كتب رئيس المركز الثقافي الإسلامي الدكتور وجيه فانوس على صفحته الخاصة فيسبوك
يُسَمَّى هَذا، ضُمْنَ ثَقَافَتِي المَوْرُوثَة، “طَبَّاخٌ”؛ وغالِبَاً مَا كَانَ يُعْرَفُ، فِي بَيْتِنا، بِاسْمِ “طَبَّاخ اليّهُودِي”!
يُصْنَعُ، هَذا “الطَّبَّاخُ”، يَدَوِيَّاً؛ مِنْ خَلْطَةٍ خَاصَّةٍ، فِيها الكِلْسُ المَجْبُولُ بِتُرابِ الحوَّارَةِ البَيْضاءِ مَع قَليلٍ مِنَ التِّبْن أو القَشّ.
يُوضَعُ الجَمْرُ، في “الطَّبَّاخِ”، وَيَبْقى صَالِحاً طوَالَ اليَوْمِ؛ فَيُسَوَّى الطَّعامُ بِهِ، عَلى وَهْجِ حَرَارَةِ الجَمْرِ ، بِهُدُوءٍ شَدِيدٍ وَطُولِ أَناةٍ.
كانَ فِي بَيْتِنا، فِي منطَقَةِ “بُرْجِ أَبي حَيْدَر” مِنْ “بيروت”، حَتَّى مَطْلَعِ خَمْسِيناتِ القَرنِْ العِشْرين، مِنْ مَتْروكاتِ زَمَنٍ سابقٍ، واحِدٌ مِثْلُه.
لا زِلْتُ أَذْكُرُ، بِفَرَحٍ، كَيْفَ كانَت المَرْحُومَةُ وَالِدَتِي، “أُم وَجِيه”، تُحَضِّرُ الطَّعامَ، مِن بابِ التَّفَكُّهِ، بِواسِطَتِهِ؛ ولَطالَما انْمَاز، هذَا الطَّعَامُ، عِنْدِي، بِجَودَةٍ عَالِية.
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More