لمناسبة صدور كتاب د عامر مشموشي ” كمال جنبلاط: أسرار ومواقف” ندوة إستعادية لمسيرة رئيس الحركة الوطنية وعلاقاته العربية والدولية

لمناسبة صدور كتاب الصحافي الدكتور عامر مشموشي بعنوان: “كمال جنبلاط: أسرار ومواقف ” عن الدار التقدمية ، نظم الحزب التقدمي الإشتراكي والمكتبة الوطنية في بعقلين ندوة برعاية رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط ، تحدّث فيها، وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب، النائب بلال عبدالله، النائب السابق فارس سعيد ، ورئيس تحرير “اللواء” صلاح سلام.
وحضر الندوة ممثل النائب جنبلاط الدكتور ناصر زيدان ، اللواء الركن شوقي المصري ممثلاً الرئيس العماد ميشال سليمان، النائب مروان حمادة، الوزيران السابقان إلياس حنا وطارق الخطيب، طوني أنطونيوس ممثلاً النائب نعمة طعمة، مهدي فواز ممثلاً النائب محمد الحجار، مفوض الحكومة لدى مجلس الإنماء والإعمار الدكتور وليد صافي، اللواء إبراهيم بصبوص، المقدم وائل محمود ممثلاً رئيس أركان الجيش اللواء أمين العرم، العقيد هادي أبو شقرا ممثلاً مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، صلاح تقي الدين ممثلاً نقيب محرري الصحافة جوزيف قصيفي .

شهيب
إفتتحت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني وبتقديم من الإعلامية ريم تقي الدين، ثم ألقى الوزير شهيب كلمة قال فيها :” الأستاذ صلاح سلام، الصديق فارس سعيد والرفيق بلال عبدالله إجتمعوا اليوم لمناقشة كتاب وضعه الرفيق العتيق الدكتور عامر مشموشي :” كمال جنبلاط: أسرار ومواقف “، برعاية رئيس اللقاء الديمقراطي الأستاذ تيمور جنبلاط . الأصدقاء، لكل واحد منهم تجربة أو حكاية مع كمال جنبلاط، الذي ارتأى الإشتراكية، والإستقلال، والعروبة، ونصرة فلسطين ومحبة الناس عن سابق تصوّر وتصميم، كما قال عنه الصديق رشيد درباس ناسك الجبل العربي الذي توغّل في أدب الحياة، والسياسة والمخاطبة، ودخول بيوت الفقراء، وفي أدب السلام، والتحية، والطعام”.
وتابع: “حظي الدكتور عامر مشموشي كما الرفيق عزت صافي – أطال الله في عمرهما – بفرصة لم تتوفر لأكثر من أبناء جيلهما في مهنة البحث عن المتاعب، حيث حاز الدكتور عامر ثقة المعلم، ومرافقته في العديد من المحطات الداخلية والخارجية أتاحت له التعرّف عن قرب على بعض وقائع وتفاصيل الحياة السياسية التي مرَّت على لبنان والمحيط، والتي كان نائب الشوف، رئيس الحزب وجبهة النضال الوطني، وزير الداخلية، حاكم لبنان الإداري، عضو الأسرة الإشتراكية الدولية، صديق عبد الناصر، البرلماني الشديد المراس، تلميذ الفلسفة الهندية، فقيه الموحدين، الموسوعة الفلسفية، كمال جنبلاط محورها الدائم والرفيق عامر بأمانته ظل محل ثقته.
وتطرق شهيب إلى علاقة جنبلاط بالرئيس فؤاد شهاب وكيفية تأييد عهده رغم معارضته المبدئية لحكم العسكر، لافتاً إلى أن المعلم آمن بوجود مشروع بناء الدولة لدى الرئيس شهاب، وقال: “كم نحن بحاجة اليوم إلى رؤية مشروع بناء دولة، سواء على النموذج الشهابي أو أي نموذج آخر شبيه، بعيداً عن المحاصصة، والتدخّلات السياسية والأمنية صوناً للحريات وحرصاً على عمل المؤسسات”.
وقال: “أخذت علاقة المعلم الشهيد بالقيادة السورية حيّزا مهماً من الكتاب، خصوصا الإجتماع الشهير مع (الرئيس السوري حافظ) الأسد الذي وصفه الدكتور مشموشي بالعاصف، والذي إنتهى بدخول القوات السورية إلى لبنان، وما تبع ذلك من مؤامرات على الحركة الوطنية اللبنانية والقضية الفلسطينية، والتي إنتهت بقرار إغتيال سيد المختارة، الذي كان دورها يفوق حجمها، بمثابة المساند لقضايا الإنسانية والتحرّر والعروبة، وإستهدافها مجدداً اليوم إستكمال لما جال في خاطر الكثيرين الذين سقطوا وبقيت المختارة .
عبدالله
ثم تحدث النائب بلال عبدالله فقال: “الدكتور عامر مشموشي هو لا شك واحد من الرفاق ممن كان لنا شرف صفة تلامذة عندهم، الدكتور عامر مشموشي، الرفيق نائب رئيس الحزب أنور الخطيب، الرفيق المرحوم علي ملحم، الرفيق خطار السيد والرفيق علي جابر، هذه قلّة من خيرة كوادر ورفاق إقليم الخروب – ساحل الشوف الذي كان له في قلب كمال جنبلاط وما زال في قلب وليد جنبلاط الكثير من المحبة والترابط والتواصل والتكامل والذي استمر مع الرفيق علاء ترو ومع الرفيق عدنان حسين، ولكن تجدر الإشارة إلى أن الدكتور عامر كان أول وكيل داخلية للحزب التقدمي الاشتراكي في إقليم الخروب .
سعيد
بدوره إعتبر النائب السابق الدكتور فارس سعيد، أن الدكتور عامر مشموشي «لخّص علاقة جيلٍ بكامله مع كمال جنبلاط. فهو لم يصف علاقته الشخصية وحسب، إنما حاول بنجاح توصيف علاقة جيلٍ حَلِمَ، ناضلَ، آمنَ والتزمَ بفكرِ كمال جنبلاط. وكمال جنبلاط، بهذا المعنى، تجاوز حدودَ الشوف وإقليم الخروب، فلقد استقبلته بجّة والعاقورة وقرى جرود كسروان والبترون وبشري ، كما تجاوز حدود لبنان حتى أصبح رمزاً من رموز مقاومة لبنانية عربية مؤمنة بقضايا الحق والعدالة في عصرنا هذا “.
أضاف: “عرفت كمال جنبلاط من صغري من خلال علاقة عائلية، وقرأت عنه الكثير كما سمعت عنه الكثير أيضاً من الذين عايشوه وتقاسموا معه مراحل خطيرة من تاريخ لبنان المعاصر. هاجِسه كان دائماً العدالة والمساواة وبناء الدولة العصرية “.

