بقلم الأستاذ الدكتور حسان حلاق مؤرخ ” بيروت المحروسة” لمناسبة بدء شهر رمضان المبارك .
إن من السنن النبوية منذ فجر الإسلام الإستبانة لغرة كل شهر عربي قمري ، ومن أهم هذه الإستبانات إستبانة هلال شهر رمضان تبعاً لأهمية هذا الشهر المبارك .
وقد انتشر عند الفئة العامة من فئات الشعب ، وللأسف عند الخاصة وفي الإعلام إستخدام لفظ “سيبانة رمضان” التي هي في الأصل إستبانة ، وأنه من السنن المؤكدة ضرورة رؤية هلال شهر رمضان المبارك للتأكد متى سيتم تحديد بدء فريضة الصيام .
لقد كان “البيارتة” منذ بداية الفتوحات الإسلامية بل جميع المسلمين في لبنان والولايات العربية ينتشرون عند المغرب على شواطىء بيروت المحروسة في ال 29 من شهر شعبان بهدف استبانة هلال وغرة شهر رمضان المبارك ، وكانوا يأخذون معهم الى شواطىء الأوزاعي والرملة البيضاء والروشة والمنارة والسنطية وبرج حمود بعض المواد الغذائية وبعض الأطعمة لأنهم كانوا يقضون ساعات طويلة قبل المغيب إنتظاراً وإحتفاء بإستبانة وقدوم شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن الكريم ، وليلة القدر التي هي خير من الف شهر ، فإذا تبين لبعض المسلمين المنتظرين عند السواحل ممن هم من ذوي الصدق والأخلاق الحميدة ظهور هلال شهر رمضان المبارك ، توجه هؤلاء الى المحكمة الشرعية للإدلاء بشهاداتهم الشرعية بقولهم :” نشهد بأننا رأينا بأم العين عند المغيب في منطقة الروشة مثلا هلال شهر رمضان المبارك ” ، وبعد أن يتأكد مفتي بيروت المحروسة وقضاة الشرع والعلماء من أن الشهود من ذوي الصدق والسيرة الحسنة والإيمان وأنهم موضع ثقة عند المسلمين ، عندها يتداول الجميع بهذه الإستبانة ويتم الإعلان عن بدء الصيام بالتنسيق مع والي بيروت المحروسة ، وتطلق المدافع من على هضبة السراي الكبير في العهد العثماني .
ومن الأهمية بمكان القول أنه في حال عدم ظهور هلال رمضان المبارك في التاسع والعشرين من شعبان كان يتم استكمال شهر شعبان ثلاثين يوماً ، واليوم الذي يليه يكون حكماً بدء شهر الصيام .
وفي العهد العثماني كان مفتي بيروت المحروسة ووالي بيروت المحروسة يعلنان ويحددان اليوم الأول من شهر رمضان المبارك ، وتكون مساجد وجوامع وزوايا بيروت المحروسة مزدانة بالزينات والأعلام الإسلامية والعثمانية ، تعلوها الآيات القرانية الكريمة كما تزين شوارع بيروت المحروسة ومركز الوالي والسرايات وبلدية بيروت والمؤسسات العثمانية كافة إحتفالا بقدوم الشهر الفضيل ، وماتزال بيروت المحروسة حتى اليوم تحتفل بقدوم شهر رمضان المبارك .
ومما يؤسف له أن “البيارتة” قد تركوا عادة إستبانة شهر رمضان المبارك كما كان الأجداد رحمهم الله يفعلون ، بل أن الكثير منهم يعتقدون بأن الإستبانة هي للتنزه وشم الهواء في آخر يوم أحد من شهر شعبان ، وليس ضرورياً أن يكون في التاسع والعشرين من شعبان بل أكثر من ذلك فانهم يقولون : ” رايحين على الإستبانة ” فيذهبون الى الجبال أو الى صيدا المحروسة أو طرابلس المحروسة أو صور المحروسة أو الى المطاعم والمقاهي دون أن يمارسوا سنة الإستبانة ، ومهما يكن من أمر فإن مانشير اليه هو الإستبانة وليس “السيبانة”.
كل عام وأنتم بخير أحبتي من” البيارتة ” واللبنانيين والعرب .
الدكتور حسان حلاق
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More