام قوي ومؤيّد لقضية فلسطين في الخارج، والتصدّي للوبي الصهيوني في المجتمعات التي يعيشون بين ظهرانيها، وكما على السفارات العربية أن تُفعِّل هذا الدور وتسانده وترعاه.
وأخيراً، نحيّي مواقف الدول التي وقفت ضد هذه الصفقة – العار وناصرت حقوق الإنسان وحق كل شعبٍ بالاستقلال والسلام والحرية ، والتي أعلنت احترام القانون الدولي بديلاً عن شريعة الغاب الاميركية – الاسرائيلية ، والرافضة لصفقات مكافأة المحتل على عدوانه. كما نحيّي كل من رفع الصوت مستنكراً اغتصاب إسرائيل لأرض العرب، ومؤيِّداً حق الشعب الفلسطيني في أرضه ، ونطالب تكراراً بموقفٍ عربيٍّ شجاع وموحَّد لنصرة نضاله، كي لا يبقى وحيداً في ميدان الصمود والمواجهة.
عاشت فلسطين حرَّة عربية، والمجد للشهداء الأبرار وللشعوب المقاومة.
جب جنّين في أول شباط 2020 الهيئات الثقافيّة في البقاع .