سلام
وكانت كلمة لرئيس تحرير “اللواء” صلاح سلام فنوّه بمناقبية ومهنية الدكتور مشموشي وحرفيته في متابعة الملفات والمعلومات الصحفية.
ولفت الى أن مشموشي في كتابه : “إستطاع أن يرسم ببساطة وعفوية تفاصيل شخصية قيادية فذّة بقيت عصيّة عن الفهم لدى كثير من السياسيين، الذين اعتادوا ممارسة السياسة على طريقة البيع والشراء في سوق النخاسة، في حين كان كمال جنبلاط يعتبر السياسة مجموعة قيم ومبادئ توظف لمصلحة الناس “الغلابى” وغير خاضعة لأساليب العرض والطلب، على نحو ما كان وما زال يجري في الساحات السياسية المتقلبة في لبنان “.
وأشار سلام إلى أن : “إعجاب الكاتب بشخصية المعلم كان واضحاً في كثير من صفحات الكتاب، فهو يجمع في شخصه بين المعرفة الحقيقية والفكر المتوهج والفلسفة وبين رجل الدولة وبين الإنسان المتواضع، معلم كبير أتى به القدر إلى البشرية جمعاء لكي ينير لها الطريق إلى السعادة الأبدية”…
وتوقف سلام عند ثلاثة مفاصل رئيسية في تجربة المعلم كمال جنبلاط السياسية والتي ما زالت مشاهدها تتكرر على المسرح السياسي اللبناني، وكأن التاريخ يُعيد نفسه بأساليب وسيناريوهات متشابهة، وهي: “أولا: تذبذب التحالفات بين السياسيين اللبنانيين : إنقلاب كرامي على جنبلاط نموذجاً، حيث أننا وبعد أربعين سنة ونصف على هذه الواقعة، ما زلنا ندور في نفس الدوامة المفرغة من الذبذبات السياسية والإنقلابات التحالفية وتداعياتها الوطنية التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم من إهتراء وإنهيار”.
ثانياً: العلاقات مع القيادة السورية، واكتشاف المعلم كمال جنبلاط لحقيقة الدور السوري الذي حاول الإمساك بطرفي النزاع في لبنان حتى يحكم سيطرته على البلد، وأن الدخول السوري إلى لبنان تمّ باتفاق سوري – أميركي مع تغطية سوفياتية مفاجئة. ولفت أنه بعد الخلاف مع دمشق تم اغتيال المعلم كمال جنبلاط في وضح النهار، كما حصل مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولقائه العاصف مع بشار الأسد، حيث حصل الإغتيال بعد أشهر قليلة من ذلك اللقاء. ثالثاً: لعبة الأمم “.
وخلص سلام في مداخلته إلى أن المهم في كتاب عامر مشموشي “أننا نقرأ وقائع مرحلة حرجة من تاريخنا من وجهة نظر موضوعية بعيدة عن الغرضية والإفتئات. كمال جنبلاط تاريخ وطن في رجل، لا يمكن اختصاره بين دفّتي كتاب “.
مشموشي
وختاماً، تحدث مؤلف الكتاب الدكتور عامر مشموشي فشكر رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط لرعايته وشكر المحاضرين، وقال: “في هذه المناسبة العزيزة على قلبي، أعترف أمامكم بانني عاجز عن التعبير عن غبطتي بهذا اللقاء وعن أسمى آيات الشكر لوجودكم معنا. مهما حاول الإنسان الابحار في عالم المعلم كمال جنبلاط، يبقى عاجزاً عن سبر أغوار هذا البحر الشاسع، فكلما أبحرت فيه تكشّفت لك فيه أبعاد جديدة عن عظمة هذا المعلم وسعة أفقه ومداركه وفلسفته التي أساسها الإنسان والإنسانية بكل أبعادها ومداركها”.
وختم: نتابع مسيرة كمال جنبلاط مع القائد الوطني الرفيق الأول وليد جنبلاط الذي نتعلّم منه الصمود على المبدأ والثبات على الموقف وعلى مواجهة التحدّيات الصعبة بالحنكة والحكمة والدراية، والذي أخصّه بكل الشكر والإمتنان على المحبة التي غمرني بها، والتي ساعدتني على إنجاز الكتاب والشكر موصول للحزب التقدمي ولمفوض الإعلام الزميل رامي الريس ومدير المكتبة الوطنية غازي صعب للجهود التي بذلوها لإنجاح هذا الإحتفال.

المصدر – اللواء

لمشاركة الرابط: